يعتقد كثير من المصريين، وهو اعتقاد راسخ، أن ابن الأصول ـ أي هؤلاء المؤدبون المشهور ذويهم بحسن الأخلاق والمعروفين بشيم الاحترام والذين يحظون بالتقدير في أوساط غالبية الناس ـ يتحتم عليه أن لا يعض الأيدي التي أطعمته ومدت له العون والمساعدة..
تزداد هذه القناعة رسوخا عند أبناء الطبقة الكادحة من الفلاحين القرويين الفقراء الذين انتقلوا مع ضيق العيش في دلتا مصر وصعيدها إلى حواف القاهرة وحواريها ومدن الصفيح والزبالة والموتى التي أحاطت بها ليعملوا كعمق استراتيجي خدماتي للمناطق التي نسميها بالراقية(ميت عقبة والمهندسين، بولاق الدكرور والدقي، شبرا الخيمة وشبرا مصر وهكذا)..
لا ضير من ذلك مطلقا، فهذا خلق حميد، علينا أن نزرعه في نفوس أبنائنا، خاصة أن المنطق يقول إن الذي لا تريد رؤية وجهه اليوم ربما تكون بحاجة لقفاه غدا، وهو المنطق الذي يدعمه المثل القائل: معرفة الناس كنوز، وإن كان ليك عند أحدهم حاجة قل له ياسيدي، خاصة أن هذا السيد يملك من المال أو العلاقات أو النفوذ أو الشهرة ما يؤهله لرفع تابعه أو خفضه في سلم الطبقات المصري المخلع..
لكن أن يصل الشكر والثناء والحمد على من قدم لك العون إلى حد تأليهه وتقديسه والتبعية له والانسحاق أمامه والإنعام عليه بكل صفات المجد في السماء ونكران حجم الأخطاء وربما الخطايا التي ارتكبها بحقك وحق غيرك والتركيز فقط على ما أنعم به عليك .. فتلك هي المعضلة..
يقدم كثير من المصريين، إلا ما رحم ربي، هذا النموذج، وهم في ذلك نوعان، أحدهما يسبح بالحمد ويلهث بالثناء لهذا القديس الإله من المسؤولين أو الإقطاعيين السابقين أو أصحاب السطوة والنفوذ الواصلين، مؤكدين أن أخطاء هذا القديس ليست بقدر ما حققه للبلد من نجاحات وإنجازات، وأن للجميع سيئاتهم، ولقديسهم السواءات نفسها، لكنها لا تلغي ما قدمه للبلد، يقصدون ما قدمه لهم طبعا سواء كان منصبا أو ترقية أو فرصة للكسب أو سفرية أو انتدابا أو غير ذلك..
والنوع الآخر لا يختلف كثيرا، إذ يتحلى بالسمات ذاتها التي يتمتع بها الأولون، لكنهم يفوقون عنهم بقدرتهم على المنافحة والدفاع عن ربيب نعمتهم بالروح والدم، متجاهلين كل ما ذاقوه، وهو واقع بهم، بسبب أيدي هذا القديس وزبانيته المنتشرين هنا وهناك، حيث يغضون الطرف بطريقة غريبة عما خلفه من مجمل خطاياه في مقابل مزية واحدة يعتقدون أنها الأسمى..
وهم لا يكتفون بذلك مثلما قدمنا، لكنهم يواصلون مع ذلك ديدنهم، ويلهجون بشكره، بل ويقدمون له التهنئة بسبب عيد ميلاده أو أي مناسبة يرونها جديرة بالإشارة إليها في محفل الدفاع عنه والشماتة في الآخرين أيضا، كأنها حفلة لفرش الملاية مثلما تقدم الندابة والست "الشلقية" وصلتها خلال معركة شعبية تتطلب منها كل جهد ممكن للتعبير عن موقفها وللحصول على مبلغ إضافي للشاي والسجاير ولجهدها المشكور.
تزداد هذه القناعة رسوخا عند أبناء الطبقة الكادحة من الفلاحين القرويين الفقراء الذين انتقلوا مع ضيق العيش في دلتا مصر وصعيدها إلى حواف القاهرة وحواريها ومدن الصفيح والزبالة والموتى التي أحاطت بها ليعملوا كعمق استراتيجي خدماتي للمناطق التي نسميها بالراقية(ميت عقبة والمهندسين، بولاق الدكرور والدقي، شبرا الخيمة وشبرا مصر وهكذا)..
لا ضير من ذلك مطلقا، فهذا خلق حميد، علينا أن نزرعه في نفوس أبنائنا، خاصة أن المنطق يقول إن الذي لا تريد رؤية وجهه اليوم ربما تكون بحاجة لقفاه غدا، وهو المنطق الذي يدعمه المثل القائل: معرفة الناس كنوز، وإن كان ليك عند أحدهم حاجة قل له ياسيدي، خاصة أن هذا السيد يملك من المال أو العلاقات أو النفوذ أو الشهرة ما يؤهله لرفع تابعه أو خفضه في سلم الطبقات المصري المخلع..
لكن أن يصل الشكر والثناء والحمد على من قدم لك العون إلى حد تأليهه وتقديسه والتبعية له والانسحاق أمامه والإنعام عليه بكل صفات المجد في السماء ونكران حجم الأخطاء وربما الخطايا التي ارتكبها بحقك وحق غيرك والتركيز فقط على ما أنعم به عليك .. فتلك هي المعضلة..
يقدم كثير من المصريين، إلا ما رحم ربي، هذا النموذج، وهم في ذلك نوعان، أحدهما يسبح بالحمد ويلهث بالثناء لهذا القديس الإله من المسؤولين أو الإقطاعيين السابقين أو أصحاب السطوة والنفوذ الواصلين، مؤكدين أن أخطاء هذا القديس ليست بقدر ما حققه للبلد من نجاحات وإنجازات، وأن للجميع سيئاتهم، ولقديسهم السواءات نفسها، لكنها لا تلغي ما قدمه للبلد، يقصدون ما قدمه لهم طبعا سواء كان منصبا أو ترقية أو فرصة للكسب أو سفرية أو انتدابا أو غير ذلك..
والنوع الآخر لا يختلف كثيرا، إذ يتحلى بالسمات ذاتها التي يتمتع بها الأولون، لكنهم يفوقون عنهم بقدرتهم على المنافحة والدفاع عن ربيب نعمتهم بالروح والدم، متجاهلين كل ما ذاقوه، وهو واقع بهم، بسبب أيدي هذا القديس وزبانيته المنتشرين هنا وهناك، حيث يغضون الطرف بطريقة غريبة عما خلفه من مجمل خطاياه في مقابل مزية واحدة يعتقدون أنها الأسمى..
وهم لا يكتفون بذلك مثلما قدمنا، لكنهم يواصلون مع ذلك ديدنهم، ويلهجون بشكره، بل ويقدمون له التهنئة بسبب عيد ميلاده أو أي مناسبة يرونها جديرة بالإشارة إليها في محفل الدفاع عنه والشماتة في الآخرين أيضا، كأنها حفلة لفرش الملاية مثلما تقدم الندابة والست "الشلقية" وصلتها خلال معركة شعبية تتطلب منها كل جهد ممكن للتعبير عن موقفها وللحصول على مبلغ إضافي للشاي والسجاير ولجهدها المشكور.