ظهرت بالترتيب التالي:
ـ العناتلة والعلاكمة، حيث انبرى زبانية الدولة للترويح عن الناس وإمتاعهم بـ"ممارسات" ربما لا يؤدونها، ولا يعرفون الطريق للقيام بها..
ـ المنحرفون خلقا وفعلا، "المثليون" أدبا، ودفاع الدولة المستميت عن أخلاق المجتمع شرط ألا "تتجاوز" العلن والعري والإشارات والإيحاءات والإسقاطات البذيئة التي تحفل بها الساحة..
ـ الملحدون والكفرة، حيث تنبري الدولة أيضا بجلالة قدرها للدفاع عن الدين "الطقسي" الذي تريده، شكل من أشكال التدين يتخذ في الغالب الأعم صورة مبسطة هشة لدرجة الخلل، مقتصرا على الطقوس والمظهر دون المعاملة والروح والجوهر، وبحيث ألا يمس "ثوابتها" السياسية الأمنية ورموزها "الفنية" المبدعة الذين ملأوا الدنيا أدبا وثقافة بعد أن ملئت فحشا وسوءا..
ـ مشروع "الواد الجن"، الذي يبدو أنه لم تعد له شغلة غير أنه "يلبس" البنات، وتفضيله للمصريات دون غيرهن من خلق الله كأنه يسهم مع الدولة في حل أزمات اجتماعية عويصة يعانين وأهلهن منها..
في التفسير الشعبوي، هناك ما يجمع قضايا الاهتمام المصرية تلك، مستندا إلى قناعة فحواها أن عقابا دنيويا كبيرا بدا أنه يحل بنا، وأن حكم "السنين" بدأ يأخذ مجراه بالفعل، وأننا لسنا كالعراق وسوريا، وهذه حقيقة، ومن ثم فإننا لن نؤخذ بما يؤخذون به الآن من قتل وتشريد، ولكن نؤخذ بالقحط والضيق وتردي الأخلاق وحوادث الطرق وانهيار العمارات وسقوط الطائرات، فضلا عن الفشل الكبدي والكلوي وغيره، سيما وأن لنا "وضعية خاصة" تميزنا عن غيرنا...
بينما في التفسير التآمري المؤامراتي لهذه المصائب غير الكبرى، فإنه يربط بين انتشار الانحرافات وقضايا الشذوذ والجن وتغييب القضايا الحيوية المحورية الأخرى التي يفترض أن ينشغل بها المجتمع المصري بكافة فئاته وشرائحه، كالحريات والأوضاع الساسية المتأزمة، وشقيقاتها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية المتردية، التي تلقي جميعها بظلالها على أوضاع المصريين الحياتية، وما زالت، ماضيا وحاضرا ومستقبلا...
والواضح أن هذه القضايا التي ينهكون الناس في متابعتها، واللهاث ورائها، ليست بالتأثير ذاته ـ بالتأكيد ـ الذي تؤثر به قضايا "أخرى" كالانحرافات والتجاوزات على الاستقرار والنظام العام...
كما أنها تعكس ذلك الحرص الشديد على إبقائنا جميعا، سيما المستسلمين الغافلين، في إطار لا نخرج منه من الجهل والفقر والمرض، النفسي والمعنوي والروحي...
وهو ما يضاف بالتأكيد إلى غياهب اليأس من تحسين الجانب المادي لـ "اللحظات" التي نعيشها، ويستشعرها العامة ـ واقعا ـ بالنظر لمؤشرات الإشكالات الثلاثة السابق ذكرها، التي يتلمسها الجميع في كل لحظة من لحظات حياتهم البائسة..
يجد هذا التفسير صداه لدى بعض "الفهيمة"، الذين يدعون أن من الطبيعي أن تدافع "الدلوة" عن الأخلاق، من منظورها، حتى لا يسقط رعاياها في وهدة الانهيار والفوضى الأخلاقية الخلاقة، وأن تشيع الالتزام بـ "الفواحش" الثابتة، وأنها معنية أكثر من غيرها بحماية أسس الاستقرار وأركان الأمن الاجتماعي والديني المعبر عن العامة والبسطاء...
الغريب أن هذا التفسير، يحظى بتأييد ودعم كامل من بعض "بتوع حزب الكنبة"، الذين بدأوا الآن يميلون ميلتهم ـ ثانية ـ واكتشفوا أخيرا أنهم وقعوا "شيك على بياض" دون أن يحصلوا شيئا، وفي القلب من هؤلاء، فئة من "النخبويين" الانتهازيين الذين لا ينشغلون بغير "المصاري" والطرق المختلفة لتحصيلها والسفريات والامتيازات الأخرى...
ويعني كل ذلك، من قضايا رائجة وتفسيرات لها، في الحقيقة:
أن المجتمع الذي يزعمون تدينه هو أبعد ما يكون عن التدين والورع، إلا ما رحم الله..
وأن هناك من "الأفاعيل" ما تسبب في حالة الضياع والخواء التي نعيشها جميعا..
وأحد أكبر هذه الأفاعيل هي "الدلوة" التي لا تملك مشروعا ولا منهجا ولا رؤية وتعيش غيبوبة متعمدة تستمع بها..
وأن الشعارات الزائفة التي ترفع هنا وهناك، ويتم تداولها من جانب القائمين علينا بزعم رعايتنا وحمايتنا من الفساد الأخلاقي الذي عمَّ وطمَّ، ما هي إلا محض هراء وافتراء، واشتغالة كبيرة لتبرير ما لا يبرر، وتسويغ للعجز والإخفاق والإهمال الحاصل، وغياب لسياسات وبرامج يفترض اتخاذها ولا تتخذ...
ـ العناتلة والعلاكمة، حيث انبرى زبانية الدولة للترويح عن الناس وإمتاعهم بـ"ممارسات" ربما لا يؤدونها، ولا يعرفون الطريق للقيام بها..
ـ المنحرفون خلقا وفعلا، "المثليون" أدبا، ودفاع الدولة المستميت عن أخلاق المجتمع شرط ألا "تتجاوز" العلن والعري والإشارات والإيحاءات والإسقاطات البذيئة التي تحفل بها الساحة..
ـ الملحدون والكفرة، حيث تنبري الدولة أيضا بجلالة قدرها للدفاع عن الدين "الطقسي" الذي تريده، شكل من أشكال التدين يتخذ في الغالب الأعم صورة مبسطة هشة لدرجة الخلل، مقتصرا على الطقوس والمظهر دون المعاملة والروح والجوهر، وبحيث ألا يمس "ثوابتها" السياسية الأمنية ورموزها "الفنية" المبدعة الذين ملأوا الدنيا أدبا وثقافة بعد أن ملئت فحشا وسوءا..
ـ مشروع "الواد الجن"، الذي يبدو أنه لم تعد له شغلة غير أنه "يلبس" البنات، وتفضيله للمصريات دون غيرهن من خلق الله كأنه يسهم مع الدولة في حل أزمات اجتماعية عويصة يعانين وأهلهن منها..
في التفسير الشعبوي، هناك ما يجمع قضايا الاهتمام المصرية تلك، مستندا إلى قناعة فحواها أن عقابا دنيويا كبيرا بدا أنه يحل بنا، وأن حكم "السنين" بدأ يأخذ مجراه بالفعل، وأننا لسنا كالعراق وسوريا، وهذه حقيقة، ومن ثم فإننا لن نؤخذ بما يؤخذون به الآن من قتل وتشريد، ولكن نؤخذ بالقحط والضيق وتردي الأخلاق وحوادث الطرق وانهيار العمارات وسقوط الطائرات، فضلا عن الفشل الكبدي والكلوي وغيره، سيما وأن لنا "وضعية خاصة" تميزنا عن غيرنا...
بينما في التفسير التآمري المؤامراتي لهذه المصائب غير الكبرى، فإنه يربط بين انتشار الانحرافات وقضايا الشذوذ والجن وتغييب القضايا الحيوية المحورية الأخرى التي يفترض أن ينشغل بها المجتمع المصري بكافة فئاته وشرائحه، كالحريات والأوضاع الساسية المتأزمة، وشقيقاتها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية المتردية، التي تلقي جميعها بظلالها على أوضاع المصريين الحياتية، وما زالت، ماضيا وحاضرا ومستقبلا...
والواضح أن هذه القضايا التي ينهكون الناس في متابعتها، واللهاث ورائها، ليست بالتأثير ذاته ـ بالتأكيد ـ الذي تؤثر به قضايا "أخرى" كالانحرافات والتجاوزات على الاستقرار والنظام العام...
كما أنها تعكس ذلك الحرص الشديد على إبقائنا جميعا، سيما المستسلمين الغافلين، في إطار لا نخرج منه من الجهل والفقر والمرض، النفسي والمعنوي والروحي...
وهو ما يضاف بالتأكيد إلى غياهب اليأس من تحسين الجانب المادي لـ "اللحظات" التي نعيشها، ويستشعرها العامة ـ واقعا ـ بالنظر لمؤشرات الإشكالات الثلاثة السابق ذكرها، التي يتلمسها الجميع في كل لحظة من لحظات حياتهم البائسة..
يجد هذا التفسير صداه لدى بعض "الفهيمة"، الذين يدعون أن من الطبيعي أن تدافع "الدلوة" عن الأخلاق، من منظورها، حتى لا يسقط رعاياها في وهدة الانهيار والفوضى الأخلاقية الخلاقة، وأن تشيع الالتزام بـ "الفواحش" الثابتة، وأنها معنية أكثر من غيرها بحماية أسس الاستقرار وأركان الأمن الاجتماعي والديني المعبر عن العامة والبسطاء...
ويعني كل ذلك، من قضايا رائجة وتفسيرات لها، في الحقيقة:
أن المجتمع الذي يزعمون تدينه هو أبعد ما يكون عن التدين والورع، إلا ما رحم الله..
وأن هناك من "الأفاعيل" ما تسبب في حالة الضياع والخواء التي نعيشها جميعا..
وأحد أكبر هذه الأفاعيل هي "الدلوة" التي لا تملك مشروعا ولا منهجا ولا رؤية وتعيش غيبوبة متعمدة تستمع بها..
وأن الشعارات الزائفة التي ترفع هنا وهناك، ويتم تداولها من جانب القائمين علينا بزعم رعايتنا وحمايتنا من الفساد الأخلاقي الذي عمَّ وطمَّ، ما هي إلا محض هراء وافتراء، واشتغالة كبيرة لتبرير ما لا يبرر، وتسويغ للعجز والإخفاق والإهمال الحاصل، وغياب لسياسات وبرامج يفترض اتخاذها ولا تتخذ...