مع الاختلاف بين بنت والتانية بخصوص الأسباب اللي بتخليها تفكر ألف مرة في قرار انتحاري زي الجواز، سواء كان بحكم الطبيعة أو بحكم الضغوط والآثار الجانبية لضغوط القرايب والأباعد اللي لابد من وجودهم في خلفية حياة أي بنت مقبلة على الجواز وبتدفعها دفعا لاختيار أي راجل والسلام..
رغم هذا الاختلاف، لكن من الضروري أن تاخد البنت الذكية ببعض النصايح عشان تكون الأكثر ترجيحا في أي مشروع محتمل للارتباط بابن الحلال الموعود، خاصة أنهم قلَّوا جدا في الأيام دي، ومن المستبعد أن نجد واحدا منهم حاليا.. هذا بافتراض طبعا إن الموعود دا توفرت ليه ظروف شغل مناسب وخد قرار مستحيل هو التاني بالجواز وبعد ما يطلع عين أمه وعين أهله كلهم في تكوين نفسه وتأجير شقة قانون جديد في الدور العاشر بعمارة مبنية من غير تصريح على أرض وقف وبدون أسانسير..
إيه هي بقى النصايح المفروض على البنت تعمل بيها عشان تلاقي ابن الحلال المنشود اللي ممكن تدور عليه في كومة قش ولن تجده:
أولا: ما تبقيش عسكري
الأدب والتربية والاخلاق والاحترام والأسرة والدين والعادات والتقاليد حاجات مهمة ما تمنعش أي بنت أبدا من التواصل والتعرف على الآخرين، وكمان الانخراط في وسطيهم والتعامل معهم بالحدود المعروفة..
صحيح أن المشكلة في الأهالي المتزمتين المتشددين اللي بيخوفوا بناتهم من كل حاجة، وأي حاجة، وبيحذروهم من دا ومن دا.. وكمان أوعي تعملي كدة، وخللي بالك من جمهور متابعينك من قرايبك وجيرانك، المرشحين المحتملين للخطوبة والجواز مستقبلا..
لكن ممكن الخروج شوية عن المألوف، ومن غير ما ازعل حد مني، خاصة نفسي، اللي هتتنكد جدا إذا قام أحد المرشحين بوصفك باعتبارك "عسكري" في كناية عن تزمتك ونشفان دماغك، خاصة أن اللي جاي لكِ دا مش ناقص بصراحة، وعاوز أنثى عطوفة، وليس فرد في مفرزة أمن، تخفف عنه هول ما يلقيه في الحياة الدنيا عشان يعيش.. بس عشان يعيش..
ثانيا: أوعي تعقدي الأمور
خدي دايما الامور ببساطة، ما تحبكهاش زيادة عن اللزوم، ما تبقيش ملك أكتر من الملك، ودا لا يعني التجاوز، أو ارتكاب فعل مخل أو فاضح بالطريق العام، أو في أي مكان تروحي فيه بعد ما تشربي حاجة صفرا سواء بإرادتك أو غصبا عنك..
التزمي دايما نصيحة شادية لاسماعيل ياسين لما قالتله: "خليك بارد"، وبالتالي كوني باردة ومنفتحة على أي شيء ممكن يحصل من مشروع الخطيب أو الزوج المحتمل..
بمعنى تاني: افشخي بقك على استظراف صاحبنا، وابتسمي للدنيا والحياة، وقولي حاضر ونعم ترتاحي، خاصة أنها هتكون قاموسك الفريد بعد الجواز.. والتزام النصيحة دي مبرره أن ما فيش حاجة تخليكي تحرقي دمك، أو تبوظي أعصابك البايظة أصلا بحكم طبيعتك الأنثوية المتفجرة، والأمراض المزمنة اللي ممكن تجيلك إذا فقدت فرصتك بالتحول لعروسة، ثم ست معها راجل وعيال، وعندها كمان ـ عقبال الجميع ـ السكر وانهيار عصبي أو على الأقل ضغط الدم..
ثالثا: لازم تشربي
ما دمتِ قررتِ بملء إرادتك إنك تخوضي في خضم اختيار الواد التقيل اللي هيجبلك الشقة والعربية ويفسحك برة البلد بعد ما ييجي على حصان أبيض في أبيض، عليكي بفهم مسؤولياتك الجسام التي لن تنتهي بعد قبولك قرار الزواج، ولازم تقومي بيها، طوعا أو كرها..
والمسؤوليات دي معروفة طبعا بعد راحة الزوج المنتظر، وربما أهله، وبعدين عياله اللي خلفتيهم منه في غفلة من الزمن، وبعد ما شربتي بإرادتك الطوعية الحاجة الصفرا..
المهم هنا أن المسؤوليات دي أصلا أنتِ قمت بيها واتعودتِ عليها، بشكل أو بآخر، سواء مع اخواتك الذكور الموكوسين اللي هيبقوا قاعدين قدامك يأمروا وينهوا وانتِ بتخدميهم وبتجيبيلهم الطفح لحد سرايرهم.. أو حتى مع أمك اللي هطالبك وانتِ في معمعة الامتحانات إنك تساعديها في المطبخ وغسيل المواعين وتوضيب الشقة قبل العيد.. وكمان مع أبوكي اللي هيقدر عليكي انتِ بدل زوجته/ والدتك الحبيبة، ويطلب منك إعداد كوباية الشاي اليومية، بدل ما ياخد على دماغه مما لذ وطاب من صراخ التعبانة الشقيانة في شغل البيت ورضاعة وتربية الأخطاء اللي ارتكبوها رغما عن أنفهم..
رابعا: تقبلي حياتك أيا كانت
بعد ما أخذتِ القرار اللي كان نفسك فيه، واكتشفتِ بعد ذلك خطأه، سواء بسبب سوء الاختيار أو بسبب المسؤوليات التي ينوء بحملها الجبال، ولا تستطيع بنت تلقت قدر من التعليم، واطلعت على ألفاظ من قبيل الجندر والفيمينزم أن تقوم بها حاليا، عليكي بتقبل كل تداعيات قرارك وتحمل المسؤوليات والآثار الاجتماعية والاخلاقية والقانونية المترتبة عليه..
بمعنى تاني: ارضي بكونك بنت اخذت على حين غرة وكبرتي قبل الأوان بأوان، ومطلوب منك الارتباط بسرعة وبأي حد عشان قطار العنوسة والركنة ما يهوبش ناحيتك، وبالتالي لازم ترضي بتداعيات أي مشروع جواز، ومنها بالطبع على سبيل المثال لا الحصر: الدهولة ونسيان نفسك تماما، أولوية الزوج في حياتك ثم البيت والعيال بعد ذلك، وأخيرا وليس آخر الموت بفعل مستحكمات الزمن وأمراض الزواج المعروفة والمذكورة سلفا..
خامسا: خصصي وقت لنفسك
لنفسك وراحتك عليكي حق، كل مسؤولياتك ومهامك الجسيمة لراحة زوجك ونظافة بيتك وعيالك ما تمنعكيش أبدا من أنك تخصصي ـ في الخباثة ـ وقت لنفسك وراحتك.. والوقت والمكان متاح، وما تتحججيش بالزوج النهم الشره الذي لا يشبع، والعيال اللي ما بتخلص مطالبهم..
صحيح أن ما بقاش فيه حاجة تدعو لهذه الراحة، وكل الأمور حوالينا بقت زفت في قطران، لكن دا ما يمنعش من لحظة انبساط، شيء بيفرحك تعمليه زي: خروجه للجونينة يمكن ما حدش يتحرش بيكي، أو زيارة أو قعدة مع الأهل والجيران النمَامين الشمَاتين شرط أن دا ما يكبش عليكي، ويخليكي تفتكري المر اللي شربتيه وهتشربيه..
فقط ما عليكي إلا أنك تنظمي وقتك الثمين، وتنتهزي فرصة ولو بسيطة لتهتمي بيها بنفسك، وترجعي بنت من أول وجديد، وتأكدي تماما إنكِ لو عملتي كدة هتجدي الجميع بيحاول يريحك، ومنهم الزوج اللي ما بيرحمش، والعيال اللي ما بتشبعش..
فقط ما عليكي إلا أنك تنظمي وقتك الثمين، وتنتهزي فرصة ولو بسيطة لتهتمي بيها بنفسك، وترجعي بنت من أول وجديد، وتأكدي تماما إنكِ لو عملتي كدة هتجدي الجميع بيحاول يريحك، ومنهم الزوج اللي ما بيرحمش، والعيال اللي ما بتشبعش..