الأربعاء، 28 مايو 2014

المخلوع، المعزول، المفروض المرفوض

من يحكم مصر الآن..

لأول مرة في تاريخ مصر الممصوصة يوجد ثلاثة رؤساء لها على قيد الحياة..
وهو تطورفي تاريخنا لو تعلمون عظيم، ولابد أن نقدره، ونقدر الظروف التي أدت إليه وما أسفرت عنه، رغم مأساويتها..

أحد هؤلاء في المشفى يُعالج منذ 2011 ولم يستطع أحد الاقتراب منه إلا إذا اعتبرنا أن تحديد إقامته في "المشافي" نوع من الاقتراب المبالغ فيه، علما بأن الرجل أصر إصرارا واضحا على أنه لن يترك البلد، وسيدفن فيها إن وافاه الأجل بعد عمر طويل، وكأنه يقول للجميع "ما تقدرش"..

الثاني في السجن يُعاقب قائلا للجميع عائد أنا عائد ـ ليس إلى الحكم بالطبع ـ وسأظل غصة في حلقكم بعد محاولة فاشلة للصعود إلى عرش مصر الذي يبدو أنه يستحيل على "أمثاله" الوصول إليه بغض النظر عن أخطائه وانتماءاته، وربما خطاياه، ومدى جدارته لهذا المنصب(ومن أصلا كان جديرا به، وهل هناك جدراء تولونه) والعقبات التي وُضعت أمامه، وكأن لسان حاله يقول: "أنت مين يا عم"...

الثالث في الصندوق يراقِب، يراقب بعد أن ضاع عليه منصبه كرأس للدولة ووزيرا لدفاعها كا بإمكانه الانقلاب على أي رئيس حتى لو كان هذا الرئيس رئيس خائف متردد رغم أنه منتخب..

وظل يراقب بعد أن رفض المصريون وبشكل حقيقي ـ ورغم البهرجة والحث والحض ـ منحه التفويض الذي كان يتمناه، إلى درجة أن البعض بات يشكك في التفويض الأول الذي أطلق يده في الناس، وسمح له بقتل وحجز الكثيرين بدعوى محاربة الإرهاب..

وها هو الآن  يراقب ويراقب بعد أن قام عبر أعوانه بتمديد أيام التصويت ليوم ثالث، وتزعم حملته رفضها ذلك للزعم بأنها ليست بحاجة لهذا، وأن مرشحها فائز لا محالة..

واستمر قابعا يراقب بعد أن هدد المصريين بمحاكمتهم وتغريمهم 500 جنيه إذا لم "ينزل ويشارك" ويقوموا بالإدلاء بأصواتهم رغما عنهم، وهو مبلغ كبير على غالبية المصريين لن يجدوهم ولن يدفعوهم أصلا حتى لو قمت بإعدامهم وليس حبسهم، فأكل وشرب العيال أوْلى..

بل إنه يسرب عن طريق "حشاكيله" أنه سيعتذر ضمنا عن قيادة البلد إذا لم يحظ بعدد أصوات يفوق ما حصل عليه مرسي وشفيق معا، وهو عدد رغم ذلك قليل، لا يزيد عن 25 مليون فرد من بين أكثر من 50 مليونا لهم حق التصويت..

الحشاكيل: هم الانتهازيون المنافقون الذين بدا عليهم أنهم يؤذنون في مالطا، ولم يردعهم رادع حتى الآن من فوق كل منابرهم الإعلامية لفبركة التقارير والتغطيات والتحقيقات التي تدَّعي كثافة التصويت وهجوم المصريين على مراكز الاقتراع..

الرسالة تقول: على المصريين أن يشربوا الدواء حتى لو كان فيه سم قاتل.. ها تشرب يعني ها تشرب.. بإرادتكم  ورغما عنكم هـ "تشربووووووووه"..

لزوم أن القافية تحكم: لا ندري أي من هؤلاء الثلاثة: الأحمق(الطيب) والشرس والقبيح..