ليس بجديد أن الصحافة الورقية، سيما الحكومية منها، و"الملحقة" بها، تعيش مأزقا حادا، وتعاني وضعا صعبا جعلها آخذة في التردي والاضمحلال، وربما إلى زوال كامل خلال السنوات القادمة..
يتأكد ذلك إذا ما نُزعت عن هذه الصحافة، أو سُلبت منها، "ماسورة" التنفس الصناعي "المنفدة"، التي أبقتها إلى الآن على قيد الحياة، واستمر عزوف الناس عن "قراءتها"، وعلى وجه الدقة عن القيام بـ "شرائها"، واتجهوا لمصادر أخرى، عديدة ومتوفرة، للحصول على المعلومة والخبر كبديل صادق ونزيه لها..
لم يسأل أصحابنا "المتفيهقون" أنفسهم عن أسباب تخلى الصحافة عن "أبنائها"، الشرعيين وغير الشرعيين، وكثرة الإغلاقات والإقالات التي تنال من مؤسساتها، وتلحق بمنتسبيها..
يظنون أن حدة المنافسة، والفضائيات، وضعف الموارد، وعدم الاهتمام بالقراءة، وقلة الإعلانات، وأوضاع السياسة والسقف المتاح، أساس المشكلة وجوهرها..
يتجاهلون دوما السبب الحقيقي، ليس فقط تخلي الصحافة عن ريادتها، وقدرتها على تشكيل وتكوين وتكتيل وتوجيه الرأي العام فيما يفيد المجموع..
وإنما ذلك الدور السلبي الذي باتت تقوم به صحف وصحفيون ضد قرائها ومتابعيها بهدف الإثارة والترويج لمجرد تحقيق نسب مشاهدة، ومن ثم حصيلة إعلانات، وغسل "أمخختهم"، ونشر الشائعات المضللة في أوساطهم، وتزييف الوعي والعقل الناقد لديهم، وتغيير المدركات والحقائق عندهم بكل ما هو فاسد وشاذ وقبيح..
يغضون الطرف عن هؤلاء "الرواد" الذين انتقلوا بقدرة قادر من "محراب" السلطة الرابعة إلى "أتون" الفضائيات "المتخصصة" في "اللت والعجن" دون هدف أو جوهر حقيقي، تلك المنصات التي جعلت منهم "مفكرين" ينشرون الحكمة والمعرفة المدنسة، إعدادا وتقديما، عبر أثير "الفضائيات المحمولة جوا"..
لا تتوقع أن يعيد هؤلاء النظر في دورهم "المأفون" ما داموا على العهد قائمين في "حراسة" قيم الظلم والابتذال، والانشغال بـ"سبوبة" نالت من مصداقيتهم وثقة القراء فيهم..
ولا تنتظر من قارئ عادي، ولن نقول مهتم، أن يبالي كثيرا بأزمة طالت كل من يعمل بالوسط الإعلامي، وليس الصحفي فحسب، بعد أن حاد غالبية المشتغلين فيه عن الطريق "القويم"، وفضلوا أن يجسدوا دور القائل: "أحلى من الشرف مفيش"..
يتأكد ذلك إذا ما نُزعت عن هذه الصحافة، أو سُلبت منها، "ماسورة" التنفس الصناعي "المنفدة"، التي أبقتها إلى الآن على قيد الحياة، واستمر عزوف الناس عن "قراءتها"، وعلى وجه الدقة عن القيام بـ "شرائها"، واتجهوا لمصادر أخرى، عديدة ومتوفرة، للحصول على المعلومة والخبر كبديل صادق ونزيه لها..
لم يسأل أصحابنا "المتفيهقون" أنفسهم عن أسباب تخلى الصحافة عن "أبنائها"، الشرعيين وغير الشرعيين، وكثرة الإغلاقات والإقالات التي تنال من مؤسساتها، وتلحق بمنتسبيها..
يظنون أن حدة المنافسة، والفضائيات، وضعف الموارد، وعدم الاهتمام بالقراءة، وقلة الإعلانات، وأوضاع السياسة والسقف المتاح، أساس المشكلة وجوهرها..
يتجاهلون دوما السبب الحقيقي، ليس فقط تخلي الصحافة عن ريادتها، وقدرتها على تشكيل وتكوين وتكتيل وتوجيه الرأي العام فيما يفيد المجموع..
وإنما ذلك الدور السلبي الذي باتت تقوم به صحف وصحفيون ضد قرائها ومتابعيها بهدف الإثارة والترويج لمجرد تحقيق نسب مشاهدة، ومن ثم حصيلة إعلانات، وغسل "أمخختهم"، ونشر الشائعات المضللة في أوساطهم، وتزييف الوعي والعقل الناقد لديهم، وتغيير المدركات والحقائق عندهم بكل ما هو فاسد وشاذ وقبيح..
يغضون الطرف عن هؤلاء "الرواد" الذين انتقلوا بقدرة قادر من "محراب" السلطة الرابعة إلى "أتون" الفضائيات "المتخصصة" في "اللت والعجن" دون هدف أو جوهر حقيقي، تلك المنصات التي جعلت منهم "مفكرين" ينشرون الحكمة والمعرفة المدنسة، إعدادا وتقديما، عبر أثير "الفضائيات المحمولة جوا"..
لا تتوقع أن يعيد هؤلاء النظر في دورهم "المأفون" ما داموا على العهد قائمين في "حراسة" قيم الظلم والابتذال، والانشغال بـ"سبوبة" نالت من مصداقيتهم وثقة القراء فيهم..
ولا تنتظر من قارئ عادي، ولن نقول مهتم، أن يبالي كثيرا بأزمة طالت كل من يعمل بالوسط الإعلامي، وليس الصحفي فحسب، بعد أن حاد غالبية المشتغلين فيه عن الطريق "القويم"، وفضلوا أن يجسدوا دور القائل: "أحلى من الشرف مفيش"..