قالوا لنا أن للإخوان قواعدهم الجماهيرية العريضة التي تزيد عن الـ 60% من الفاعلين في الساحة، أعضاؤهم ومريدوهم والمحسوبون عليهم وربما المتعاطفون معهم..
ولهم نصيبهم الكبير من كعكة الشارع المصري التي اكتسبوها بفعل تواجدهم التاريخي وخبراتهم وتجاربهم مع الدولة والنظام وجهازه الرئيسي الأمن، فضلا عن تواجدهم الاجتماعي والخيري في الكثير من المناطق والأماكن، وهو أمر صحيح في هذا الجانب الأخير تحديدا..
وأنهم يستطيعون قلب الظلام نورا والعكس بالعكس إذا ما أراد قادتهم فعل ذلك، في إطار التهديدات التي تلت إزاحة الرئيس الشرعي والمنتخب والممثل لجماعتهم، والله يعلم مدى صدقها، خاصة في إطار الحديث عن الأهل والعشيرة والمقاتلين من حماس وأفغانستان وليبيا وسوريا الذين يستطيعون جلبهم للانقضاض على الدولة المهترئة أصلا من منقضين آخرين، وذلك مثلما تردد في المنتديات ومواقع التواصل وفي الإعلام الذي لم يترك شاردة ولا واردة، وكلها من النقائص، إلا ونسبها للإخوان..
وأنه لولاهم لكانت ثورة يناير في خبر كان، ووُئِدت في مهدها بعد موقعة "الجحش" كما "توئد" المرأة في جرائم الشرف ـ عفوا "الدفن" لم يعد فضيلة يمكن لإنسان اليوم أن يتحلى بها، إذ يكتفي فحسب بالقتل وربما التمثيل أيضا نكاية وكبرا وعنادا وانتقاما..
أشاروا إلى أن الحزب الوطني ـ الفلول القابعون والقادمون حاليا من جديد ـ ومع ارتباطاتهم بأهل المال والصناعة( السمسرة والتجميع)، فضلا عن علاقاتهم المتشعبة بأصحاب الدولة العميقة، لا يملك أحد ـ أيا كان هذا الأحد ـ أن يزيحهم عن مواقعهم التي احتلوها منذ مئات السنين، إذ ترتبط البيروقراطية المصرية في أشكالها ومستوياتها المختلفة بقواعدها التاريخية المعروفة في مؤسسات الدولة المتعددة، ولا تجد موظفا حكوميا، إلا ولأهله تاريخ تليد مربوط بالوظيفة الميري..
وكانوا على استعداد دوما، وقاموا بذلك بالفعل، بالسيطرة على مقدرات البلد طوال العقود الثلاثة الأخيرة، ولم يفت في عضدهم الأصوات المعارضة التي كانت تنطلق من هنا وهناك على استحياء إلى درجة أن المخلوع سخر منهم في أكثر من مرة، ودعا أهله وعشيرته في إحدى هذه المرات المشهورة إلى أن يتركوهم قائلا لهم "خلوهم يتسلوا"..
ولم يكن لأحد أن يتصور في أن يزيح أحد هؤلاء عن موقعه إلى درجة أنهم وبعد أن عادوا مباشرة إلى الواجهة بعد 30 يونيو قدموا من الدلائل والبراهين ما يفيد أن ما حدث في 25 يناير لم ولن يعود مجددا، وهل كان أحد وقتها يتوقع أن يثور الناس ويخلعوا مبارك وتنسحب الشرطة من مواقعها بهذا الشكل، انظر للغة الانتقام السائدة منذ سنة وحتى الآن، إنها اللغة التي تعبر عن القتل والملاحقة والتعتيم والاستئساد والترصد والنهب حتى لا يكرر المصريون ما فعلوه من قبل، وينبهوهم أنهم لن تقوم لهم قائمة ثانية، وأن ما حدث لن يعود مجددا..
أوضحوا أن العسكر وامتداداتهم الخلفية، وهم النخبة أو القوة الثالثة بجانب النخبتين السابقتين، والتي يعبرون أنها تمثل الدولة ومؤسساتها الأقوى، وليس القوية، هم من يملك البطش والردع، وعلاقاتهم أشعب وأعمق، وشبكات مصالحهم بالداخل والخارج أمتن، وأنهم هم من يحكمون أصلا منذ زمن، ولن يتخلوا عن مصالحهم ونفوذهم بسهولة كما تصور الإخوان، وأنهم إذا لم يكونوا في الصورة من قبل، فهم في الصورة الآن، وفي الواجهة وعلى رأسها، وأنهم سيمررون ممثلهم على رؤوس وأشلاء العباد، وسيدعمونه بكل ما أوتوا من قضاء وإعلام وفنانين ورقاصين، وأنهم مفوضون من الشعب المصري، رغم أنه تفويض مشكوك فيه سواء لمحاربة الإرهاب أو للصعود لمنصب الرئاسة...
كل هؤلاء يعتقدون أن لهم وجود في الشارع، وهذا حقيقي، ولهم الحق تماما في أن يمارسوا السياسة بالطريقة التي يجيدونها حتى لو كانت غير شرعية ولا مشروعة، وأن تواجدهم في الساحة يعبر عنه في التظاهرات التي ما زالت موجودة في بعض القرى النائية والشوارع المعزولة، أو في العمليات التفجيرية التي لم تم تستهدف سوى الجنود دون الضباط، أو في ركوب موجة ثورة 30 يونيو وتوفير الدعم اللوجيستي للعسكر، أو في العشرين مليونا الذين أدلوا بأصواتهم مؤيدين للرئيس الفعلي للبلاد مذبذبين مدفوعين بعوامل واعتبارات عديدة منها الخوف من الغرامة..
لكل هؤلاء الحق في التواجد على الساحة، ولكل هؤلاء المبرارات التي تؤيد توجدهم وممارساتهم، ولكل هؤلاء أدواته وآلياته في الظهور والتواجد..
لكن ما تكشفه الساحة الآن أن كل هؤلاء لا يمثلون إلا قطاعا محدودا من الشعب المصري، قد يزيد أو ينقص عن الملايين الخمسة أو العشرة بالكثير..
لا يستطيع أيا منهم أن يقود الشارع وحده، أو أنه يعبر عن ويمثل الشارع بمفرده، فثقل الإخوان والفلول والعسكر ووزنهم الحقيقي واضح وضوح الشمس..
وهناك من المصريين من على وعي كبير بانتهازية كل هؤلاء، قد نقبل ببعض مبادئهم وأفكارهم وشخوصهم، لكننا لا نقبل بها كلها..
والمصريون في غالبيتهم وعلى وعيهم يدركون تماما أنهم لم يجدوا بعد من يمثلهم بشكل حقيقي دون هذه النخب الانتهازية الموجودة على الساحة حاليا..
ولهم نصيبهم الكبير من كعكة الشارع المصري التي اكتسبوها بفعل تواجدهم التاريخي وخبراتهم وتجاربهم مع الدولة والنظام وجهازه الرئيسي الأمن، فضلا عن تواجدهم الاجتماعي والخيري في الكثير من المناطق والأماكن، وهو أمر صحيح في هذا الجانب الأخير تحديدا..
وأنهم يستطيعون قلب الظلام نورا والعكس بالعكس إذا ما أراد قادتهم فعل ذلك، في إطار التهديدات التي تلت إزاحة الرئيس الشرعي والمنتخب والممثل لجماعتهم، والله يعلم مدى صدقها، خاصة في إطار الحديث عن الأهل والعشيرة والمقاتلين من حماس وأفغانستان وليبيا وسوريا الذين يستطيعون جلبهم للانقضاض على الدولة المهترئة أصلا من منقضين آخرين، وذلك مثلما تردد في المنتديات ومواقع التواصل وفي الإعلام الذي لم يترك شاردة ولا واردة، وكلها من النقائص، إلا ونسبها للإخوان..
وأنه لولاهم لكانت ثورة يناير في خبر كان، ووُئِدت في مهدها بعد موقعة "الجحش" كما "توئد" المرأة في جرائم الشرف ـ عفوا "الدفن" لم يعد فضيلة يمكن لإنسان اليوم أن يتحلى بها، إذ يكتفي فحسب بالقتل وربما التمثيل أيضا نكاية وكبرا وعنادا وانتقاما..
أشاروا إلى أن الحزب الوطني ـ الفلول القابعون والقادمون حاليا من جديد ـ ومع ارتباطاتهم بأهل المال والصناعة( السمسرة والتجميع)، فضلا عن علاقاتهم المتشعبة بأصحاب الدولة العميقة، لا يملك أحد ـ أيا كان هذا الأحد ـ أن يزيحهم عن مواقعهم التي احتلوها منذ مئات السنين، إذ ترتبط البيروقراطية المصرية في أشكالها ومستوياتها المختلفة بقواعدها التاريخية المعروفة في مؤسسات الدولة المتعددة، ولا تجد موظفا حكوميا، إلا ولأهله تاريخ تليد مربوط بالوظيفة الميري..
وكانوا على استعداد دوما، وقاموا بذلك بالفعل، بالسيطرة على مقدرات البلد طوال العقود الثلاثة الأخيرة، ولم يفت في عضدهم الأصوات المعارضة التي كانت تنطلق من هنا وهناك على استحياء إلى درجة أن المخلوع سخر منهم في أكثر من مرة، ودعا أهله وعشيرته في إحدى هذه المرات المشهورة إلى أن يتركوهم قائلا لهم "خلوهم يتسلوا"..
ولم يكن لأحد أن يتصور في أن يزيح أحد هؤلاء عن موقعه إلى درجة أنهم وبعد أن عادوا مباشرة إلى الواجهة بعد 30 يونيو قدموا من الدلائل والبراهين ما يفيد أن ما حدث في 25 يناير لم ولن يعود مجددا، وهل كان أحد وقتها يتوقع أن يثور الناس ويخلعوا مبارك وتنسحب الشرطة من مواقعها بهذا الشكل، انظر للغة الانتقام السائدة منذ سنة وحتى الآن، إنها اللغة التي تعبر عن القتل والملاحقة والتعتيم والاستئساد والترصد والنهب حتى لا يكرر المصريون ما فعلوه من قبل، وينبهوهم أنهم لن تقوم لهم قائمة ثانية، وأن ما حدث لن يعود مجددا..
أوضحوا أن العسكر وامتداداتهم الخلفية، وهم النخبة أو القوة الثالثة بجانب النخبتين السابقتين، والتي يعبرون أنها تمثل الدولة ومؤسساتها الأقوى، وليس القوية، هم من يملك البطش والردع، وعلاقاتهم أشعب وأعمق، وشبكات مصالحهم بالداخل والخارج أمتن، وأنهم هم من يحكمون أصلا منذ زمن، ولن يتخلوا عن مصالحهم ونفوذهم بسهولة كما تصور الإخوان، وأنهم إذا لم يكونوا في الصورة من قبل، فهم في الصورة الآن، وفي الواجهة وعلى رأسها، وأنهم سيمررون ممثلهم على رؤوس وأشلاء العباد، وسيدعمونه بكل ما أوتوا من قضاء وإعلام وفنانين ورقاصين، وأنهم مفوضون من الشعب المصري، رغم أنه تفويض مشكوك فيه سواء لمحاربة الإرهاب أو للصعود لمنصب الرئاسة...
كل هؤلاء يعتقدون أن لهم وجود في الشارع، وهذا حقيقي، ولهم الحق تماما في أن يمارسوا السياسة بالطريقة التي يجيدونها حتى لو كانت غير شرعية ولا مشروعة، وأن تواجدهم في الساحة يعبر عنه في التظاهرات التي ما زالت موجودة في بعض القرى النائية والشوارع المعزولة، أو في العمليات التفجيرية التي لم تم تستهدف سوى الجنود دون الضباط، أو في ركوب موجة ثورة 30 يونيو وتوفير الدعم اللوجيستي للعسكر، أو في العشرين مليونا الذين أدلوا بأصواتهم مؤيدين للرئيس الفعلي للبلاد مذبذبين مدفوعين بعوامل واعتبارات عديدة منها الخوف من الغرامة..
لكل هؤلاء الحق في التواجد على الساحة، ولكل هؤلاء المبرارات التي تؤيد توجدهم وممارساتهم، ولكل هؤلاء أدواته وآلياته في الظهور والتواجد..
لكن ما تكشفه الساحة الآن أن كل هؤلاء لا يمثلون إلا قطاعا محدودا من الشعب المصري، قد يزيد أو ينقص عن الملايين الخمسة أو العشرة بالكثير..
لا يستطيع أيا منهم أن يقود الشارع وحده، أو أنه يعبر عن ويمثل الشارع بمفرده، فثقل الإخوان والفلول والعسكر ووزنهم الحقيقي واضح وضوح الشمس..
وهناك من المصريين من على وعي كبير بانتهازية كل هؤلاء، قد نقبل ببعض مبادئهم وأفكارهم وشخوصهم، لكننا لا نقبل بها كلها..
والمصريون في غالبيتهم وعلى وعيهم يدركون تماما أنهم لم يجدوا بعد من يمثلهم بشكل حقيقي دون هذه النخب الانتهازية الموجودة على الساحة حاليا..