نفهم أن الإنسان عندما يكون مضطرا يمكن أن يقبل بأشياء قد لا يسمح بها أصلا ولا يقبلها ولا يمررها مرور الكرام عندما يكون في بحبوحة من الرزق والموهبة والوقت ولا يكون بحاجة لعيش اللئام...
نفهم هذا التنازل أحيانا، ونقدره، ويمكن أيضا أن نبرره، ونجد له من المخارج ما يسوغه، فالحاجة للقمة وكم الأفواه المفتوحة المناط بالإنسان غلقها وتصفير بطونها الخاوية ربما يدفع الكثيرين لبيع الغالي والنفيس...
لكن ما لا نفهمه، ولا يمكن أن نجد له تبريرا أو مسوغا أن يأتي هذا التنازل على حساب كرامتك كإنسان وامتهانا لآدميتك ومساسا ببشريتك واعتداءا على قيمك الأخلاقية ومبادئك الثابتة وفوق أكتافك...
لا يمكن تبرير هذه الانتهازية المعروفة التي خلدتها شعوب بالقول: إن كان ليك عند أحدهم حاجة، لا مانع من أن تضفي عليه الاحترام الذي لا يستحقه والقداسة التي لا يستأهلها، وتقول له ياسيدي، خاصة أن ذلك يفقدك احترامك لذاتك...