‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحرية للجدعان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحرية للجدعان. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 28 أبريل 2014

القضية ماتت والموضوع "حمض"

يطالعك الريس "بلية" أو "كرشة" ـ حسب حجمه ـ دوما بهذه الكلمات عندما تعد له موضوعا لم يكلفك به.. أو عندما تكتب له شيئا لم يعجبه..  أو عندما لا تجد أفكار مادتك ووجهات النظر الواردة بها هوى عنده..

تخبره وتلح عليه أن المتعارف عليه الآن هو ما بعد الخبر والذهاب للتحليل ـ قدر ما نملك ـ يقول لك والشرر يتطاير من عينيه: هتعمل زي ما بقولك، ولا تشوفلك حتة تانية تمارس عليها عُقدك، وتجرب فيها إبداعاتك.. ساخرا بالطبع.. لأنه يعلم أن أيا من مرؤوسيه لو كانوا يملكون قدرا ولو ضئيل من المواهب المبدعة التي حبا الله بها البعض لكانوا في مكان آخر..

المهم أن المرء يتابع ويحاول، عل وعسى يجد من يقرأ له، ويعي ما يريد أن يقول رابطا ما بين يحدث في محافظات مصر "النائية" عن الإعلام الرسمي، على الأقل، وبين ما حدث بجانب قصر الاتحادية مجددا قبل ساعات تحت اسم "الحرية للجدعان"..

الإخوان يقولون لك أن الشارع لم يتوقف عن التظاهر منذ الثلاثين من يونيو، وهناك محاولات للضغط على الدولة، واستنزاف موارد أجهزتها بعمليات العنف التي تنخرط أو تورطت فيها، إن صح ذلك بالطبع، فضلا عن الاستنفار الأمني الحاصل وأثره في زيادة السخط الشعبي، وممارسات القوة والبطش التي ترتكبها المؤسسات بمختلف أشكالها، ويُتوقع أن تسفر عن حالة غضب مجتمعي عارم في القريب العاجل، بالطبع كما يأملون ويتمنون..

  وها هو الشارع العادي، وليس الإخواني أو الإسلامي عامة، يخرج ـ طبعا مش عن بكرة أبيه ـ للتعبير عن رفضه للأوضاع التي تشهدها البلاد حاليا، والتي تُهيء فيها الساحة للقادم الجديد على عرش الحكم في "قاهرة" المصريين، مشيرين في ذلك إلى ما حدث حول قصر الاتحادية للمرة الثالثة، وكانت سببا في خلع ثم عزل رئيسين من قبل، ويُنتظر أن تطرد الثالث على أمل لا سند له منهم...

على الجانب الآخر، يقنوعنك بأن ما تنقله بعض المواقع والفضائيات التي لم تنساق بعد إلى هوجة الإعلام الرسمي الحالي، غير حقيقي، وهي محاولة لتزييف الوعي، وتضخيم أحداث من لا شيء، وبترتيب مسبق مع وسائل إعلام سياسية للترويج لرسائل معينة مفادها أن ما بعد 30 يونيو انقلاب ومحاولة واضحة لإعادة دولة الاستبداد..

يؤكدون أن ما تنقله مثل هذه الوسائل "المسيسة" لايعكس حقيقة الوضع بمصر، وهو أن قضية الشرعية والرئيس المنتخب وغير ذلك "ماتت" وانتهت، وربما دفنت في أعماق الصحراء والمحيطات مثلما دفن القذافي وابن لادن، ولم تعد تحظى بالزخم الذي كانت تتمتع به من قبل، خاصة أن الإعلام "غير المسيس" التابع للدولة ومن شايعها نجح في إلصاق تهمة الإرهاب بالإخوان، ونسب لهم وحتى اللحظة كل شر أحاق بالبلد وناسها الذين حملوا الإخوان بدورهم كل أخطاء الدولة المصرية المتراكمة منذ آلاف السنين..

يرون أن التظاهرات المؤيدة للإخوان في قرى ونجوع مصر وربما في بعض الشوارع الضيقة هنا وهناك لا تأثير سياسي لها، ولم تسفر عن شيء منذ الثلاثين من يونيو، ولو كان لها أثر لما كان للدولة "القديمة المتجددة" القدرة على العودة بنفس ممارساتها السلطوية واللا إنسانية والإفسادية(انظر لتعديلات قانون الاستثمار الجديد الذي أقره رئيس الوزراء ومنع فيه أي طرف ثالث من ممارسة حق الطعن على العقود بين الدولة والمستثمرين الأجانب، أي أنه قصر حق الاعتراض والطعن والتشكيك في أي عقد استثماري على طرفيه فحسب دون غيرهم)..

في الحقيقة أن تظاهرات الإخوان المحدودة هنا وهناك لم تسفر عن شيء، وربما لن تسفر عن شيء مستقبلا..

لكن الأكثر أهمية هنا أن تظاهرات الاتحادية هي الأخرى ورغم دلالاتها العميقة، لكنها لم تسفر عن شيء هي الأخرى..

وربما كان ذلك بسبب قاعدة هؤلاء الضعيفة في الشارع، وحجم جماهيريتهم الضئيلة، وربما كان ذلك بسبب منعهم للإخوان من أن يشاركوا معهم حتى لا يركبوها أو يستغلوها في ممارسة أعمال مرفوضة، حيث حذروهم من الاقتراب أو التصوير، وربما كان ذلك بسبب رغبة الدولة في إظهار وجهها الحسن قبل الانتخابات، حيث لم يعترضوها مثلما يعترضوا على التجمعات الإخوانية، ولا أدري ما إذا كانوا قد حصلوا على تصريح مسبق من عدمه..

وهنا يجب ملاحظة أنه لا الإخوان ولا متظاهري الاتحادية من الليبراليين وربما اليساريين لم يستطيعوا تحقيق نتائج جوهرية من تحركهم في الشارع، وهو ما يؤكد عدة حقائق:

الأولى: أن الشارع بحاجة لهؤلاء وهؤلاء كي يقدم على عمل قوي مثلما حدث في يناير 2011..

الثانية: ثقل كل من الإخوان وغيرهم من متظاهري الاتحادية في الشارع، مهما علا، فهو محدود وضعيف القدرة والتأثير..

الثالثة: أن الإخوان ربما يمثلون الدعم الشعبي اللازم لأي تحرك، وهو ما كان لهم في يناير 2011، حيث وصفهم مناوئون لهم آنذاك بأنهم من دافعوا عن الميدان بغض النظر عن إقتناعنا بذلك من عدمه، لأن الأمر بحاجة إلى دراسات تفصيلية عميقة..

الرابعة: أن القضية لدى الإخوان وغيرهم لم تمت بالفعل، لكن الساحة بحاجة إلى قوة أكبر كي تديرها وتسيطر عليها، وهو ما استطاعت إليه الدولة المصرية "القديمة المتجددة" من بيروقراطية وعسكر ونافذين الذين تمكنوا من الالتفاف على الأوضاع والتحايل على الأزمات التي مرت بهم خلال كل العقود السابقة لتبقى وتتغلل وتنتشر وتسيطر حتى تقتل...