الاثنين، 24 نوفمبر 2014

دولة الشائعات

نريد معلومة واحدة صادقة وموثقة يؤمن بها الجميع، ولا يختلف عليها أحد... 
بدلا من هذا اللغط والتردد كلما يثور أمر شائك تعجز البلد الكبير عن حله..

لا تجد مسألة إلا ويحيط بها الغموض واللبس..
وكأن هذا هو المطلوب..

التعتيم والضبابية بغرض التشويش والتضليل..
والإثارة وفتح الباب للتكهنات والقيل والقال..
ومن ثم الشائعات التي ندور في رحاها..
لا نعرف من أين أولنا ولا آخرنا..

نبحث حولنا، ولا نجد قضية مشتركة يمكن أن يلتف الناس حولها..
قضية  بهياكلها ومحاورها الرئيسية دون تلطيش أو زوائد أو شوائب..
مسألة واحدة يتفق الجميع بشأنها دون تزييف للوعي أو غسل مخ.. 
نراها كلنا، أو على الأقل غالبيتنا، بعين واحدة..

والسبب ليس في تباين الرؤى ووجهات النظر والمواقف...
كما يعتقد البعض، التقسيمة السهلة للعقل بين الموالاة والمعاداة..
رغم أن ذلك أمر طبيعي معتاد بين البشر المختلفين..

وإنما السبب في: سيل معلومات غير ذي  صلة..
أو غياب وضعف فيها حتى تتوه الحقيقة..

ولهذا يغرق الناس، وهم يشعرون بأنهم مطلعون، في التفاصيل..
ويشعرون بالتيه والعمى وسط تأويلات وتفسيرات وآراء..
ربما قد تكون متعمدة ولإكمال الحبكة..

المهم ألا يلتفت أحد للأصل ولا للجذور..
ولا يتلمس المعلومات الغائبة والمضللة..
ولا يستشعر نقصا في زحمة الآراء التي تحيط به...
ولا يبحث وينقب ويربط فيما يرد إليه من معلومات...
من مصادر أخرى غير التي أقنع نفسه بها..

عليك فقط لتفادي هذه الطاحونة، الساقية التي ندور فيها..
 أن تعمل عقلك، وتفتش عن مصدر آخر بجانب مريديك..

علك تقتنع أن للصورة جوانب أخرى..
وأن هناك معلومات حجبت عنك عمدا..
وأخرى زودت بها لتغييبك والضحك عليك...