هل نعرفه؟ ومن هو؟ ولماذا لا يوجد إلا في مصر؟
لمن لا يعرف هذه الشخصية جسدها حمدي أحمد والمنتصر بالله في إحدى أروع المسلسلات المصرية شبه القديمة، علي الزيبق وفي المشمش، والتي تردد أنهما وغيرهما مُنعتا من تكرار بثهما لأسباب سياسية، لأنها تحض وتدفع الناس على التفكير في الظلم والفساد والخروج على ذلك بفعل وألاعيب الشطار أو حتى عبر محاربة الطواحين..
والشخصية لأحد شيوخ الكتاتيب، شيوخ الفتة، الذين امتهنوا تحفيظ القصار من السور وتعليم الصغار مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وكذلك لأحد المحاسبين أو المحامين، لا أتذكر، ولا يعنيه كثيرا دوره ومكانته، وربما هو غير مؤهل أصلا، ولا مدرك للمكانة التي يحتلها، وأقصى ما يهتم به جمع الغلة من الأطفال، والحضور للموائد للنهم منها، والبحث عن الثغرات والتحايل على القوانين والنظم والقواعد، فضلا عن التزلف من السلاطين ودوائر النفوذ المقربة من التجار ومن على شاكلتهم..
ولذلك تعد هذه الشخصية أكثر الشخصيات قدرة على الالتفاف والتحايل والصعود، وأكثرها طواعية في أيدي الكبار للتعبير عنهم وتمثيلهم، سيما في مجال الخطابة في الناس لإقناعهم بما لا يمكن الاقتناع به، مستخدما الدين كأحد أبسط الوسائل وأيسرها لحشد التأييد وتعزيز الحضور وكسب الشرعية..
لذلك لم يكن غريبا أن تعين هذه الشخصية كقاضي قضاة مصر المهروسة أيام المماليك بالطبع، وهو المنصب الذي يمكن أن نعتبره اليوم قريبا إلى حد ما من وزير العدل وأنت نازل، وربما المفتي العام وأنت أيضا نازل..
ولا يختلف الوضع كثيرا اليوم في الحقيقة، فمثل هذه الشخصيات كثيرة، وتجدها منتشرة في كل مكان تقريبا، ولا تقتصر فحسب على شيوخ الدين، وإنما تمتد لشيوخ العلم والمهن والحرف والصناعة والتجارة والسياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والتعليم وغيرها وغيرها..
ولا شك أننا جميعا نراهم ونستشعر وجودهم وتأثيرهم، ولا يعدم أن تكتشفه بسهولة عندما يتحدث أو يكتب أو يخاطب من فوق هذا المنبر أو ذاك، إذ يتسمون جميعهم بالخصال ذاتها، وهي خصال "محمودة" في بلد لا يقدر العلم ولا العمل ولا العلماء ولا المجتهدين، وإنما يقدر غير ذلك من أراجوزات وأفاقين ومتملقين ومداهنين ومتزلفين ومنساقين ومنبطحين من رواد حاضر ونعم بـ "تريح"..
والترييح هذا قد يكون من الراحة والوداعة والطمأنينة، لكني أعتقد أنه من الرائحة العطنة التي تنشرها هذه الشخصيات بسلوكها المعوج المنحرف في جنبات الكون..
لمن لا يعرف هذه الشخصية جسدها حمدي أحمد والمنتصر بالله في إحدى أروع المسلسلات المصرية شبه القديمة، علي الزيبق وفي المشمش، والتي تردد أنهما وغيرهما مُنعتا من تكرار بثهما لأسباب سياسية، لأنها تحض وتدفع الناس على التفكير في الظلم والفساد والخروج على ذلك بفعل وألاعيب الشطار أو حتى عبر محاربة الطواحين..
والشخصية لأحد شيوخ الكتاتيب، شيوخ الفتة، الذين امتهنوا تحفيظ القصار من السور وتعليم الصغار مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وكذلك لأحد المحاسبين أو المحامين، لا أتذكر، ولا يعنيه كثيرا دوره ومكانته، وربما هو غير مؤهل أصلا، ولا مدرك للمكانة التي يحتلها، وأقصى ما يهتم به جمع الغلة من الأطفال، والحضور للموائد للنهم منها، والبحث عن الثغرات والتحايل على القوانين والنظم والقواعد، فضلا عن التزلف من السلاطين ودوائر النفوذ المقربة من التجار ومن على شاكلتهم..
ولذلك تعد هذه الشخصية أكثر الشخصيات قدرة على الالتفاف والتحايل والصعود، وأكثرها طواعية في أيدي الكبار للتعبير عنهم وتمثيلهم، سيما في مجال الخطابة في الناس لإقناعهم بما لا يمكن الاقتناع به، مستخدما الدين كأحد أبسط الوسائل وأيسرها لحشد التأييد وتعزيز الحضور وكسب الشرعية..
لذلك لم يكن غريبا أن تعين هذه الشخصية كقاضي قضاة مصر المهروسة أيام المماليك بالطبع، وهو المنصب الذي يمكن أن نعتبره اليوم قريبا إلى حد ما من وزير العدل وأنت نازل، وربما المفتي العام وأنت أيضا نازل..
ولا يختلف الوضع كثيرا اليوم في الحقيقة، فمثل هذه الشخصيات كثيرة، وتجدها منتشرة في كل مكان تقريبا، ولا تقتصر فحسب على شيوخ الدين، وإنما تمتد لشيوخ العلم والمهن والحرف والصناعة والتجارة والسياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والتعليم وغيرها وغيرها..
ولا شك أننا جميعا نراهم ونستشعر وجودهم وتأثيرهم، ولا يعدم أن تكتشفه بسهولة عندما يتحدث أو يكتب أو يخاطب من فوق هذا المنبر أو ذاك، إذ يتسمون جميعهم بالخصال ذاتها، وهي خصال "محمودة" في بلد لا يقدر العلم ولا العمل ولا العلماء ولا المجتهدين، وإنما يقدر غير ذلك من أراجوزات وأفاقين ومتملقين ومداهنين ومتزلفين ومنساقين ومنبطحين من رواد حاضر ونعم بـ "تريح"..
والترييح هذا قد يكون من الراحة والوداعة والطمأنينة، لكني أعتقد أنه من الرائحة العطنة التي تنشرها هذه الشخصيات بسلوكها المعوج المنحرف في جنبات الكون..