كان يمكن فهم موقف الدولة المصرية من فيلم "حلاوة روح" لو كانت الحكومة بها تابعة للنظام الإخواني المعزول..
وكان من الطبيعي وقتها أن يتجه النظام "الديني" إلى حظر وتجميد حركة الإبداع المصرية، وهي حركة دؤوبة بصراحة ومتقدمة وتضارع نظيرتها في الغرب، بل وسوف يكون من المبرر له ـ بافتراض أنه نجح في أن يستمر بالحكم ـ أن يوقف الفيلم آنذاك ..
وبالرغم من أن هناك تجربة عايشناها جميعا عندما حاول هذا النظام الإخواني أن يوقف عددا من المحسوبين على حركة الإبداع، مديرو هيئة قصور الثقافة والأوبرا وقيادتهم الذين اُتهموا من جانب الإخوان بالفساد والتسيب وربما الانحلال، لا أتذكر..
المهم أن الجميع انبرى للدفاع عن هؤلاء في مواجهة الدولة "الدينية" المذعورة التي كانت تسعى وقتها للتغلغل والانخراط والتوغل والتمكين في صميم مفاصل الدولة، لكنها لم تفلح، ووجهت هذه القرارات بحملة شرسة قادها قادة الإبداع وحرية الرأي المصري الذين رفضوا الإذعان لقرارات تحويل مصر لمصرستان..
لا يفاجئنا اليوم أي من الأمور التالية، الأول: أن من يقوم على حماية العقيدة وحراستها نظام موغل في موقفه من الدينيين عموما، وليس الإسلاميين فحسب، والإخوانيين بشكل خاص، إن صحت هذه التعبيرات لغويا.. وهو بالرغم من ذلك يتجه لتقييد حرية الفن والإبداع والريادة المصرية في هذا المجال بدعوى خدش الحياء العام والتشويه بصورة مصر المشرقة التي يبدو أنها تلطخت بفعل هذه القلة المندسة من المبدعين..
الثاني: أن الفيلم المذكور ورغم أننا لم نراه، لا يبتعد كثيرا عن تلك الأفلام التي يتردد صداها هنا وهناك، ويتم بثها ليلا نهارا على فضائيات الإعلانات المعروفة، والتي وُجدت بكثافة خلال الفترة الأخيرة، وهي أفلام أقل ما توصف به بأنها إباحية صريحة، ولا تصلح إلا للمشاهدين فوق الـ 18 عاما بما تحويه من مشاهد غرف النوم واللغة المبتذلة القبيحة التي تحمل جميعها إيحاءات ودلالات جنسية، بل وتروج للرزيلة وتضرب، وليس فقط تشوه، صورة مصر في القلب وعلى الحواف أيضا..
الثالث: أن الدولة المصرية يبدو أنه لا يعنيها لا دين ولا نظام ولا فساد ولا غيره، وإنما يعنيها حشد التأييد لمواقفها، وفقط، وإعطاء كل ذي حق حقه الذي لا يمس حقها بالطبع، بمعنى أنها تخطب ود الشارع المتعاطف مع الدين ومن الأخلاق بوقف فيلم ما أو منع عرضه، وهي في موقفها من حركة الإبداع على استعداد لإقناعنا بأنها من رواد هذه الحركة الرائدة في المنطقة حتى لو وصل الأمر إلى تنظيم واستضافة حفل راقص على شاطئ المعمورة..
وهكذا تبدو جلية حقيقة أن الدولة لا وجه ولا مبادئ ولا موقف لها.. فقط وراء كل ما يضمن لها الدعم والمؤزارة من النخب سواء كانوا من الإسلاميين أو من غيرهم ومن الشارع المنساق من خلفهما..
وكان من الطبيعي وقتها أن يتجه النظام "الديني" إلى حظر وتجميد حركة الإبداع المصرية، وهي حركة دؤوبة بصراحة ومتقدمة وتضارع نظيرتها في الغرب، بل وسوف يكون من المبرر له ـ بافتراض أنه نجح في أن يستمر بالحكم ـ أن يوقف الفيلم آنذاك ..
وبالرغم من أن هناك تجربة عايشناها جميعا عندما حاول هذا النظام الإخواني أن يوقف عددا من المحسوبين على حركة الإبداع، مديرو هيئة قصور الثقافة والأوبرا وقيادتهم الذين اُتهموا من جانب الإخوان بالفساد والتسيب وربما الانحلال، لا أتذكر..
المهم أن الجميع انبرى للدفاع عن هؤلاء في مواجهة الدولة "الدينية" المذعورة التي كانت تسعى وقتها للتغلغل والانخراط والتوغل والتمكين في صميم مفاصل الدولة، لكنها لم تفلح، ووجهت هذه القرارات بحملة شرسة قادها قادة الإبداع وحرية الرأي المصري الذين رفضوا الإذعان لقرارات تحويل مصر لمصرستان..
لا يفاجئنا اليوم أي من الأمور التالية، الأول: أن من يقوم على حماية العقيدة وحراستها نظام موغل في موقفه من الدينيين عموما، وليس الإسلاميين فحسب، والإخوانيين بشكل خاص، إن صحت هذه التعبيرات لغويا.. وهو بالرغم من ذلك يتجه لتقييد حرية الفن والإبداع والريادة المصرية في هذا المجال بدعوى خدش الحياء العام والتشويه بصورة مصر المشرقة التي يبدو أنها تلطخت بفعل هذه القلة المندسة من المبدعين..
الثاني: أن الفيلم المذكور ورغم أننا لم نراه، لا يبتعد كثيرا عن تلك الأفلام التي يتردد صداها هنا وهناك، ويتم بثها ليلا نهارا على فضائيات الإعلانات المعروفة، والتي وُجدت بكثافة خلال الفترة الأخيرة، وهي أفلام أقل ما توصف به بأنها إباحية صريحة، ولا تصلح إلا للمشاهدين فوق الـ 18 عاما بما تحويه من مشاهد غرف النوم واللغة المبتذلة القبيحة التي تحمل جميعها إيحاءات ودلالات جنسية، بل وتروج للرزيلة وتضرب، وليس فقط تشوه، صورة مصر في القلب وعلى الحواف أيضا..
الثالث: أن الدولة المصرية يبدو أنه لا يعنيها لا دين ولا نظام ولا فساد ولا غيره، وإنما يعنيها حشد التأييد لمواقفها، وفقط، وإعطاء كل ذي حق حقه الذي لا يمس حقها بالطبع، بمعنى أنها تخطب ود الشارع المتعاطف مع الدين ومن الأخلاق بوقف فيلم ما أو منع عرضه، وهي في موقفها من حركة الإبداع على استعداد لإقناعنا بأنها من رواد هذه الحركة الرائدة في المنطقة حتى لو وصل الأمر إلى تنظيم واستضافة حفل راقص على شاطئ المعمورة..
وهكذا تبدو جلية حقيقة أن الدولة لا وجه ولا مبادئ ولا موقف لها.. فقط وراء كل ما يضمن لها الدعم والمؤزارة من النخب سواء كانوا من الإسلاميين أو من غيرهم ومن الشارع المنساق من خلفهما..