من المتعة أن تدخل سباقا لا تعرف نتيجته مسبقا..
يسعى الجميع فيما نعلم لشراء رواية جديدة وتجربة مطعم وطعام مختلف وحجز تذكرة سينما أو مبارة لكرة القدم، أو غير ذلك، ليس فقط لمشاهدة النجم المحبوب والحملقة في جماله والادعاء بأنه قام بالدخول والشراء لمجرد الدخول والشراء والاقتناء..
لقد قام بما قام به لاستشعار شيء مختلف لم يشعر به من قبل، أو لاجترار شعور بالسعادة جربه من قبل، لقد دخل وابتاع ما ابتاعه لكي يعرف ماذا سيقول بطله، وكيف ينافس أقرانه، ولماذا قام بهذا ولم يقم بذاك...
يصيبك الملل وربما الإحباط عندما تدرك أن هذا النجم لن يقدم جديدا، وتقول في نفسك، إن هذا الممثل أو الكاتب أو الشاعر لا جدوى من دخول فيلمه أو قراءة سطوره، لا فائدة من وراء متابعته، لقد نضب فنه وإبداعه، الجنازة حارة والميت كلب، سيما أونطة هاتوا فلوسنا..
لا أدري ما سر هذا الاحتفاء بانتخابات معروف نتائجها مسبقا، هل لدى أحد الشك بأن مرشح المؤسسة العسكرية يمكن أن يخفق في انتخابات أُعدت لها العدة جيدا وتهيأ لها الجميع كي تخرج بالصورة المنتظرة منها والمبتغاه لها...
لماذا هذا الادعاء بأنها انتخابات مهمة يمكن أن تشكل مصير مصر الممصوصة، ربما في جانب منها مهم، لكن بالشكل الذي يريدون أن يقنعونا به، ليست كذلك، خاصة أنها لن تسفر عن شيء سوى إقرار وتثبيت حقيقة الرئيس الذي يرأس مصر فعليا الآن، وهو معروف، وليس بحاجة لمن يعرفه..
هل هناك شك لدى البعض أو إحساس بالشك بدأ يتسرب لدى البعض الآخر بأن الأمر مشكوك فيه برمته، وبحاجة لتأكيده، ربما يكشف السؤال عن حقيقة مؤكدة لدى علماء النفس البشرية ممن يعتقدون بأن التقمص والتماهي محاولة عند بعض المرضى لتصديق حالة يرجونها ويجدون صعوبة في الوصول لها، أو حالة يفرون منها ويجدون وسيلة نفسية للهرب منها حتى لو كانت كاذبة..
الأمل معقود على المصريين إذا ما أرادوا أن يكون لفيلم الانتخابات هذا أن يصدق بأن يندفعوا عن بكرة أبيهم للتصويت بنعم لمرشح آخر غير المعروف أنه سينجح حتى نستطيع أن نقول أن الفيلم مليء بالمناظر، وليس القصة المملة المعروفة التي ينتهي فيها البطل بافتراس "مصر" المفروسة!!