زمبطة يزمبط زمبطة وهو اشتقاق صرفي غريب ان صح هذا التعبير
ويعود الفضل فيه لأحد اولادي الذي لا يتعدى عمره السنوات السبع ويبدو ان العبقرية تشع من جبينه إذ إن جيناته غلب عليها الغباء نتيجة غباء والديه .. وما أدراك عندما تجتمع في طفل ما كل سيئات أهله .. وهو الوضع عندما كنت اتحدث مع الولد واطلب منه ضرورة الالتزام بالواجبات المفروضة عليه حتى يتفرغ لما يريده من لعب ولهو يبدو بالنسبة لجيل كجيلي غير بريء ولكن ماذا تستطيع ان تفعل مع جيل لا همٌ له سوى شاشات التلفزيون وقنوات سباستوون العربي والانجليزي والام بي ثري وقهاوي الكمبيوتر وألعاب السيارات على النت فضلا بالطبع عن العجل واللف والدوران في الشوارع مصطحبا اخته أمامه ..
ماذا يمكنك ان تتصور من هكذا جيل عندما تريد ان توجهه وتقول له خلص واجبك وبعد كده عيش حياتك عشان ما تضربش.. المهم في ثنايا توجيهي البليغ له وباعتباري مدعي علم وثقافة والاسم اني باحث ومحرر والمفروض شغلتي الكتابة الجادة، ان كان هناك مثل هذا النوع من الكتابة لأني اعتقد ان الجميع بيضحك على الجميع مع اختلاف طريقة الضحك، قلت للولد بلغة عربية فصيحة " ظبط أمورك وبعد كده اعمل اللي انت عايزه" وبالفعل الولد ما كدبش خبر واستغل الكلمة بالشكل الذي يرضيه، ولا يعني ذلك انه بدأ يخلص واجباته ويلعب بعد كده براحته، وانما استغل نفس التوجيه عندما كنت اتحدث مع اخته الصغرى بنفس الطريقة الجادة بتاعتي لكي تننتهي من واجباتها وبعد كده تلعب براحتها، وقال لها في وجودي وفي نفس اللحظة التي اتحدث فيها موجها هو الآخر توجيهاته الجادة لأخته وقائلا لها داعما لي ومساندا رغم أني لم أطلب منه ذلك " المفروض تزمبطي امورك وبعد كده العبي زي ماانت عايزة".
الحقيقة اني صدمت وعلقت الدهشة في أذني ، وهو تعبير ومصطلح غريب لأني كلما صدمت تحمر أذناي بشكل غريب، ولم ادر ماذا افعل هل اضحك على النحت الصرفي الغريب الذي ابدعه الولد ام استغرب من قدرته على مشايعة السائر شأنه شأن كل المصريين الذين يمشون في أي هوجة ويركبون الموجة السائرة دون فهم او استيعاب.
قد تكون القصة طويلة ولكنها ضرورية حتى ندرك ان هناك تدابير أخرى لا نعلمها ونحن وابناؤنا لسنا إلا مجرد أرقام متداولة ومهما فعلت او قلت انك تربي وتعلم إلا ان هناك ما يكتسبه الطفل ويتعلمه بعيدا عنك وعما تريد ان تلقنه اياه .ز فهمت حاجة.. الخلاصة انه من هنا جاء الاشتقاق واسم المدونة الجديدة التي احاول ان الزم نفسي فيها بالكتابة لعل وعسى تجد من يقرأها.