في هذا المولد اللي مالوش صاحب لمن الشارع الآن؟
يبدو أنهم يعتقدون أن الشارع لهم، وهو اعتقاد بالتأكيد خاطئ..
لكن الشارع لمن أصلا، هل يستطيع أحد أن يدعي أنه يستطيع تحريكه وحده؟
أهو لما بات يطلق عليه المزاج الشعبي للمصريين يميل للإسلاميين بكافة تشكيلاتهم وتصنيفاتهم؟
أم هو للقادرين على التنظيم والحشد والتوجيه وربما التنظير ولا يميل لهم الناس وبالرغم من ذلك يحسب لهم تشكيل نواة هذا التغيير الحاصل في البلاد؟
أم هو لحزب الكنبة والسرير الذي ربما يرضى بما يلقى له ويستطيع أن يتحمل أي شيء يمكن أن يواجهه ويتعرض له ويقول لك في الآخر الرضا بالمقسوم، ويعظك وهو في ثوب الحمل الوديع يابني دا آخرنا ..احمد ربنا .. أنت احسن من غيرك؟
أم هو لهؤلاء القتلة الفاسدين ولمن لف لفهم ويدورون في فلكهم وينتشرون هنا وهناك لمجرد مصلحة هنا وسبوبة هناك وحتاية عند دا ونحتاية عند آخر ..هؤلاء الذين يتلونون بكل الأشكال التي يمكن أن تتصورها ومع ذلك يملكون من العلم والموهبة والخداع ما يمكنهم من الضحك على الجميع واللعب بهم وكأنهم عرائس مارونيت يسهل تحريكها بمجرد امتلاك بضعة خيوط تمثل مفاتيح شخصياتهم.. فلوس .. نفوذ.. قرب من سلطان.. علاقات عامة حلوة.. منصب.. وضع .. أيا كان؟
أم لغيرهم ممن كفوا أنفسهم عناء المؤونة ولديهم الرغبة في التغيير ولكن لأنهم غير قادرين على فعل شيء لموا نفسهم واكتفوا بالتشجيع من بعيد والتصفيق الحاد وإبداء التعاطف دون فعل شيء أكثر من ذلك؟
الحقيقة أن الجميع له نصيب في هذا الشارع، لكن لمن الثقل الأكبر، هل القضية والتوقيت لهما حساسيتهما في هذا الإطار؟
بالتأكيد نعم، لكن هذا لا يعني أن الشارع ليس له صاحب، مش مولد هو وصاحبه غايب كما زعمت في بداية هذه التدوينة، وأظن وبعض الظن ليس إثما أن صاحبه هم أولئك الذين ينتمون لحزب الكنبة والسرير ويليهم في الترتيب الفاسدين ثم الساخطين على استحياء وأخيرا يأتي مريدو ومناصرو والمدافعون الحقيقيون عن التغيير
وبغض النظر عن أسباب هذا الحكم الذي ربما نجد دليله في حجم الاستجابة للإضراب، إذ بدا أن هناك فجوة ما بين الشارع والداعين للإضراب الذين ربما تصوروا لوهلة كما تصور الإسلاميون بعد أن حازوا سلطة البرلمان أنهم وحدهم يملكون الشارع ويستطيعون حشده عمال على بطال، وهو أمر بالتأكيد مشكوك فيه لأي من الجانبين رغم امتلاك كل منهما قدر من القوة تتفاوت بتفاوت القضية والتوقيت الذي تطرح فيه..
بغض النظر عن كل ذلك، فإن الحقيقة المؤكدة أن هناك حاجة لكي يلفظ الناس العملة الرديئة في كل هؤلاء وأولئك، وأحسب أنها معلومة للجميع ولا يستطيع أحد أن يدعي أنها ليست فيه هذه الرداءة، إن صح هذا التعبير، ففينا جميعا نقاط ضعف وقرف لا يمكن نكرانها..
لكن ذلك لن يتحقق إلا بشرط واحد وهو ألا يتجاوز أحد في حق غيره حتى لو كان غير مقبول أو يبالغ في قوته وقدرته بما يفوق الآخرين، فللجميع الحق في أن يبدي رأيه..
وأفهم أن الظروف ربما تحتم على المخطئ في التقدير أن يتوارى، وعلى الآخرين أن يعتذروا إذا ما بالغوا في تقدير قوتهم، والله أعلم.