الاثنين، 31 مارس 2014

مصر: في أي الفريقين أنت

هناك نوع من الفاسدين والبلطجية وتابعيهم الذين بإمكانك أن تتعامل معهم، على اعتبار أن الانتهازية تجري في دمنا جميعا، قد يكون ذلك بالالتفاف والتحايل عليهم، وربما بالانخراط في ركابهم والاستفادة منهم، دون أن تُتهم صراحة بأنك تقف بجانبهم أو تُحسب عليهم أو على الأقل بحيث تأمن شرهم..
لكن هناك نوع آخر لا يمكنك أصلا أن تقترب منهم، أو أن تدخل ضمن حاشيتهم، لأنهم كالنار في الهشيم يأكلون بعضهم بعضا، ولا يكتفون بذلك، إذ ربما ينال غيرهم، وهم بعيدون عنهم كل البعد، شرر نارهم هذا..
فأي الفريقين تنتمي أنت أيها المواطن المخدوع بـ "مزاجك" إلى هؤلاء، أللفريق الأول الذي قد تنال منه قدر ولو قليل من فتاته، أم للآخر الذي لن يتورع على أن "يأكلك حيا" أنت قبل كل شيء، ولن يدع لك أو لغيرك أي فرصة كي تُطعَم من جانبه..
الأول يرى أن لك الحق في العيش والتواجد باعتبارك معينا له بشكل أو بآخر، أما الآخر فلا يراك سوى حشرة فريسة لابد من اغتنامها أو استغلالها..
انظر إلى الواقع المعاش الآن في بلدنا المنهوبة، ستجد كل من هؤلاء وهؤلاء، والفريقان على الساحة الآن ينتهكان حقوق الغلابة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ويطغيان على المشهد بإطلالاتهما البهية، مدعيان أنهما الأحق وحدهما بالاستئثار بالتورتة كاملة..
ألا من سبيل لوقف هذا العبث، ويبدأ المصري "العادي" بالتفكير جديا في أن يكون هو صاحب الحق الوحيد والأوحد في هذه الكعكة التي تدر لبنا وعسلا من آلاف السنين ولم تنضب بعد، ويتخلى ولو لمرة واحدة عن فريضة "امسي جنب أو جوا الحيط" التي لم يلزمه بها أحد سوى نفسه؟!