الثلاثاء، 15 أبريل 2014

دعم مصر ومساندة إرادة شعبها

الدعم والمساندة في الأوساط الدبلوماسية وبين الدول صاحبة السيادة لا يختلفان كثيرا عن المفهوم السائد لهما في الأوساط الشعبية..

إذ تقضي الأعراف عندما تنشب المعارك والخلافات بين الناس أو الإفراد أو حتى العائلات أن يسعى كل طرف من أطراف "الخناقة" بجمع أكبر كم ممكن من المناصرين لموقفه وذلك لدعمه ومساندته..

وتلحظ وقتها أن كل فصيل من "الفصائل المتحاربة" بعد أن يخلع ما عليه من ملابس رثة ويعلي من صوته كأكبر حمار ممكن في مزرعة للحيوانات ويأتيك بصوت قبيح من حنجرته، يضم في صفوفه كل أبناء "حارته"، فضلا بالطبع عن ذويه، وغيرهم من القبضايات والبلطجية والمجاملين الذين يتحركون وفقا لما يمليه عليهم جيوبهم الفارغة..

لا شك أن كثيرا من هؤلاء قد لا يكون لهم ناقة ولا جمل في مثل هذا المعارك التي قد تندلع لسبب تافه شأن أغلب معارك وخناقات الأخوة المصريين، لكن المهم أنهم يقفون وقفة رجل واحد محملين بكل ما ملكت أيديهم من عتاد كالجنازير والفئوس والبلاطي، علاوة بالطبع على السنج وقرون الغزال والنبابيت لزوم الضرب وربما التشريح والتمثيل بالمعادين إن لزم الأمر..

وعندما تقارب بين هذه المواقف وما يحدث لمصر الآن من دعم ومساندة من جانب الإخوة في التاريخ والمصير المشترك، تجد أن الأمر لا يختلف كثيرا، وهو قريب الشبه بما يحدث الآن لدعم النافذين الحاليين في مواقع السلطة ممن يتشابهون معهم في الرأي والموقف والمصير ويرتبطون بالتأكيد بشبكة من المصالح والمعاملات وربما العلاقات الشخصية..

ورغم إدراك هؤلاء الإخوة بأن دعمهم ومساندتهم هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية للدولة المصرية "الوليدة"، ولن يسمن ولن يغني من جوع في مواجهة حركة شعب مشغول ومنهمك بلقمة عيشه وبالضرب في بعضه البعض، وهو على حساب مصر المهروسة التي سقطت سقط المتاع في جردة أمنية على مشارف إحدى البؤر العشوائية..

لكنهم مع ذلك يستمرون في تدخلهم، وكأنهم يحاربون الأغيار بالنيابة عن بعضهم البعض، بل وكأنهم يتحدثون باسم مصر "القديمة الجديدة" التي هي بدورها مستأنسة بهذا التدخل، ولا تعيره أدنى رفض، وإنما تحض عليه وتحبزه بنفس ثقافة المصريين العاملين في الخارج، الذين يتطوعون بالقيام بما لا يلزم ولم  يطلب منهم..

مع كل ذلك، فإن مصر المهروسة مدعوة لبيان إرادة شعبها الحقيقية وإظهارها للكافة بعيدا عن التأويلات بأنها ضد أحد أو أنها لحساب مشروع هذا أو ذاك أو لأنها ستلقي بظلالها على آخرين، وذلك حتى تحظى بالدعم والمساندة اللازمتين في مسار تحررها المليء بالحفر والبلاعات والمطبات غير الصناعية..