الأربعاء، 23 أبريل 2014

أطفئوا الأنوار

الملعب يهيئ وتُخط حدوده جيدا لهذا القادم الجديد على رأس السلطة في مصر الممصوصة..

والساحة تعلق فيها الأنوار والرايات الخضر لمن يملأها لبنا وعسلا وعلى المتضرر اللجوء لبيته والركون لحزب الكنبة..

البداية التي لا تنتهي، والتي تكشف أسلوب ومنهج الدولة المصرية في التعاطي مع أزماتها المستعصية والمتراكمة، والذي لا يختلف كثيرا بين زيد وعبيد، وكأنه إرث عريق وربما تراث عميق لا يمكن التخلي أو غض الطرف عنه..

التهديد أولا بضياع المكتسبات، وكأن هناك الكثير منها، والإخفاق في تحقيق المنجزات، والتي شبع الشعب منها واكتفى بما جادت عليه أيدي المتنعمين..

 شبح إفلاس الدولة والخوف منه، تحريك وتحفيز إرادات المرعوبين من السقوط في القاع رغم أنهم يرفلون في خيره وظله ..

قلة الموارد وشح المصادر وضيق الحال وضرورة التكاتف لدعم الدولة في محنتها ومواجهة الأيام السوداء التي تتعرض لها..

رافعو هذه الشعارات جميعها، معروفون، ومنتشرون على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد، وهم بصورة مذهلة قادرون على إقناعك بأن الدولة على وشك السقوط، وربما على شرف جرف هار،  إذا لم تتحرك وبسرعة..

بالطبع الرسالة هدفها المصريين الغلابة مهدودي الدخل الذين يكملون بقية عشائهم نوما حتى يسهموا بكل ما أوتوا من قوة وطاقة وسرقة ورشوة في غنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويدفعوا طواعية أو رغما عنهم ما تجود به انفسهم للدولة كي تحميهم منها..

يلي كل هذا، عملية منهجية منتظمة للزن على الودان بالبدائل المتاحة والتسريبات التي تتردد هنا وهناك، وهو كما هو معروف أمرَّ من السحر، والهدف منه وضعك في الركن حتى لا يكون أمامك أي خيار أو بديل، وتضطر مدفوعا بحب البلد أو خوفا منها للاستجابة والالتزام..

ليس من قبيل المبالغة هنا الحديث عن حملات انقطاع الكهرباء المنتظمة وإعادة توجيه الدعم ورفع أسعار بعض المنتجات الرئيسية وترك المواطن الممصوص أو التخلي عنه في مواجهة مباشرة معروف من المنتصر فيها مع تاجر جشع أو فران يبيع الدقيق المدعم للفرن الأفرنجي بجوارك..

هنا، وعلى حين غفلة من المواطن، وفي ظل احتفالاته بشم النسيم وأعياد الربيع والأقباط، وهي أيام أجازة كما تعلمون، الناس تنشغل فيها بأكل السمك المعفن والبيض الملون والخروج للمتنزهات في القناطر الخيرية، هنا تأتي المرحلة الثالثة من نهج الدولة المعروف..

هنا، تقدم الدولة على حين غرة باتخاذ إجراءات الهدف منها إنقاذ المواطن المغلوب على أمره، وذلك كالطبيب الذي يستأصل من المريض أعضائه ليبيعها ولسداد كشف أو فيزا معاينته وتشخيص حالته الميئوس منها، أو ربما يكلفه قليلا  فوق طاقته بالذهاب لمعمل التحاليل أو الأشعة أو الصيدلية الملحقة بعيادته حتى يستطيع أن يشخص حالته بشكل فعال، رغم أن الأمر قد لا يحتاج أكثر من يومين راحة وتبديل طعامه..

لعل من بين أهم هذه الإجراءات، أسعار الغاز والكهرباء وربما الماء أيضا، والتي ستليها إجراءات أكثر قسوة، منها تحديد عدد الأرغفة التي يتعين عليك أن تأكلها ولا تتجاوزها، وغيرها وغيرها..

وهنا يطرح السؤال نفسه:
ـ  لماذا تتخذ هذه الإجراءات سريعا هكذا وفي غفلة من المواطن المشغول بأجازته؟
ـ لماذا تتخذ الآن رغم أن الحكومة الحالية هي حكومة تسيير أعمال لابد أن تنتظر حكومة منتخبة لاتخاذ إجراءات جبائية ضرائبية كتلك المشار إليها؟
ـ هل مثل هذه الإجراءات لا يستطيع أن يتبناها النظام القادم، وهو نظام يملك من القوة ما يؤهله لمواجهة الساخطين عليها؟
ـ هل يعني ذلك تحميل "محلب" وليس النظام القادم مسؤولية هذه الإجراءات؟
ـ ما هو رد فعل المصريين إزائها، الخروج ضدها أم استمرار السخط الداخلي المتراكم كالنار تحت الرماد؟

بالتأكيد التساؤلات ليس صعبا الإجابة عليها، ومن الواضح أن الهدف من ورائها تهيئة الأجواء للقادم الجديد ومن ثم إي إجراءات أخرى يمكن أن يتخذها في المستقبل، والشاطر يقول أي ي ي ي!!!