سمعنا عن الدولة "الرخوة" وشقيقتها "الفاشلة" وربيبتها "الريعية" وبنت عمهما "الرجعية" وجدتهما "العميقة" وحفيدتهما "الرهينة" وغيرها..
وكلها تسميات لدول يغلب عليها الطابع الأبوي الرعوي الاستبدادي، حيث يعتقد القائمون عليها أنهم ملهمون مقدسون منزهون ومعفيون عن السؤال والمساءلة، ولا يتحملون أي مسؤولية سوى البقاء في مناصبهم باعتبارها إرثا خلفه لهم الوالد رحمه الله..
وهؤلاء الملهمون من الأباء "الأولون" يتولون في الحقيقة والواقع عبئا كبيرا تنوء به الجبال ليس فقط في إدارتهم لموارد بلادهم وحدودها الجغرافية منذ أن منَّ الله عليها بالخروج عن ربقة دولة الاستعمار "القديم"، وإن لم يخرجوا عن ربقة الاستعمار "الحديث" الذي ربطوا دولهم به ليعصروها ويحلبوها حتى آخر قطرة ضمانا لمقاعدهم الوثيرة..
وإنما يتمثل هذا العبء بالأساس في تربية شعوبهم غير "المتربية" الذين لا يمشون بما يرضي الله ولا يتحركون قيد أنمله إلا بالعصا، عفوا الكرباج، مع العمل بكل جهد وتفان لتوصيلهم لبر الأمان، بنظرهم بالطبع، ذلك البر الذي يبقي رعاياهم دوما، عفوا عبيدهم، في دائرة البيت والعمل، إن وُجد أصلا بيت أو عمل، ودون أن يكون لهم الحق في أن يسألوا أنفسهم أو يطالبوها بأن يكون لهم كما لغيرهم مميزات العيش والحياة كأبناء لآدم، وآدم من تراب، الملصق بهم..
سمعنا عن كل هذه الدول، لكننا لم نسمع بعد عن المصطلح الذي قام "إبداعي" ـ باعتباري واحدا من المبدعين المصريين القلائل الذين ملأوا الدنيا ضجيجا ـ بـ "سكه" على "قفاه"، وليس بصكه في الأدبيات المتخصصة، وهو مصطلح الدولة "الطرية"..
والمصطلح كما هو واضح من الوصف الملحق به يخص شعوب وقادة تلك الدول التي لا يمكن أن تعرف هوية لها، هم معك أينما تذهب، لا موقف ولا مبادئ ولا حتى نخوة ولا شرف، وهم على استعداد لبيع أي شيء طالما أن ذلك سيبقيهم منعمين في بحور اللبن والعسل التي يرفلون فيها..
هم لذلك قريبو الشبه بالعاهرات الذين لا يميزون في ممارساتهم طالما كان هناك سعرا متفقا عليه سيُدفع، بل إن هؤلاء الأخيرات ربما يكونوا أشرف من غيرهم من قاطني هذه الدول، وذلك لأنهن يتقاضين ثمنا لقاء ما يفعلنه من جهد، في حين أن الدول "الطرية" وبالرغم مما تقدمه من خدمات يستفيد منها القاصي والداني وبشكل متعدد، وليس فرديا، قد لا تتقاضى أي شيء لقاء ما تفعله للغير..
وكلها تسميات لدول يغلب عليها الطابع الأبوي الرعوي الاستبدادي، حيث يعتقد القائمون عليها أنهم ملهمون مقدسون منزهون ومعفيون عن السؤال والمساءلة، ولا يتحملون أي مسؤولية سوى البقاء في مناصبهم باعتبارها إرثا خلفه لهم الوالد رحمه الله..
وهؤلاء الملهمون من الأباء "الأولون" يتولون في الحقيقة والواقع عبئا كبيرا تنوء به الجبال ليس فقط في إدارتهم لموارد بلادهم وحدودها الجغرافية منذ أن منَّ الله عليها بالخروج عن ربقة دولة الاستعمار "القديم"، وإن لم يخرجوا عن ربقة الاستعمار "الحديث" الذي ربطوا دولهم به ليعصروها ويحلبوها حتى آخر قطرة ضمانا لمقاعدهم الوثيرة..
وإنما يتمثل هذا العبء بالأساس في تربية شعوبهم غير "المتربية" الذين لا يمشون بما يرضي الله ولا يتحركون قيد أنمله إلا بالعصا، عفوا الكرباج، مع العمل بكل جهد وتفان لتوصيلهم لبر الأمان، بنظرهم بالطبع، ذلك البر الذي يبقي رعاياهم دوما، عفوا عبيدهم، في دائرة البيت والعمل، إن وُجد أصلا بيت أو عمل، ودون أن يكون لهم الحق في أن يسألوا أنفسهم أو يطالبوها بأن يكون لهم كما لغيرهم مميزات العيش والحياة كأبناء لآدم، وآدم من تراب، الملصق بهم..
سمعنا عن كل هذه الدول، لكننا لم نسمع بعد عن المصطلح الذي قام "إبداعي" ـ باعتباري واحدا من المبدعين المصريين القلائل الذين ملأوا الدنيا ضجيجا ـ بـ "سكه" على "قفاه"، وليس بصكه في الأدبيات المتخصصة، وهو مصطلح الدولة "الطرية"..
والمصطلح كما هو واضح من الوصف الملحق به يخص شعوب وقادة تلك الدول التي لا يمكن أن تعرف هوية لها، هم معك أينما تذهب، لا موقف ولا مبادئ ولا حتى نخوة ولا شرف، وهم على استعداد لبيع أي شيء طالما أن ذلك سيبقيهم منعمين في بحور اللبن والعسل التي يرفلون فيها..
هم لذلك قريبو الشبه بالعاهرات الذين لا يميزون في ممارساتهم طالما كان هناك سعرا متفقا عليه سيُدفع، بل إن هؤلاء الأخيرات ربما يكونوا أشرف من غيرهم من قاطني هذه الدول، وذلك لأنهن يتقاضين ثمنا لقاء ما يفعلنه من جهد، في حين أن الدول "الطرية" وبالرغم مما تقدمه من خدمات يستفيد منها القاصي والداني وبشكل متعدد، وليس فرديا، قد لا تتقاضى أي شيء لقاء ما تفعله للغير..