الجميع يتباكى ولا أعلم لماذا؟
وكأنهم هم الوحيدون الذين يخافون على بلد لم يلتفتوا إليه طوال سنوات من التخريب والنهب والاستنزاف المتعمد
حتى أن هؤلاء الذين عاثوا فيها فسادا وتشريدا لم يتركوا فرصة لغيرهم من الغلابة والمطحونين لمجرد أن يقتاتوا بالقليل الذي ألقوه لهم
هؤلاء الذين لم يجدوا أمامهم بعد أن سدت في وجوههم كل الفرص وأبواب الرزق والصعود سوى السخط والانضمام لحزب الكنبة والسرير حتى يعيشوا عيشة أهاليهم ويكملوا عشاءهم نوما ويمشوا جنب الحيط حتى أصبحوا والحيط شيئا واحدا يمشون بداخله وليس بجواره
وعندما هيئ المولى عز وجل لهذا البلد جيلا جديدا اكثر جرأة وثقة في النفس بغض النظر عن اتفاقنا معهم أو اختلافنا في أساليبهم ومنطقهم وحرياتهم الشخصية، تهافت الجميع وتنادى لصد هؤلاء الذين يعتقدون أنهم ممولون من الخارج تارة وصيع تارة ثانية وعديمي الأخلاق تارة أخرى ولا يستهدفون سوى الفوضى وتنفيذ أجندات خارجية للدول المعادية للبلد
علما بأن البلد أصلا بيعت من زمان وكأن هذه الدول المعادية منتظرة هؤلاء لكي يحققوا مصالحهم المؤمنة من أصحاب البلد المخلوعين ولا المطاحين بهم ولا المتنحيين أيا كانت صفتهم وموقف الآخرين منهم
الغريب أن حجتهم في ذلك حجة واهية لا سند لها ولا دليل وهي إنقاذ بلد سقطت منذ زمن ولم تجد من يحميها أو حتى يطالب بتصحيح أخطاء بل خطايا كانت واضحة للكل ولم يعيروا لها انتباها قط وكأنها لا صاحب لها لم تمسهم أوضاعها المتردية بسوء رغم انهم كانوا أول المتضررين منها بعد أن أغلقت في وجوههم حتى فرصة العيش والتطور لسد حاجاتهم الحياتية
ألم ير هؤلاء أوضاعهم وهم يقفون مكتوفي الأيدي عاجزين عن توفير اللقمة والحياة الكريمة والتطور المهني
ألم ير هؤلاء آخرين يصعدون بالفهلوة والرشوة والمحسوبية والنفوذ
ألم ير هؤلاء أن الأمور لم تتغير ولا زالت الناس تقتل كالصراصير دون أن نعرف من تسبب في ذلك
وتجد هؤلاء يقولون عجلة الإنتاج والاستقرار والعمال اللي شغالين باليومية واللي انقطع عيشهم بسبب الأحداث ولم يسألوا أنفسهم أي إنتاج أو استقرار أو عيشة بدا أن الحيوانات يأبونها وربما يعيشون أفضل منها
وعندما تظن أن الأمور تغيرت وأنهم فقط غير مطلوب منهم سوى تفهم وجهة النظر الأخرى والسكوت وعدم تثبيط الآخرين والانتظار ربما يحسن هذا الجيل الوضع ويتمكن من فعل شيء عاجز حتى الآن عن القيام به بسبب النافذين الذين يمسكون بمفاصل البلد في كل مكان، لا تجدهم إلا ويشاركون ربما بغير قصد مع مريدي إبقاء الأوضاع على ما هو عليه أو أولئك الذين يعتبرون أن ما تحقق يكفي ويمكن البناء عليه والانتظار قليلا وربما كثيرا حتى يؤتي ثماره التي يبدو أنها لن تأتي، بل والأخطر يجيشون العواطف ويحركون الناس ضدك بعد أن ضحك عليهم البعض لمصلحة آنية وخرجوا عبطا للتمترس في هذا الميدان أو ذاك لمواجهة شباب يحاول التعبير عن نفسه ولو حتى بطريقة غير مقبولة من جانب البعض
والمفاجئ أنهم يحاولون أن يقنعوك بالخراب والفوضى والمتضررين رغم أن هذا هو الحاصل بالفعل منذ زمن ولم يحدث شيء جديد سوى أن أصبح ظاهرا والجميع بدأ يتكلم عنه بفضل هذا الجيل الذين استبدلهم الله بنا
وهاهم الآن يحاولون أن يعلمونا ما فشلنا في تعلمه وهو المطالبة بالحق والمشاركة وعدم الخوف وإعلاء الصوت باعتبارها قيمة في حد ذاتها قد تستخدم خطأ ولكنها قيمة عليا ستمكن بأمر الله الأجيال القادمة من تفهم حقوقها وأن تطالب بها دون خوف أو وجل
وستعلم كل من يمسك سلطة في أي مكان وعلى أي مستوى بأن هناك آخرين لا يجب أن يتم استبعادهم وأن هناك ضرورة لكي نتلمس مواقفهم وآرائهم وإقناعهم بوجهة نظرنا وجدوى تحركنا وليس بدعوى الأجندة والفوضى وما إلى ذلك من اتهامات لم يعد لها مردود
أعزائي
تعلموا أن تشاركوا وأن تنخرطوا في الشأن العام
اهتموا
تحلوا بالوعي
وتفهمموا منطق من لا يملك شيئا ويريد أن يؤخذ بعين الاعتبار
لا تخشوا شيئا
فنحن لن نسقط لأننا في القاع بالفعل