الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

المشروعات "الشقلباظية"

سمعنا منذ نعومة أظفارنا عن المشروعات الوطنية..
التي دشنت وأطلقت منذ عقود...
ويعاد تدشينها وإطلاقها الآن...
بذات مسمياتها وربما خلفياتها ومرجعياتها..

يتردد بكثرة هذه الأيام، مجددا..
الحديث عن هذه المشروعات...
بدعوى الوقوف على احتياجات الناس..
والمساهمة في حل مشاكلهم..
والوفاء بمتطلباتهم الحياتية المرفهة..
ومن ثم الخروج من عنق الزجاجة..

من بين أبرز هذه المشروعات التي عشنا في أسرها طوال عمرنا...
ويتجدد طرحها في هذه الآونة..
مثلا لا حصرا، البتلو والإسكان الشعبي والمتوسط...
وتعليم مجاني لكل طفل ووظيفة لكل شاب...
ناهيك بالطبع عن المليون فدان..
والمليون سهتان وبهتان...
وغير ذلك من المشروعات التي لا داعي لحصرها...

المهم هنا أن هذه المشروعات والحلول المقدمة في إطارها..
معجزة بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان..
وأحد هذه المعاني: العجز والتلاشي والتصاغر أمامها..
حيث يجد المواطن الغلبان نفسه، وكأنه لا يعيش في هذه البلد..
ويقطن في كوكب آخر..
أو في زمن آخر..
الزمن الجميل الذي يتغنون به...

ما عليك سوى النظر في أسعار الشقق المقدمة...
التي تزيد عن ربع مليون جنيه..
وهي بالرغم من ذلك إسكان متوسط، وليس مرفه..
والذي تزامن طرحها مع زوال وانقشاع شائعة وسحابة المليون وحدة سكنية...

انظر أيضا لمشروع البتلو، حيث يبدو أنهم لم يستطعوا تسمين البهائم..
واستبدلوا ذلك بتسمين الكبار..
مستوردي اللحمة الكرتون المأكولة مرات ومرات قبل أن تصل إليك...
متجاهلين أن البتلو بات كالدولار في السوق السوداء...

لن نحدثك عن الوظائف المتاحة التي بات يستوردون لها العمالة الهندية والبنغالية...
ويفضل شبابنا بدلا منها الآن، إذا ما توفرت لديه الرغبة في العمل الشريف، حتة توك توك..
بدلا من الانخراط في بيع البانجو وسجاير الكيف...

مقعد دراسي لكل طفل شريطة التبرع..
وتحمل سوء المستوى والكثافة المتكثفة..
إن لم يكن التسرب، واقتحام سلك أطفال الشوارع...
باعتبارها مهنة تدر دخلا محترما..
وبعيدة عن أي التزامات..
إذ يشعر روادها بأنهم فوق كل شيء..
وليس القانون فحسب...

ماذا غير ذلك من مشروعات شقلباظية مطروحة..
السقوط في العدم، مثلما قيل...