هي الفوضى الخلاقة بمفهوم كونداليزا رايس الأمريكية، إعادة بناء وهندسة المنطقة..
وإن كنت اعترض تماما على ما يتردد الآن عند البعض بأن ما حدث ويحدث في المنطقة من توترات، في غالبها، هي بفعل فاعل..
مع أن هذا لا يعني أن هذا الفاعل، ويقصدون به الغرب وما يعتبرونه الدوائر الصهيونية والمرتبطة بالرأسمالية العالمية المتوحشة، لا يستفيد مما يحدث، ويحاول تجييره لصالحه بشكل أو بآخر..
الحقيقة أن مصر تتعرض لهزة عنيفة جدا، هزة نراها خلخلت قيم وأضاعت ثوابت، وربما سستقوض مؤسسات، وتخلق جيلا مخالفا لم يعد يخشى أن يسير وسط الشارع بعد أن اعتاد مع أهله وناسه ألا يمشي فقط جنب الحيط، وإنما بداخله..
جيل لم يعد مهما له أن يدخل أقسام الشرطة ولا حتى السجون وأماكن التوقيف بعد أن كان أهله يتباهون بأنهم لم يدخلوا في السابق قسم شرطة، وكأنهم لم يذهبوا قط لهناك، أو يمروا بجانبه أو حوله لاستخراج الوثائق المصرية المعروفة، ذات الصيت العالمي، كالفيش والتجنيد والبطاقة الشخصية وغيرها مما تحايل البعض عليها ولم يعد يعترف بها البعض الآخر ويحاول أن يتجاوزها..
و مصر بالرغم من هذه الهزة العنيفة تحاول الثبات في وقت تترنح فيه بشدة وتتمايل ميلان الجبال الرواسي والسفن الشامخات عندما تتعرض لزلزال عنيف أو ريح صرصر عاتية..
لم يعد ممكنا أن نستوعب ما حدث ويحدث بمصر بمعزل عن السياق التاريخي والاجتماعي والثقافي، فضلا عن السياسي، الذي تدور فيه كل المشاكل المطروحة الآن..
هي مشكلات نتيجة خبرات متراكمة، لا يتحملها هذا النظام وحده دون غيره، سواء كانت الملكية ونخبة يوليو بتفريعاتهم وتجلياتهم المختلفة حتى صاحبنا المخلوع أو حتى الإسلاميين وصاحبنا المعزول...
صحيح أن بعضهم يتحمل وزرا أكبر من غيره، وصحيح أن بعضهم حاول ولم ينجح، وصحيح أن بعضهم وضعت أمامه العراقيل الواحدة تلو الأخرى..
لكن الصحيح أيضا أن جميعهم وبدرجات متفاوتة عرقلوا التطور الطبيعي للتجربة المصرية للخروج من المأزق الذي تعيشه الآن..
وها هي تمر بمرحلة سيئة جديدة أخرى من تاريخها المعروف بسوءه، أو على الأقل الذي لم يشهد سوى فترات ربما تكون جيدة وتعد على أصابع اليد الواحدة..
نعم، مصر تُفرز الآن، مثلما يفعل جامعو القمامة والخردة الذين أفشلوا شركات النظافة العالمية التي جاءت للبلد بعقود مريبة بعد أن استخلصوا ما يمكن بيعه ولم يتركوا لا الفتيل ولا القطمير..
مصر تغربل بشدة بل بقسوة حتى يتعلم الناس ويدركوا من يحيط بهم وكيف يمكن أن يتعاملوا معه، حتى يعلموا من يريد صالح هذا الوطن ومن يدعي حمايته، آملين في النهاية أن ننجو بأفعالنا من هذه الغربلة، وألا تصيبنا بسوء أكثر من ذلك..
وإن كنت اعترض تماما على ما يتردد الآن عند البعض بأن ما حدث ويحدث في المنطقة من توترات، في غالبها، هي بفعل فاعل..
مع أن هذا لا يعني أن هذا الفاعل، ويقصدون به الغرب وما يعتبرونه الدوائر الصهيونية والمرتبطة بالرأسمالية العالمية المتوحشة، لا يستفيد مما يحدث، ويحاول تجييره لصالحه بشكل أو بآخر..
الحقيقة أن مصر تتعرض لهزة عنيفة جدا، هزة نراها خلخلت قيم وأضاعت ثوابت، وربما سستقوض مؤسسات، وتخلق جيلا مخالفا لم يعد يخشى أن يسير وسط الشارع بعد أن اعتاد مع أهله وناسه ألا يمشي فقط جنب الحيط، وإنما بداخله..
جيل لم يعد مهما له أن يدخل أقسام الشرطة ولا حتى السجون وأماكن التوقيف بعد أن كان أهله يتباهون بأنهم لم يدخلوا في السابق قسم شرطة، وكأنهم لم يذهبوا قط لهناك، أو يمروا بجانبه أو حوله لاستخراج الوثائق المصرية المعروفة، ذات الصيت العالمي، كالفيش والتجنيد والبطاقة الشخصية وغيرها مما تحايل البعض عليها ولم يعد يعترف بها البعض الآخر ويحاول أن يتجاوزها..
و مصر بالرغم من هذه الهزة العنيفة تحاول الثبات في وقت تترنح فيه بشدة وتتمايل ميلان الجبال الرواسي والسفن الشامخات عندما تتعرض لزلزال عنيف أو ريح صرصر عاتية..
لم يعد ممكنا أن نستوعب ما حدث ويحدث بمصر بمعزل عن السياق التاريخي والاجتماعي والثقافي، فضلا عن السياسي، الذي تدور فيه كل المشاكل المطروحة الآن..
هي مشكلات نتيجة خبرات متراكمة، لا يتحملها هذا النظام وحده دون غيره، سواء كانت الملكية ونخبة يوليو بتفريعاتهم وتجلياتهم المختلفة حتى صاحبنا المخلوع أو حتى الإسلاميين وصاحبنا المعزول...
صحيح أن بعضهم يتحمل وزرا أكبر من غيره، وصحيح أن بعضهم حاول ولم ينجح، وصحيح أن بعضهم وضعت أمامه العراقيل الواحدة تلو الأخرى..
لكن الصحيح أيضا أن جميعهم وبدرجات متفاوتة عرقلوا التطور الطبيعي للتجربة المصرية للخروج من المأزق الذي تعيشه الآن..
وها هي تمر بمرحلة سيئة جديدة أخرى من تاريخها المعروف بسوءه، أو على الأقل الذي لم يشهد سوى فترات ربما تكون جيدة وتعد على أصابع اليد الواحدة..
نعم، مصر تُفرز الآن، مثلما يفعل جامعو القمامة والخردة الذين أفشلوا شركات النظافة العالمية التي جاءت للبلد بعقود مريبة بعد أن استخلصوا ما يمكن بيعه ولم يتركوا لا الفتيل ولا القطمير..
مصر تغربل بشدة بل بقسوة حتى يتعلم الناس ويدركوا من يحيط بهم وكيف يمكن أن يتعاملوا معه، حتى يعلموا من يريد صالح هذا الوطن ومن يدعي حمايته، آملين في النهاية أن ننجو بأفعالنا من هذه الغربلة، وألا تصيبنا بسوء أكثر من ذلك..