‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشخصية المصرية، سلوك مجتمعي، ثقافة العبيد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشخصية المصرية، سلوك مجتمعي، ثقافة العبيد. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

التناقض بعينه

لا أدري كيف يمكن تفسير هذا التحول في وجهات نظر البعض من ثوريين كبار وصغار يرفضون كل ما هو غير حقوقي وإنساني واستبدادي...

وتراهم لا يحرك فيهم ما يحدث من حصار وتضييق..

والغريب أنهم يزايدون على ذلك، ويبررونه بأسباب تافهة، بل ويشرعونه، ويأملون في المزيد...

شرط ألا يمسهم طبعا، وما داموا في الجهالة ينعمون....

هل عصا المعز وذهبه، أم أحدهما فقط..

هل الخوف بمعنى آخر أم الوعود بالنعامة التي يرفل فيها البعض دون الآخر...

هل الكره الأعمى للغير لمجرد إخفاقه وفشله...

ولكن، هل هذا يبرر هذا الانسحاق والتعامي عما يحدث....

هل الأناملية والانتهازية والنفاق المجموعة المسلحة لهذا الباحث عن لقمة العيش حتى لو كانت على حساب غيره...

السبت، 26 يوليو 2014

قاهرة ناسها

فور أن حل غير مرحب به، أصيب بحالة غريبة من الإعياء الشديد دفعته دون سبب واضح وبشكل غير مفهوم للانهماك في شؤون لم يخطط لها، ما أفشل كل "المخططات والمؤامرات والعمليات" التي وضعها في حسبانه للقيام بها والانتهاء منها...

فسر الأمر الخبراء والمحللون الاستراتيجيون، وأرجعوه إلى أسباب عدة: ربما إحباط ينتابه بسبب ما يراه من أمور غير مفرحات تحيط به وتلتف حوله..

أو بسبب النفوس البشرية ذاتها والوشوش المتقلبة الذين بحاجة إلى تغييرها وكذلك توجيهها دوما شأننا جميعا ممن لا يعملون إلا إذا كان هناك من يراقبنا ويقف فوق رؤوسنا وينبهنا لعمل هذا وترك ذاك..

يمكن لأنهم لا يدعونه خاليا هادئا كي ينفرد ويعيش مع نفسه قليلا مما يضطره في النهاية للتورط ورغما عنه في شجون لا يحبها..

أم لأن آخره كدة ولا يملك القدرة على عمل أي شيء آخر بعد ساعات طوال من العمل المرهق وعذاب المواصلات اليومي في قاهرة ناسها...

ربما لأنه "أنتيخ" كبير ومن رواد حزب الكنبة ومؤسسيه الذين وضعوا الجذور الأولى لـ "الأنتخة" في البلد مفضلا السكينة والطمأنينة والوداعة بدلا من وجع الرأس وحرق الدم مع هذا وذاك...

يمكن لأنه قام بما يفترض أن يقوم به، مثلما يدعي ويبرر لنفسه رافعا شعاره الأثير الحاجة إلي الراحة والاستمتاع بالوقت دون قلق أو منغصات، وهي العيشة التي يحياها منذ أمد يذهب ويأتي ثم ينام ليصحو ويذهب ويأتي وهكذا دون تغيير يذكر...

لا يدري أفي الموضوع باعث خفي ما لأنه لم ييسر له شيء آخر غير المتاح له وهو محدود ولم يثبت بعد نجاحا استثنائيا يوفر له فرصة للانطلاق هنا أو هناك، وهو لذلك يعيش في راحة...

أم أنه يحمل الموضوع ما لا يحتمل كعادته، وهو الذي يقع على كاهله البحث عن جديد ولم يسع جديا للبدء في أي من المقترحات المتاحة أمامه منتظرا البشارة أو الفرصة السانحة للانطلاق...

صحيح أنه لا يملك من أمره شيئا وصحيح أنه متخوف من فكرة المغامرة في ذاتها وصحيح أنه لا يملك لا خبرة ولا علاقات ولا لباقة ولا حتى علم يؤهله لاقتحام هذا المجال أو ذلك الوسط، لكن الصحيح أيضا أن من يفوز باللذة كل مغامر..

لماذا يستطيع العربي وربما الأفريقي أيضا بجنسياتهم المختلفة اقتحام كل جديد مستغلين إمكاناتهم المحدوده ولسانهم الطلق في تصدر المشهد، في حين أن صاحبنا غير قادر على ذلك...

يقف المصري اليوم ـ الإنسان وليس الكيان ـ بين خيارين أحلاهما مر: أيرضي بما هو قائم، وهو يشعر في قرارة نفسه بأنه مضحوك عليه مستغل مبررا لنفسه أنه هكذا أفضل حالا من غيره وما عليه إلا الانتظار حتى يقضى الله أمر كان مفعولا يتوفاه الموت أو حتى تسنح له الفرصة التي يريدها والتي ربما لن تأتيه أصلا...

أم يعيش كمدا في ظل الأوضاع التي يرفضها: بيئة قاتلة للطموح وعمل غير مؤسسي يستغلك لأخر قطرة وبيت كالبير لا يمكن ملؤه...

هل هناك خيار ثالث؟ القضية للمواطن مصري إن أراد تفادي هذا العجز القاتل...

الخميس، 24 يوليو 2014

أرض اللِّوز

إنها بمثابة أرض الأحلام لدى البعض، رغم أنها ليست ولن تكون كذلك، إنها نموذج لتلك الزوائد الصديدية التي تنبت على جانبي الحلق وتسبب للأطفال الصغار الالتهاب، ويمكن أن تصيبه بمرض مزمن إذا لم يسارع المعني بمعالجتها بشكل جيد، أو إذا لم تُستأصل نهائيا...

أنها كذلك بالفعل، شيء ما ثانوي فرعي يوجد علي هامش أو حدود شيء آخر أصلي وأساسي يتقوت عليه ويتغذى به، نبت سرطاني نما بشكل مفاجئ بعيدا عن الأعين لا تعرف ما إذا كانت أشبه  بعلب الكبريت المتلاصقة بشكل غريب، وكأنها تتكاتف معا لتقف صفا واحدا متحديا في مواجهة أعين الرافضين لها..

أم أنها محاولة متأخرة للإصلاح والتغيير والتحول لتكون نموذجا للتطور المنشود بعد ذلك بعيدا عن هذه العشوائية في التنظيم وعدم التناسق في كل شئ، حيث تري السيارات ذات الموديلات الحديثة وعربات الكارو، الأبراج الشاهقة المنظمة والنظيفة ذات المداخل الجرانيتية والبيوت السويسى، سكك حديدية بعدة مزلقانات خانقة وطرق مسفلتة وترابية تجتمع فيها كل بؤر التلوث والاختناق والفوضى والازدحام، فضلا عن الناس ذوي المشارب والأشكال المختلفة، منهم من يحاول الصعود بكل طرق الصعود المشروعة منها وغير المشروعة، ومنهم من رضا بحاله مطمئنا إلي الحد الأدنى من المعاش بالنسبة له..

الغريب أنك تشعر أحيانا بنوع من الهجرة المكثفة التي تفد عبر مزلقانات هذه الأرض عديمة المرافق والخدمات إلي المناطق المجاورة لها لتضيف ضغطا جديدا عليها سواء من طلبة المدارس وأمهاتهم اللائي يصاحبونهم، إضافة إلي المراهقين من الشباب الذين يقفون بكثافة انتظارا للحافلات التي تقلهم إلي مدارسهم ينظرون بعيون حائرة إلى مستقبل دون ملامح، وفتيات راغبات في الزواج اكتفوا بستر عوراتهم..

علاوة بالطبع علي خليط مركب من الرجال والنساء الساخطين علي الأوضاع، الذين يقبلون علي الحياة، بالمفهوم السلبي للإقبال كي يقوموا بطريحة اليوم ويعودوا غانمين إلي محال إقامتهم بالمؤن اللازمة لاستكمال دورة حياتهم أو الطاحونة البشرية التي ربما لم يدخلوا فيها بإرادتهم وإنما رغما عنهم، قانعين بذلك وهم يرتدون أحسن ثيابهم وربما أغلاها أملا في تغير ما ربما لن يحدث..

أشكال مختلفة من البشر سواقين مكروبصات وتكاتك ومندوبي شرطة يتلمسون اي سبوبة، إضافة إلي بائعي الفاكهة المضروبة والمركونة لغلاء أسعارها، وغير هؤلاء الكثير ممن أُنهكت قواهم وانشغلوا بـ "روتين" اليوم الطبيعي لهم، وكأن الحياة أدخلتهم في مسار لا يستطيعون تغييره، هكذا يستيقظون من نومهم، وهكذا يعيشون ويحيون، وهكذا يذهبون إلي محالهم ومقار أعمالهم ويعودون منها، وهكذا ينامون من جديد ليعيدوا الدورة ذاتها غدا وبعد غد إلى ما شاء الله، وحتى يأتي الموعد الذي ربما يتغير فيه المسار، ولكن هذه المرة إلى الترب، جمع تربة، أي إلى المكان الذي سيجتمع فيه مع هوام الأرض في معركة تحدي سيكون فيها الطرف الخاسر...





الأحد، 8 يونيو 2014

نريد أن نصدق أن القادم أحسن

كله ضرب ضرب.. مفيش شتيمة..

حتى لا نُتهم بأننا لا نرى غير الخطأ، ولا نسوي غير النقد، ولا نستطيع سوى مشاهدة النصف الفارغ من الكوب، ولا نملك غير إبداء الغضب والسخط وتحميل الظروف و"الجوابات" مسؤولية أوضاعنا السيئة، وأن القطار ربما لا يعود للوراء، وغير ذلك من حجج ومبررات واتهامات..

علينا أن نركز على الإيجابي الآن، وألا نقف أمام الريح حتى لا تكسر البقية الباقية من إرادتنا وروحنا المهزومة أصلا بطبيعتها بحكم التجارب الغابرة، والبحث في كيفية التعاطي مع المستجدات وضرورة التعامل معها، وليس التعامي عنها، حتى لو كانت تأتي على غير هوانا، وربما لا نرتاح لها، وبما لا تشتهيه أنفسنا..

لكننا نريد أن نصدق أن القادم أحسن، فالمصريون يستحقون ذلك وأكثر، وإذا ما اعتمد الرجل على القبضة الأمنية وحدها دون تحقيق أي إنجاز اقتصادي وإداري وربما سياسي أيضا، فلن تتخلى عنه الجماهير فحسب، بل ربما ستطعنه بالخلف، كما طعنت غيره وخرجت عليه، وتجد من يقوم بتأليبها وتحريضها عليه وعلى المؤسسة  والنخبة التي يمثلها برمتها..

نحن مع الرجل، ولسنا ضده مطلقا، إذا ما أقدم على خطوات جريئة يستطيع أن ينقذ بها البلد من عثرتها، ويخرج ناسها المغلوبين على أمرهم، والساخطين منهم تحديدا، الذين عاداهم وأعوانه بممارساتهم وأفاعيلهم، من حالتهم المزرية البائسة التي يعيشونها بعد أن فقدوا الأمل في حدوث تغيير لمجرد التغيير إلى حالة أخرى يستطيعون فيها التعبير عن خلجات نفوسهم وشكواهم دون خوف أو وجل..

نحن مع الرجل، لكن ليس قلبا ولا قالبا، إذا ما تمكن من القضاء على الفساد وزبانيته المنتشرين في كل المواقع وعلى جميع المستويات، واستطاع أن يضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بحقوق البلاد أو العباد، ويملك أن يصدر قرارا يردعهم عن الإتيان بأي شيء يهدر من حقوق البلد والناس في الداخل أو الخارج..

نحن معه لولاية كاملة، إن كنا نملك ذلك بالفعل، وليس مجرد سنة فقط، مثلما لم يستطع سلفه أن يستكملها، إذا ما لم يكن كل همه وشغله هو الدعم الموجه للفقراء ومحاولة التقليل منه أو استبداله أو غير ذلك من برامج وسياسات تؤكد استمرار قوة الدولة وقدرتها الممتدة على "البردعة" من الفقراء دون "الحمير" من الكبار والنافذين الذين لم  يستطع أحد أن يمس مصالحهم بعد أن كبدوا البورصة في لحظات خسائر تنوء بحملها الجبال، ورفضوا بالفعل وبالممارسة وبالواقع المر قانون الضريبة على أرباحهم حتى تراجعت عنه الدولة في لمح البصر..

نحن معه بالثلاثة إذا ما تمكن من لمَّ شتات الناس حوله، خاصة المختلفين منهم، واستيعاب مطالبهم، والاستجابة للحد الأدنى منها، ولا نقول أقصاها كالأمل المنشود البعيد المنال، وإشعارهم بأنهم بالفعل، وليس غيرهم، يحتلون المكانة الأولى في قلبه وعقله ومدركاته وتصوراته كصانع ومتخذ قرار في الوقت ذاته..

هذه أحلام البسطاء، وربما الحد الأدنى منها فحسب، وهي بسيطة بقدر بساطتهم ورضاهم..
هذه أحلام من لا يملكون القدرة أصلا على القفز على أحلام تفوق سقف طموحاتهم..
هذه أحلام من يتمنون أن يكونوا مقدرين محترمين في عملهم وحياتهم كغيرهم من شعوب الأرض ممن يملكون جرأة الحلم في غد مختلف أكثر إشراقا وازدهارا ورخاء ونعيما..
هذه أحلام البائسين، ونربأ بأنفسنا أن نقول أحلام الواضِعين، ومع ذلك يأمل هؤلاء اليائسين في أن يُستجاب للحد الأدنى منها..
أحلام تطمح فقط في غد أقل سرقة ونهبا، وأقل سطوة ونفوذا وإفسادا..
فهل ننتظر الـ100 يوم الأولى، أم السنة الأولى، أم 30 سنة أخرى..









الاثنين، 5 مايو 2014

هابي بيرزداي .. عيد سعيد ياريسنا

يعتقد كثير من المصريين، وهو اعتقاد راسخ، أن ابن الأصول ـ أي هؤلاء المؤدبون المشهور ذويهم بحسن الأخلاق والمعروفين بشيم الاحترام والذين يحظون بالتقدير في أوساط غالبية الناس ـ  يتحتم عليه أن لا يعض الأيدي التي أطعمته ومدت له العون والمساعدة..

تزداد هذه القناعة رسوخا عند أبناء الطبقة الكادحة من الفلاحين القرويين الفقراء الذين انتقلوا مع ضيق العيش في دلتا مصر وصعيدها إلى حواف القاهرة وحواريها ومدن الصفيح والزبالة والموتى التي أحاطت بها ليعملوا كعمق استراتيجي خدماتي للمناطق التي نسميها بالراقية(ميت عقبة والمهندسين، بولاق الدكرور والدقي، شبرا الخيمة وشبرا مصر وهكذا)..

لا ضير من ذلك مطلقا، فهذا خلق حميد، علينا أن نزرعه في نفوس أبنائنا، خاصة أن المنطق يقول إن الذي لا تريد رؤية وجهه اليوم ربما تكون بحاجة لقفاه غدا، وهو المنطق الذي يدعمه المثل القائل: معرفة الناس كنوز، وإن كان ليك عند أحدهم حاجة قل له ياسيدي، خاصة أن هذا السيد يملك من المال أو العلاقات أو النفوذ أو الشهرة ما يؤهله لرفع تابعه أو خفضه في سلم الطبقات المصري المخلع..

لكن أن يصل الشكر والثناء والحمد على من قدم لك العون إلى حد تأليهه وتقديسه والتبعية له والانسحاق أمامه والإنعام عليه بكل صفات المجد في السماء ونكران حجم الأخطاء وربما الخطايا التي ارتكبها بحقك وحق غيرك والتركيز فقط على ما أنعم به عليك .. فتلك هي المعضلة..

يقدم كثير من المصريين، إلا ما رحم ربي، هذا النموذج، وهم في ذلك نوعان، أحدهما يسبح بالحمد ويلهث بالثناء لهذا القديس الإله من المسؤولين أو الإقطاعيين السابقين أو أصحاب السطوة والنفوذ الواصلين، مؤكدين أن أخطاء هذا القديس ليست بقدر ما حققه للبلد من نجاحات وإنجازات، وأن للجميع سيئاتهم، ولقديسهم السواءات نفسها، لكنها لا تلغي ما قدمه للبلد، يقصدون ما قدمه لهم طبعا سواء كان منصبا أو ترقية أو فرصة للكسب أو سفرية أو انتدابا أو غير ذلك..

والنوع الآخر لا يختلف كثيرا، إذ يتحلى بالسمات ذاتها التي يتمتع بها الأولون، لكنهم يفوقون عنهم بقدرتهم على المنافحة والدفاع عن ربيب نعمتهم بالروح والدم، متجاهلين كل ما ذاقوه، وهو واقع بهم،  بسبب أيدي هذا القديس وزبانيته المنتشرين هنا وهناك، حيث يغضون الطرف بطريقة غريبة عما خلفه من مجمل خطاياه في مقابل مزية واحدة يعتقدون أنها الأسمى..

وهم لا يكتفون بذلك مثلما قدمنا، لكنهم يواصلون مع ذلك ديدنهم، ويلهجون بشكره، بل ويقدمون له التهنئة بسبب عيد ميلاده أو أي مناسبة يرونها جديرة بالإشارة إليها في محفل الدفاع عنه والشماتة في الآخرين أيضا، كأنها حفلة لفرش الملاية مثلما تقدم الندابة والست "الشلقية" وصلتها خلال معركة شعبية تتطلب منها كل جهد ممكن للتعبير عن موقفها وللحصول على مبلغ إضافي للشاي والسجاير ولجهدها المشكور.