الاثنين، 29 فبراير 2016

مراحل الاستغفال الخمسة

لا نظن أن أحدا لم يمر ببعض أو كل هذه المراحل..
وربما ما زال يعيش في واحدة منها أو أكثر..

في البداية تعتقد أنك لا تنتمي لغير هؤلاء..
الذين كُتب عليهم العيش في الوهم اللذيذ..

وتصر أنك أي كيس آخر غير "كيس الجوافة"..
وتعتقد جازما أنك من اللاقطين لها "وهي طايرة"..
ولا يستطيع أحد أن يضحك عليك أو "يشتغلك"..
و"يلبسك الأونطة"..

وأنك لست كالآخرين ممن يلتقطون..
إشارات البث عبر لواقط رؤوسهم..
من الهوائيات المعدلة "القرون"..

وعندما تجد نفسك في محيط شاسع من الرفض..
وتعيش منعزلا وسط حالة  من الرضا القسري..
والقبول الطوعي الذي يجنبك "غدر" الزمان..

تكتشف فجأة أنك لا تستطيع تحمل المزيد..
وتدعي زورا أنك "رائد" من رواد التغيير..
وأن العالم برمته يتعين عليه اتباعك..
بوصفك واحدا من القلائل الطلائع..
الذين نذروا أنفسهم لـ "التنوير"..
والقيام بعبء الرجل "الأحمر"..

وهنا عند هذا التماهي مع السحاب..
والشروع في ملامسة هذا الفراغ..
الذي يفصلك قليلا عن "التهيؤات"..
المؤدية لـ "لسعات" العقل والنفس..

ومع قرب انتهاء مفعول الدخان الأزرق..
وحبوب "الشجاعة" التي تنفستها و"بلبتعها"..

يبدأ المرء يعود لنفسه ويدرك أنه غير مؤهل..
وحده لقيادة قاطرة تغيير قيم "ثآفية" ثقيلة..

وليس بمقدوره فعل شيء إزاء الواقع..
سوى القبول به والعمل بمقتضاه..
داعيا الجميع إلى "زق" الدنيا معه..
و"الطرمخة" حتى "تمشي" الأمور..

عند هذه اللحظة تتباين المواقف..
ويأخذ كل منا المسار الذي يهواه..

يتعايش البعض مع واقعه على "أمل"..
يكيف نفسه مع السائد الغالب عل وعسى..


تقديرا لمن يتناصحونه وحنينا لحصد الغلة..

ويكتئب آخرون لعجزهم عن الفعل..
بعد أن "ينزوون" جانبا لأكل العيش..

تحسبا من غد غير آمن تسيطر عليه..
لغة الفقد واللا شيء والقاع السحيق..

وأخيرا وحتى لا يوصم بـ "الولاء أو البراء"..
لـ "المرجئة" الذين لا يرون سوى "السواد"..

تجده لا يقاوم متقبلا لكل وأي شيء..
ينفض عن نفسه رداء "الممانعة"..

مشاركا "الضِباب" في تتبع جحورها..
حارة بحارة و"زنجة بزنجة"..