لابد من التأكيد أولا أنه لا نعرف دولة، حتى الولايات المتحدة والغرب ذاته، نجحت في حربها ضد الإرهاب والعنف، أيا كان شكله أو مصدره أو المتورطين فيه، سواء كانوا من اليساريين سابقا أو الفوضيين وذوي الاتجاهات والمرجعيات الدينية حاليا، وفي مقدمتهم بالطبع الإسلاميين الجهاديين والأصوليين المتشددين، كما لم تستطع دولة مواجهة المعارضين لها ممن يحملون السلاح ضدها إلا باستيعابهم سياسيا واجتماعيا واقتصاديا والتعاطي مع جزء من مطالبهم بطريقة أو بأخرى..
صحيح أن دول الغرب، وحتى الآن، استطاعت بجهد جهيد وبكلفة باهظة نالت من سمعتها وصورتها التي يحملها لها الشرق المُستغل تاريخيا والمأسوف على نفسه، من إبعاد جماعات العنف الديني وعناصره وعملياته عن أراضيها، بشكل أو بآخر، بل ومحاربته في أراضيه، مباشرة وبطريق غير مباشر عن طريق حروب الوكالة التي تقوم بها الأجهزة والأنظمة التابعة لها وعبر عمليات التصفية التي ترتكبها الطائرات دون طيار في اليمن والباكستان والعراق والصومال وفي غزة، وربما في شبه جزيرة سيناء لا ندري، فضلا عن السيطرة على كوادره وربما قواعده وشبكات اتصالاته في جوانتاناموا وأفغانستان وغيرها من الدول...
لكن الصحيح أيضا، وبعد سنوات من الإعلان الرسمي عما سُمي بالحرب ضد الإرهاب من جانب الولايات المتحدة، وبغض النظر عن التغير الذي شهدته هذه الإستراتيجية من جانب الإدارات الأمريكية المتعاقبة، حيث شهد المصطلح تغيرات عديدة، وأُدخلت عليه الأوامر السرية، وأُضيفت جماعات واُستبعدت أخرى، وما إلى ذلك، فإن هذه الحرب ضد جماعات العنف الديني لا زالت تدور رحاها حتى اللحظة، والأمثلة الدالة على ذلك كثيرة، أقلها ما يحدث لنا في المطارات والموانئ، سيما إذا ما طاقت أنفس البعض للدخول لدولة غربية ما، وبالذات إلى الولايات المتحدة...
ولعل المثال الأبرز لهذه الحرب الآن ما يحدث فيما يوصف بدول "الربيع" أو "الخريف" أو حتى "الشتاء" العربي، لا أدري لماذا لم يوصف بـ "الصيف" رغم أنه الأقرب، وهو المصطلح الذي يتغير حسب إيمانك واقتناعك بما شهدته بعض الدول العربية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وهل هو تغير إيجابي رغم ما يحمله من تداعيات أم سلبي رغم ما حققه من إنجاز..
والإشارة هنا لكل من ليبيا وتونس وسوريا ومصر، رغم اختلاف درجة ما تعاني منه بعد صعود الاتجاهات الدينية وإقصاء بعضها عن الساحة، ووضعها جميعا في سلة واحدة باعتبارهم إرهابيين متشددين لا يتورعون عن حمل السلاح ضد الأنظة وليس الدول، وهو الأمر الذي فرض على الغرب بدوره النظر في القضية بأبعادها كاملة واتخاذ مواقف بعينها سواء بالدعم أو التخلي حتى تتيقن ما إذا كانت "داعش" أو "أنصار الشريعة" أو "بيت المقدس" أو حتى "الإخوان" من الإرهابيين القاعديين، نسبة إلى "القاعدة"، أم لا..
المهم هنا، أنه ما إن تتمكن دولة ما من تضييق الخناق على الإرهابيين في منطقة معينة وربما حصارهم والقضاء عليهم برمتهم، حتى تُفاجئ بأن لهم وجود وخلايا "نائمة" وربما "ناعسة" في منطقة أخرى، ويشهد على ذلك ما يجري في مصر حاليا، إذ لم يكن يتصور أن يكون للأخوان هذا الحضور العنيف في الشارع، إن صح أن العمليات الأخيرة التي تشهدها سيناء وأرجاء أخرى من البلد، وآخرها محيط جامعة القاهرة، هي من فعلهم أو بإيعاز منهم..
وهنا يطرح السؤال نفسه: هل تستطيع الدولة الآن في ثوبها "القديم المتجدد" أن تنجح في محاربة هؤلاء، نرجع إلى التسعينيات من القرن الفائت كتجربة قريبة ومشابهة لما يحدث حاليا، كيف تمكن مبارك بطريقة أو بأخرى من ضرب التكفيريين والجهاديين وأعضاء الجماعة الإسلامية المسلحة؟ نعم واجههم بكل قوة، لكن وماذا كانت النتيجة، لم يستطع محو آثارهم عن الخريطة، وظلوا يتكيفون مع الأوضاع، انظر إلى المراجعات الفقهية، انظر إلى زيادة السخط في نفوس البعض، والذي تزامن معه فشل إداري من أجهزة الدولة على جميع الأصعدة، وهو الإخفاق الذي وضع قطاعا كبيرا من الشباب في خانة "الساخطين" على الأوضاع، وربما كان هؤلاء من "الناعسين" الذين يمثلوا الآن وقود الحرب الحالية، والتي نأمل أن تنتهي على خير بمحاولة استيعاب بعضهم على الأقل.
صحيح أن دول الغرب، وحتى الآن، استطاعت بجهد جهيد وبكلفة باهظة نالت من سمعتها وصورتها التي يحملها لها الشرق المُستغل تاريخيا والمأسوف على نفسه، من إبعاد جماعات العنف الديني وعناصره وعملياته عن أراضيها، بشكل أو بآخر، بل ومحاربته في أراضيه، مباشرة وبطريق غير مباشر عن طريق حروب الوكالة التي تقوم بها الأجهزة والأنظمة التابعة لها وعبر عمليات التصفية التي ترتكبها الطائرات دون طيار في اليمن والباكستان والعراق والصومال وفي غزة، وربما في شبه جزيرة سيناء لا ندري، فضلا عن السيطرة على كوادره وربما قواعده وشبكات اتصالاته في جوانتاناموا وأفغانستان وغيرها من الدول...
لكن الصحيح أيضا، وبعد سنوات من الإعلان الرسمي عما سُمي بالحرب ضد الإرهاب من جانب الولايات المتحدة، وبغض النظر عن التغير الذي شهدته هذه الإستراتيجية من جانب الإدارات الأمريكية المتعاقبة، حيث شهد المصطلح تغيرات عديدة، وأُدخلت عليه الأوامر السرية، وأُضيفت جماعات واُستبعدت أخرى، وما إلى ذلك، فإن هذه الحرب ضد جماعات العنف الديني لا زالت تدور رحاها حتى اللحظة، والأمثلة الدالة على ذلك كثيرة، أقلها ما يحدث لنا في المطارات والموانئ، سيما إذا ما طاقت أنفس البعض للدخول لدولة غربية ما، وبالذات إلى الولايات المتحدة...
ولعل المثال الأبرز لهذه الحرب الآن ما يحدث فيما يوصف بدول "الربيع" أو "الخريف" أو حتى "الشتاء" العربي، لا أدري لماذا لم يوصف بـ "الصيف" رغم أنه الأقرب، وهو المصطلح الذي يتغير حسب إيمانك واقتناعك بما شهدته بعض الدول العربية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وهل هو تغير إيجابي رغم ما يحمله من تداعيات أم سلبي رغم ما حققه من إنجاز..
والإشارة هنا لكل من ليبيا وتونس وسوريا ومصر، رغم اختلاف درجة ما تعاني منه بعد صعود الاتجاهات الدينية وإقصاء بعضها عن الساحة، ووضعها جميعا في سلة واحدة باعتبارهم إرهابيين متشددين لا يتورعون عن حمل السلاح ضد الأنظة وليس الدول، وهو الأمر الذي فرض على الغرب بدوره النظر في القضية بأبعادها كاملة واتخاذ مواقف بعينها سواء بالدعم أو التخلي حتى تتيقن ما إذا كانت "داعش" أو "أنصار الشريعة" أو "بيت المقدس" أو حتى "الإخوان" من الإرهابيين القاعديين، نسبة إلى "القاعدة"، أم لا..
المهم هنا، أنه ما إن تتمكن دولة ما من تضييق الخناق على الإرهابيين في منطقة معينة وربما حصارهم والقضاء عليهم برمتهم، حتى تُفاجئ بأن لهم وجود وخلايا "نائمة" وربما "ناعسة" في منطقة أخرى، ويشهد على ذلك ما يجري في مصر حاليا، إذ لم يكن يتصور أن يكون للأخوان هذا الحضور العنيف في الشارع، إن صح أن العمليات الأخيرة التي تشهدها سيناء وأرجاء أخرى من البلد، وآخرها محيط جامعة القاهرة، هي من فعلهم أو بإيعاز منهم..
وهنا يطرح السؤال نفسه: هل تستطيع الدولة الآن في ثوبها "القديم المتجدد" أن تنجح في محاربة هؤلاء، نرجع إلى التسعينيات من القرن الفائت كتجربة قريبة ومشابهة لما يحدث حاليا، كيف تمكن مبارك بطريقة أو بأخرى من ضرب التكفيريين والجهاديين وأعضاء الجماعة الإسلامية المسلحة؟ نعم واجههم بكل قوة، لكن وماذا كانت النتيجة، لم يستطع محو آثارهم عن الخريطة، وظلوا يتكيفون مع الأوضاع، انظر إلى المراجعات الفقهية، انظر إلى زيادة السخط في نفوس البعض، والذي تزامن معه فشل إداري من أجهزة الدولة على جميع الأصعدة، وهو الإخفاق الذي وضع قطاعا كبيرا من الشباب في خانة "الساخطين" على الأوضاع، وربما كان هؤلاء من "الناعسين" الذين يمثلوا الآن وقود الحرب الحالية، والتي نأمل أن تنتهي على خير بمحاولة استيعاب بعضهم على الأقل.