‏إظهار الرسائل ذات التسميات العشوائيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العشوائيات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 13 مايو 2015

عزبة الصراصير وأولاد البيضا

انبرى كل هؤلاء..
الطبقيين أولاد "البيضا"..
لانتقاد صاحبنا إلى درجة..
دفعته لترك منصب لا..
يصل له سوى القلة..

"عدم الأهلية"..
الاجتماعية والطبقية..

عرف سائد وملزم عند..
التجنيد للوظائف العامة..

وأكثر إلزاما وتشددا..
داخل مؤسسات "السيادة"..
وربيبتها "العميقة"..

حتى ولو لم يخرج للعلن..

هل لا يعلم هؤلاء ذلك..
ولا يدركون هذه القاعدة..

أم لا "يعملون" بها..
ولا يتخذونها نبراسا..
هاديا لهم..

"فيلم" رديء المستوى..
في سينما "ترسو"..
تغط بالمراهقين..
والسُطل..

صاحبنا لم يقر جديدا..
وسيظل يُعمل به..
شاء من شاء..
وأبى من أبى..

وكله خاضع لـ "التسعيرة"..

محاولة هؤلاء إبراء الذمة..
والتعبير عن الامتعاض..
و"الاشمئناط"..

لا محل لها من الإعراب..

فالمستور أسوأ وأكثر..
مما كُشف عنه الحجاب..
وأُعلن عنه بكل صفاقة..
و"بجاحة"..

ربما قصد "خروف" الفداء..
من "زلة لسانه"..
التي يعترف بها..
ويصر عليها..
إيمانا واقتناعا..
وواقعا حيا..

ربما قصد..
أولئك غير القادرين..
على دفع "المعلوم"..
من المجتمع بالضرورة..

لشراء الوظيفة والمقعد..
بجوار "كوبرات" البلد..

في "سلك" من الأسلاك..
الموصلة لـ"أماكن الراحة"..
ورغد العيش وفرض النفوذ..

لو كان أبناء الفلاحين..
المعدمين والحلاقين..
والبوابين وعمال النظافة..
ومن على شاكلتهم..

يملكون "الرافعة" البشرية..
والمالية المطوبة..
و"التوصية" الممهورة..
بخاتم توقيع..

لكان خيرا لهم..
وأشد تثبيتا..
عند الصعود..
والتقدم لوظيفة ما..

حتى لو كانت أصولهم..
تعود لعتاد المجرمين..
ولصوص المال والعرق..
والعلم..

لم تكن هذه الحالة..
الأولى..
ولن تكون الأخيرة..

"استحمار" الناس..
قيمة عليا يجب الإقرار بها..
واحترامها تقديرا ووفاء..
لأصول الصنعة..
داخل "العزبة"..

والخبر ليس في..
الإقالة ـ الاستقالة..

فكلاهما واحد..
على خلفية..
واقع متبع..
خرج للعامة..

ولا في هجوم على رجل..
لم يدل بجديد ولا يعرف..
السياسة التي تقبل باللف..
والدوران وبيع الكلام..

ولا في الترحيب المبالغ فيه..
بقرار تركه عمله..
طوعا أو كرها..

وإنما في "عزبة الصراصير"..
التي تعتقد إثر هذا القرار..

أن لأبنائهم الحق..
مستقبلا في التقدم لـ"سلك"..
من الأسلاك..
"اللي يقرب منها يكهرب"..

فالمناصب تتوفر فقط..
لمن يقدر على تحمل تبعاتها..
قبل..
وأثناء..
وبعد..
الالتحاق بها..

الأحد، 10 مايو 2015

المطلوب إثباته

من الأفضل..
دائما..

أن تكون "ساذجا"..
لا تعرف شيئا..
ولا تسعى له..

عازما على ألا..
يصيبك داء..
الفكر..
أو "التنفيس"..
 له..

متحليا دوما بنوط..
الواجب و"العبط"..

ليس فقط..
حتى يرضى عنك..
أهل الحظوة..

ويمنعوا عنك أذاهم..
ويضموك لزمرتهم..

وربما يفيضوا عليك..
بما أُفيض عليهم..

ولا لكي تأمن على نفسك..
وأهلك غدر تقلب الأيام..

التي لا تترك أحدا..
إلا و"دعكته"..

بمن فيهم..
لاعبي الكرة..

بل لكي تحيا قرير البال..
هانئا بالعيش مع السوائم..

كأحد أهم مسوغات..
التعيين..

في "دهر"..
العز والشقاء.. 

الأحد، 29 مارس 2015

ثقافة سبعة آلاف "أنتخة"

الأمل في الكسب السريع..

التهليب، بيع الهواء، الشاي..
البلطجة، الإتاوة، الغش..
الوهبة، الإكرامية، "اللي تجيبه"..
حط إيدك في جيب صاحبك..
"يا عم خذ.. الفلوس زي الرز"..
اللوتري، المراهنات، المسابقات..
"عاوز ادفع وكله بحسابه"..


حب الظهور والبذخ الاستهلاكي..

الادعاء، المنظرة، "الفشخرة"..
"طفاسة" تجلب "السكر" لتنظيمه..
وعلاجات سهلة سقيمة للتخسيس..
شراء دون ضرورة أو احتياج فعلي..
جشع، نهم، تجاوز، كماليات..
كله بفلوس، ادفع دون طاقة..
أو قدرة على التحمل..

الكسل والنوم في البطيخ..

كائن ليلي وكائن نهاري..
التلذذ بغياهب النوم..
وراحة البعد عن الناس..
"عك ربك يفك وخليها ع الله"..
"كفاية كدة، على قد فلوسهم"..
"فوت علينا بكرة يا سيد"..
"مش عندي" وصدَّر غيرك..
الأناملية، و".." في الكل..


الخميس، 5 فبراير 2015

الركون لطرف خاسر

هل يمكن أن يتخلوا عنه..
الصحيح: متى يمكن التخلي عنه..

هذه بديهية في لعبة السياسة القذرة..
فلا علاقات أبدا، وإنما مصالح دائما..

قوى العالم الكبرى وتابعيها الإقليميين..
لا يمكن أن تركن لطرف خاسر..
خاصة إذا كان يشكل عبئا عليها..
ويكلفها ما لا طاقة لها به..
ويستنزف مواردها دون طائل..
ويكشف كل يوم عن سوء أداء..
وضعف مستوى ومنطق مأفون..

مع التغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم..
صعود الكيانات العابرة للحدود، المسلحة منها..
بروز القدرات اللاتناظرية لقوى وأطراف..
ظهور الشارع في الساحة والميدان..
زيادة وقْع تأثيره على الأرض..
دخول الموت الطبيعي والسياسي..
على قائمة المتغيرات الباعثة على التأمل..

لكن، ماذا عن شبكة تحالفات الداخل..
علاقات النفوذ والمال والفساد..
العمق الإستراتيجي، القاعدة..
التي تنطلق منها وتدافع عنها..
أشباه الدول والنظم الفاسدة..

هل آن أوانها هي الأخرى..
لتعيد التفكير في التخلي عنه..
كغيرها، قبل فوات الأوان..


الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

لماذا نقرأ

فقط لأننا نريد أن نجد أحدا يصدقنا..
ويؤمن بقناعاتنا..

دون ذلك..

يصم الجميع آذانهم..
ويغلقون أعينهم..
ويسبون ويلعنون من يخالفهم الرأي..
ويجاهر به..

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

الوشوش الأليفة المألوفة

في فترة سابقة، لم تتجاوز سنوات...
كنا قد استبشرنا خيرا على أمل واحد فقط...

فالبلد يمكن أن ترى "خلقا" آخرين، أناسا من "عجينة" مختلفة...
غير تلك التي اعتدناها، وفُرضت علينا طوال عمرنا القصير...
أمل خادع بأن لدينا "بشرا" يمكن التغيير والتبديل فيما بينهم...

ذهبت هذه المبشرات أدراج الرياح كغيرها...
راح كل شيء دون أن يترك أثرا في نفوسنا..

إذا أردت رجل دين، فها هو "المفوه" صاعد كل المنابر..
إذا بحثت عن رجل دولة، ستجده حاضرا متأهبا لرئاسة المجلس...
أما إذا كنت تريد إعلاميا، فكلهم مشتاقون لك مستعدون لأي شيء..

في غفلة من الزمن، بل منا..
عُدنا نجتر الوشوش ذاتها...
نردد ما تلوك به ألسنتهم..

عند سؤالك عن محلل سياسي أو خبير عسكري...
فهم على القائمة جاهزون لما تريد نفثه..
رجال الأعمال في خلفية المشهد بارزون داعمون..

السراب الذي يحسبه الظمآن ماء...
عاد يطل بوجهه من جديد..
بعد أن كنا نأمل زواله..

المبدعون الذين بلغت شهرتهم الآفاق، كذبا، يفلسفون ويبررون..
الأراجوزات الراقصون أمامنا يصفقون، يهللون، ولا ينتهون..
الأساتذة الجامعيون المتطلعون في الصفوف ينتظرون..

هم من الملهم رهن إشارة وتوجيه..
بانتظار تكليف وربما أمر..
وشوش غابت لبرهة ثم تجلت وأشرقت..
أتقنت الكبر وأبدعت في العناد وفجرت في الخصومة..

الجعبة مليئة بأشباه هؤلاء..
فالبلد غنية بالكثيرين من أمثالهم...
"مرميون" هنا وهناك..
فـ "مصر ولادة"، كما يقولون..




الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

لم يكن أمامها غير ذاك

لم يكن أمامها غير أن تضع مولودها "مستقبل البلد الساخط" خارج أبواب المستشفى..

هي حالة ضمن حالات عديدة لا تكشف فحسب عن تردي مستوى الأداء في المستشفيات الحكومية، ومن المؤكد غيرها من الأجهزة...

وإنما تعكس التحول السيء في أخلاقنا نحن المصريين، سيما الذين يملكون حق المنح والمنع في المواقع المختلفة، وليس فقط أولئك المهنيون من رسل وملائكة الرحمة، الأطباء والممرضات...

لن تستطيع أن تجري عملية جراحية، حتى لو كان لديك تأمين صحي يغطي التكلفة، دون أن تلف "كعب داير" على المعارف والمكاتب والأطباء حتى يرق قلبهم لحالتك ويضعوك على قائمة الانتظار ويخصصوا لك سريرا ويفتحوا لك غرفة العمليات...

وبعد أن تقوم بكل ذلك...
وبافتراض أنك ما زلت حيا ترزق، يضحك على نفسه، ويدعي أنه حي، لكنه الموت البطيء...
ولم يستدن أهلك من هذا وذاك ليوفروا لك تكاليف العملية الجراحية حتى تذهب لما يمكن تسميته مستشفى خاص، ربما يكون غير مؤهل، وهو ليس كذلك بالفعل....
يتعين عليك أن "تتبرع" إما أنت أو أحد من أفراد أهلك البؤساء الذين يعانون فقر الدم أصلا، ورغما عنهم، بالدم...

ليس هذا فحسب، بل عليك، وبعد أن تمر بنجاح على كل هذه المراحل، بتوفير مستلزمات عمليتك الجراحية حتى لو كانت مجرد فتق، من قطن وشاش ومطهرات وأدوية وغير ذلك، ولا تنتظر أن يوفرها أحد لك...

ألم يكفك أنهم فتحوا لك المستشفى ووفروا لك سريرا وغرفة العمليات بالمجان، ويجروا العملية لك دون مقابل، كما يدعون...

بطبيعة الحال لا يضمن لك أحد بعد ذلك أن تعيش وتحيا وتأمل في غد أكثر صحة وعافية دون أن تشكو ألما أو وجعا، فهذا أمر في علم الغيب...

عليك فقط أن ترجو أن يكونوا رحماء بك بعد أن يفرغوا من تدريب الأطباء والممرضين، أن يسلموا جثتك لأهلك كاملة دون أن يقتطعوا منها أي عضو ـ عين قلب كلوة ـ يباع في سوق النخاسة بالشيء الفلاني...



الجمعة، 17 أكتوبر 2014

حديث أهل "البيزبس"

كلمة السر هي البيزنس..

وراء كل مصيبة في العادة انتهازيين لا يهمهم سوى أولوية مصالحهم بغض النظر عن مصالح المجموع..

صحيح أن من يشرعن لهؤلاء ممارساتهم مريدو حزب الكنبة وروادهم من الضعفاء ممن يرفعون شعاراتهم المأثورة: "كل عيش" و"عش عيشة أهلك" و"امش جنب الحيط" و"عش نملة تاكل سكر"..

وذلك مثلما أبدع المصري القديم ـ عبد المأمور ـ الجالس أمام سيده يطلب منه السماح والغفران والمن بما قد تجود به نفسه عليه، أو على الأقل، مترجيا منه أن يمنع عنه رزالته وسماجته، ويوقف ـ ولو قليلا ـ نهبه لماليته واستغلاله وتسخيره لقدراته وموارد قوته...

غير أن هؤلاء الذين استكبروا وتطاولوا بأموالهم يتحملون بلا أي شك المسؤولية الكبرى عما يعيشه المصريون الآن، خاصة في ظل تحالفهم الراسخ والطويل والتليد والوطيد مع أصحاب السطوة والنفوذ في المؤسسات القوية...

عندما تدقق، تجد أن وراء كل قرار سلبي اُتخذ بحق الناس، أو يمكن أن يُتخذ، رجل أعمال له مصلحة يسعى من أجل تحقيقها، خاصة لجهة حماية أمواله التي يتشارك فيها مع من يحمونها، ولجهة مواصلة الاغتراف من مالية الدولة وجيوب المطحونين خلسة وعمدا وتحديا..

شركات الأمن الخاصة ونقل الأموال والحراسات، وعلى رأسها فالكون وغيرها التي ملَّوا آذاننا بها في الفترة الأخيرة، هي نموذج واضح وصارخ لفكرة التحالف بين أصحاب السطوة والنفوذ، والمال، في بلدنا...

ولا نأتي بجديد هنا عندما نشير إلى أن الشركة وقريباتها وشبيهاتها هي كلها "بينزس" خاص لرجال أمن سابقين، وربما حاليين، ممولين من رجال أعمال لا يُعرف من أين أتوا بفلوسهم، ويمثلون في الغالب الأعم مجرد "واجهة" للكبار...

ولماذا نذهب بعيدا، فمدير الشركة المذكورة وكيل مخابرات حربية سابق، مثلما تردد، وعمل مديرا لأمن التلفزيون في فترة سابقة، وهو واحد من بين كثيرين يرأسون ويديرون ويستفيدون من بيزنس الخدمات الأمنية في البلد المنكوب ببعض ناسه...

ولماذا نستغرب قيام الشركة المذكورة بحفظ أمن الجامعات المصرية بعقد تفوق قيمته الملايين التي لو أنفقت على التعليم لكان خيرا له، فالقائمون عليها، مثلما أشير، ينتمون لفئة كبار رجال الأعمال من الهوامير، ممن كان لهم دورهم في إسقاط نظم ودعم أخرى، ومن ثم كان لابد من تعويض جزء من خسائرهم ونفقاتهم التي أنفقونها، ودفع ثمن مواقفهم بعقد بيزنس مربح...

وهو ما يضاف لحديث آخر يتردد عن وقف رخصة الهاتف المحمول الرابعة لرفض الشركات القائمة، ومنها شركة صاحبنا، المتسيدة على السوق، ولو على حساب الشركة الوطنية التي تحقق خسائر متواصة بعد استغناء الناس عن الهواتف الثابتة...

بل هناك ما هو أخطر أن هناك أجهزة رسمية تقدم خبراتها وخدماتها لمن يدفع، وهي للعلم خدمات مقننة على غرار تلك التي تقدم في أقسام اللغة الإنجليزية والفرنسية ببعض الجامعات والمدارس والمؤسسات والأندية الحكومية، التي تطالب بتحقيق ربح من منشآتها ومرافقها...

فلماذا إذن الاستغراب..

الخميس، 9 أكتوبر 2014

جاكم ... مليتوا البلد

لكل شعب من شعوب الأرض تاريخه ورموزه التي يعتز ويفخر ويباهي بها الأمم..

كما أن لكل منها طقوسه في المأكل والمشرب والملبس التي يُعرف ويميز بها عن الآخرين..

هذا بالمقارنة بنا نحن، فإضافة إلى تشويه تاريخنا وتسفيه رموزنا، عمدا وتهكما..
والانتقائية التي يحفل بها هذا التاريخ حسب مقتضيات الحال والمآل..

فإنك لا تجد أحدا إلا ويحاول الفرار فرار المجذوم من أصله..
متخليا عن كل ما يعبر عنه ويمثله..
رافضا، صراحة ولا شعوريا، الارتباط بمحيطه وثقافته..
منهمكا في السخرية من انتمائه وهويته..
ولا يتوانى عن أي فرصة للهروب والخروج للحاق بالخارج..
مستمسكا بقشور حضارات الغير متباهيا بها..
متطلعا دوما للانسحاق والانبطاح أمامه..

"جاءكم قرف".. "ملأتم البلد".. "يلا نهج".. "إن شاء الله تولع" ...........

وهذا كله بالرغم من الادعاءات بتاريخنا الحافل..
والزعم بعظم حضارتنا واستيعابها للغير..
"والنيل رواني والخير جواني"...

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

عصور الجلة والطلمبة

لا تعتريك الدهشة من مجرد قطع التيار الكهربي ولا حتى المياه عن البيوت والمصانع لساعات تزيد عن فترات ونوبات كاملة..

لكن الدهشة تأتيك من هؤلاء المعارضين الثوريين وكبار رموزهم، فضلا عن النفيخة والهتيفة الذين يسيرون ورائهم، ولا يجددون غضاضة في العيش في ظل عصور ما قبل الجلة والطلمبة معا..

يبررون تزلفهم، وربما كرههم للآخرين، بأنها ليست المرة الأولى التي تنقطع فيها الكهرباء ولا الماء...

ويدعون أن مصر ليست وحدها التي تعاني هذه المأساة التي تعكس ارتفاع مستواهم المعيشي على اعتبار أن كل الناس بات عندهم مراوح ومكيفات ويدخلون حماماتهم بكثرة...

وإن وجدت أحدا يبدي امتعاضه أو يظهر اعتراضا، فأقصى ما يتشدق به هو اتهام الحكومة، وليس الدولة ولا القيادة الملهمة، بالإهمال وأنها تقوم بممارسات "قلة أدب" بحق شعبها..

هل هذا هو أقصى ما يمكن أن يعبر به هؤلاء عن واقعهم المزري..
صحيح، إذا لم يثيرهم قتل ولا ملاحقة ولا رصد المخالفين معهم..
ولم يحرك فيهم عمليات تأديب غيرهم الممنهجة ولا فتح جيوبهم المخرومة..
فكيف يثيرهم مجرد إعادتهم لعصور الجردل والطشت وباجور الجاز...

الخميس، 25 سبتمبر 2014

وساخة بطن

أعرب الفاهمون عن دهشتهم من قرار إحدى الجامعات بوضع معايير معينة لاختيار عدد من أبنائهم الطلاب النابهين المرشحين لأعلى المناصب مستقبلا ممن يمكنهم التعاون مع الجهات النظامية، الأمنية لمن لا يريد أن يعرف، وذلك للإبلاغ عن زملائهم المشاغبين قبيل انطلاق الدراسة، والهدف منع مثل هؤلاء المغرضين من تسييس العمل بمحارب العلم أو تعطيل الدراسة أو إحداث الفتنة بين أبناء الحركة الطلابية التي قتلت بحثا ويحاولون تدجينها الآن...

وقد يظن ظان أن مثل هذه الاجراءات جديدة، وهي ليست كذلك في الواقع، إذ لم تكن الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة التي تستهدف العصافير، حيث إنها مجرد تقنين لما هو قائم بالفعل، وإن شئت الدقة فهو إخراج الإجراء القائم على الأرض من إطاره السري، إن كان ذلك صحيحا ولا أحد يعرف، إلى إطار العلن والإشهار، وذلك في سياق عملية التحدي المعروفة والمتبعة حاليا من جانب متشددي الدولة، واللي مش عاجبة ما يكلمش..

المهم هنا ليس في إشهار الإجراء وإخراجه للعلن في اطار عمليات وممارسات التخويف والتوجس وإثارة الشك والانقسام بين المصريين وبعضهم، وإنما لأن الإجراء يظهر أحد أكبر عيوبنا التي يحركها البعض فينا مستغلا فقر أنفسنا وخواء روحنا، فضلا عن حاجتنا، لبيع أقرب الأقربين لنا في مقابل حفنة من الجنيهات أو وعد بمنصب أو عمل أو حتى لمجرد القرب من مواطن الشرف والعفة، أقصد مراكز القوة والنفوذ...

لا يعدم المصري، القديم والحديث، واحدا من هؤلاء العصافير، الذين التقى بهم وتواجد معهم وعايشهم في مرحلة من مراحل حياته، والذين بدوا كأنهم جيش الخلاص على غرار جيوش البلطجية والمرتزقة من الأفاقين في معركة التحرير والمشروعات القومية الكبرى...

لا يجب أن تحذر مثل هؤلاء، ولا يخيفك كونهم يعملون وفق أحدث ما توصلت إليه التطورات التكنولوجية في الرصد والنقل، وما عليك سوى أن تدعهم يسترزقون من ورائك، فهم كثر كالغربان، ولا يضيرك عصفورة واحدة منهم...

الأحد، 14 سبتمبر 2014

محقود طبقيا

 قبل عدة أيام، تردد أن سكان حي الزمالك الراقي ـ كما يقولون ـ رفضوا للمرة الثانية في غضون عام فكرة إنشاء محطة خاصة بمترو أنفاق الخط الثالث على أراضي الجزيرة التي مُلئت خيرا وعدلا بعد أن مُلئت جورا وظلما...

وجاء هذا الرفض الثابت بعد أن أُجري حوار مجتمعي بين مسؤول بهيئة الأنفاق المكلفة بإنشاء الخط وعددا من كبار سكان الحي الذين تم التفاوض معهم حول مرئياتهم بخصوص المحطة المنتظر إنشائها بالجزيرة المكدسة بمبانيها وطرقها وحجم الداخلين لها والخارجين منها..

نظن، وبعض الظن ليبس إثما، أن هذه هي المرة الأولى التي يُعقد فيها حوار بهذا الشكل في مصر، ولم يتردد هذا اللفظ كثيرا إلا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وقبل مناقشة الموضوعات السياسية الكبرى دون غيرها من الملفات والقضايا المجتمعية العادية...

الأسئلة التي تطرح نفسها هنا: لماذا الدولة كانت مضطرة في هذه الحالة دون غيرها لاستشارة أهالي وسكان الحي الراقي رغم أنها أنشئت قبل ذلك العديد من المحطات وأعاقت المرور بالكثير من المناطق، ولعل ما حدث في العباسية خلال السنتين الأخيرتين وقطع أرزاق محلات الكثير من الناس بسبب الإشغالات دليلا على ذلك...

ما الذي يملكه أهل الزمالك، ولا يملكه غيرهم من أهالي كوبري الخشب والمؤسسة وعزبة الوالدة وعرب الحصن، لإعلان رفضهم لفكرة المحطة، والتمسك بهذا الرفض لمرتين، والإصرار عليه لدرجة التهديد بعدم تمرير الخط الثالث أصلا من تحت أساسيات وأركان بيوتهم وفيلاتهم العتيقة..

هل الدولة بهذه الدرجة من التحسس والالتزام برغبات الناس لدرجة التفاوض معهم في شأن ربما يكون حياتيا للكثير ممن اعتادوا استخدام مترو الأنفاق بدلا من أن يعلقوا في طرقات وشوارع القاهرة التي انفجرت من حجم مرتاديها وسياراتها المتهالكة، وأين كان هذا لاتحسس والالتزام بآراء الناس والتفاوض معهم عندما أُنشيء خطان للمترو ونصف الخط الثالث...

ما الذي يجعل سكان حي الزمالك الراقي ـ كما يرون في أنفسهم ـ قادرين على رفض رغبة الدولة في إنشاء المحطة، ومتطلبات الخط الثالث ورغبات الناس في وجودها، سيما لأولئك الذين لا يملكون سيارات، ولا القدرة على تحمل أجور سيارات التاكسي، ولا تحمل تكدس المرور بشوارع الحي المزدحم التي لا تطيق دخول سيارات ولا حافلات ولا مراجعين إضافيين إليها..

هل يمكن أن يأمل أهالي المناطق الفقيرة أن تنظر لهم الدولة بنفس النظرة التي تنظر بها لأهالي حي الزمالك، وتأخذ في اعتبارها رغباتهم ورؤاهم عندما تنشيء هناك مشروعا للصرف الصحي، أو تعيد تخطيط المرور بها، أو أن تقرر بناء مصنع ملوث للبيئة على تخومها، أو عندما ترفض بناء مجمعات للمدارس تحتاجها مثل هذه المناطق بدلا من بيع أراضي القطاع العام بها لتشييد الأبراج السكنية على شوارعها الرئيسية...

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

الشامي والمغربي.. مخروس وفوشير نموذجا

شخصيتان على جانب كبير من الأهمية، المبالغ فيها..

نموذجان في الواقع المصري المأزوم يتبنيان موقفا عدائيا غريبا الآن من جماهير كرة القدم، وكأن هذه الجماهير ملح المنافسات وتراب ملاعبها، ينازعانهما السلطة والنفوذ والمال، فضلا عن الشهرة والتغطية الإعلامية الكثيفة التي يحظيان بهما..

الرجلان يتمتعان بحضور واسع على شاشات الفضائيات وفوق صفحات الجرائد، وكأنهما لاعبا كرة، وليسا مجرد محامي مشاهير ومقدم برامج انتقلا بسرعة الصاروخ من خانة العمل المهني، الذي ربما أبدعا وتفوقا فيه، إلى خانة العمل السياسي الأكثر رصدا وملاحقة ولغطا...

مخروس وفوشير، يعكسان بثقلهما وأدوارهما وخبراتهما المتراكمة واتصالاتهما الواسعة بأهل القوة والسطوة ومتابعة الملايين لهما، حقيقة يغض الكثيرون الطرف عنها، وهي أسلوب إدارة هذا البلد المنكوب برموزه والعلاقات بين نخب الكبار فيه...

يشار إلى موقف الرجلين المتقارب إلى حد كبير من جماهير أولتراس نادي الأهلي وجماهير الوايت نايتس التابعة لنادي الزمالك، حيث يجهران بالعداء الناقح لهما، وباتا يشنان هجمات متلاحقة ضد تجمعات هذه الجماهير، التي لا يجمعها غير:
مجرد عشق كرة القدم..
وحب النادي الذي يشجعونه..
وربما بعض العنف الذي يعبرون عنه ويلجأون إليه باعتبارهم شبابا تملأهم الحماسة وتعرضوا لممارسات عدوانية في مواجهات عنيفة جمعتهم مع الأمن في فترات ماضية، سيما خلال مباريات الكرة...
ناهيك بالطبع عن نزعة الانتقام والثأر التي تدفعهم لنيل ما يعتقدون أنه سلب منهم بالقوة أو للرد على ووجهوا به من قبل...

هذا "العداء" الصارخ إزاء التجمعات اللاإرادية لجماهير الناديين يثير بحق التساؤل عن الروابط التي جعلت الرمزين الكبيرين، مخروس وفوشير، يجمعان على موقف واحد مشترك رغم الصولات والجولات التي كانت بينهما..

ورغم تاريخ المعارك الطويل الممتد بينهما الذي تشهد عليه المحاكم والفضائيات إلى درجة التهكم عليهما في فترة ماضية، ووصفهما بأنهما يعدان تعبيرا فجا عن حالة الفانتازيا الماسخة التي تعيشها بلدنا..
(وللحديث بقية)

الأحد، 31 أغسطس 2014

الطريقة الالتفافية2-2

الحالة اللولبية الحلزونية لا تقتصر فحسب على راقصاتنا المبدعات، وإنما تشمل عقولنا وطرائقنا في التفكير أيضا، سيما لدى هؤلاء الذين يجسدون الرجل اللا مناسب في المكان والموعد اللا مناسب، ويعبرون بصدق ـ إلا ما رحم ربي ـ عن الأمر الذي وُسد لغير أهله...

أشير لطرق المعالجة والحلول التي تقدمها النخب المسؤولة في المواقع المختلفة للمشكلات التي تطرأ عليها، وتعكس بصدق القدرة على الالتفاف والإلهاء ومن ثم البعد عن مكمن المشكلة وسببها الرئيسي والذي يخلف بالتبعية بعدا عن الطرق المثلى للمعالجة والحل..

فبعد أن تم القضاء على الزبال التقليدي وفشلوا مع شركات النظافة الأجنبية التي استوردوها وقضوا على الخنازير في مذبحة تشبه المذابح السياسية التي يحفل بها التاريخ الحديث والمعاصر للمصريين، ولم يستطعوا التعامل مع الزبالين الفريزة المتخصصين في استخراج كنوز قمامتنا والإبقاء على فضلاتها، تراهم يطالبون الناس بالحد من استهلاكهم ونفايتهم، لا أدري كيف..

ولم يتفتق ذهنهم عن وسيلة لمعالجة هذه القمامة بداية من تكثيف عملية تجميعها وسرعة فرزها والإكثار من الأيدي العاملة الرخيصة والمحتاجة للعمل في بلدنا والعربات المتخصصة التي تتولى جمعها ونقلها ومن ثم إعادة تدويرها بشكل كبير والاستفادة منها بدلا من تصديرها للصين..

لم يجدوا وسيلة غير بناء الكباري العلوية والأنفاق ليشوهوا صورة البلد ويقوضوا من دعائم بيوتها ومرافقها، ناهيك عن الإشغالات وغلق الشوارع، حتى يخففوا من الضغط المروري في الشوارع..

ولم يفكروا في نقل الحركة والكثافة من المناطق المكدسة لغيرها، لم يفكروا في اللامركزية حتى يتجنب الناس نزول مراكز المدن والمحافظات والعواصم، سيما القاهرة، لتخليص معاملاتهم الحكومية التي لا تتنتهي إلا بها، تعمير المدن الجديدة، توطين الخدمات في المناطق النائية والمحافظات، تكهين السيارات المستهلكة، الحد من منح الرخص الجديدة سواء للسيارات أو للأشخاص وبطريقة موضوعية دون تسيب أو فساد..

الأمر ذاته في ملف إيصال الدعم لمستحقيه، يخرجون علينا بمنظومة وكارت ذكي لصرف رغيف العيش أو الخبز، ولا أعرف إن كان الفران بجوارنا قادرا على التعامل معها، وكروت تموينية أرقامها السرية لدى البقال نفسه يلعب فيها كما يشاء، وضرورة أن يرسل المواطن الفقير رسالة إلكترونية أو اس ام اس حتى يضمن حصته التموينية ويشغلوننا بدعاية سمجة عن "حقنا" المهدر..

ما الداعي أصلا لكل ذلك، فقط ما عليهم إلا التشديد في الرقابة على القائمين على عملية صرف المواد التموينية وأفران العيش المدعم، منع تهريب الدقيق المدعم لأفران الحلويات والعيش الفينو، وبدلا من هذه المماحكات يتم التقيد بعملية توزيع الدعم الذي يستحقه غالبية المصريين باعتبارهم جميعا يقعون تحت خط الفقر بشهادة التقارير الحكومية ذاتها

موارد الدولة والتي يقتصر النظر فيها على جباية الضرائب بكل أنواعها الشرعي منها وغير الشرعي، على الرغم من أن الحكومة بمقدورها جلب الكثير من الموارد ومصادر التمويل بالضغط على الحرامية لتقليل سرقتهم، المستشارين ومكافآتهم، المحاجر، التسيب الإداري والمالي، الفساد بكل أنواعه ومسمياته، رواتب الكبار ومكافآتهم دون عمل أو إنتاجية تذكر...

الخميس، 28 أغسطس 2014

الطريقة "الالتفافية"(1-2)

كان وما زال وصف اللولبية الحلزونية تعبيرا ساخرا متداولا لراقصات البطون والأرداف الكثيرات المشهورات في بلدنا المحبوبة...

ويبدو أن هذا الوصف أكثر من مجرد توصيف لحال هؤلاء الراقصات الذين يقدمون فنا جميلا ينمي الشعور ويعمق الوجدان، بل يشمل بجانب ذلك حالة العقل خاصتنا في طريقته في التفكير وفي قدرته على معالجة المشكلات..

الأمر هنا لا يقتصر فحسب علينا كبشر عاديين لا نتحكم في أكثر من بيوتنا، ولا نسيطر إلا على أولادنا وما ملكت أيماننا، إن كنا أصلا نتمتع بهذه القدرة على السيطرة والتحكم..

وإنما يتجاوز ذلك هؤلاء المتوسدين عروش قلوبنا والجاثمين فوق أنفاسنا في مواقع السلطة والنفوذ والرأي بشكل عام، الذين يبدو أنهم يعكسون برؤاهم ومواقفهم وتقنيات ومناهج تفكيرهم صورة المجتمع ذاته..

انظر مثلا لحالة ولي الأمر الذي لا يكفيه راتبه، فبدلا من أن يتجه لزيادة دخله عبر الطرق القانونية والأخلاقية المشروعة، لا ضير لديه من أن يمد يديه لمن لا يساوي شيئا حتى يسد الفجوة في دخله..

وبدلا من أن يجتهد الأبناء لمزيد من التحصيل أو "التكديس العلمي"، تراهم بإيعاز من أولياء أمورهم، إن استطاعوا، يتفننون في إيجاد طرائق جديدة للغش وربما شراء الامتحانات والأجوبة، وفي أفضل التقديرات، يسارعون في حفظ الملخصات وحجز الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية للحصول على خبرات إمبراطور الكيميا وكنج الأحياء وفيلسوف التاريخ وهويكينج الفيزياء وإينشتين الرياضيات..

الوضع ذاته عند ربات البيوت، العاملات منهن وغير العاملات، حيث تراهن يبدعن في طرائق الإنفاق دون إدراك لقدرة ميزانيتها، وميزانية الزوج الذي تصرف من جيبه، على تحمل الأعباء التي تفرضها شراهتهن في الشراء دون حاجة فعلية أو جدوى اقتصادية من وراء هذا الإسراف والتبذير غير الرشيد...

دعك من كل هذا، وانظر بتأن إلى الحلول التي تبدعها النخب المصرية المفكرة في الأجهزة الرسمية المسؤولة، والتي تقدمها لحل المشكلات المختلفة التي تطرأ عليها بداية من النظافة والتنظيم والدعم وانتهاءا بالمرور والسياسة والبطالة وغيرها..

لا يتسع المجال هنا للخوض في كل ذلك بالتأكيد، ولكن يمكن التطرق لأمثلة محدودة، من قبيل: جمع القمامة، التكدس المروري، إيصال الدعم لمستحقيه إن تبقى منه شيئا، من خبز ومواد تموينية، إيجاد مصادر تمويل للدولة، أشكال فرض الضرائب أو الجباية، إن صح التعبير، وآخرها الضرائب العقارية التي حددوها باربعة وعشرين الف جنيه للوحدة وكأنهم لا يدركون ان هذه الالاف المعدودة ورغم انها عزيزة على الكثيرين لكنها لا تساوي شيئا في سوق العقارات الشعبية المؤجرة، ولا نقول التمليك بالطبع، سيما الراقي منه..
(وللحديث بقية)








الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

شغل الحبشتكانات

فرحِون بما يتردد ويُتداول عنهم، يرفعونه شعارا لهم وكأنه طابع دمغة أو "مكوة رجل" يختمون به سجل حياتهم الحافلة بفنون وألوان من المأساه والملهاة على السواء..

الأدهى أنهم يعتبرون ذلك من سمات الشخصية المصرية القحة(بضم القاف وليس كسرها)، إن كانت لها هذه السمات بالفعل، في مباهاة غريبة للآخرين في الأوساط المختلفة بأنهم يملكون ما لا يملكه الغير، وأن الطبيعة منت عليهم بشيء ولو يسير مما منت به على الأقل منهم موهبة وجهدا، وحبتهم بعد ما منعتهم الكثير والكثير...

يقولون عنه إنه: ابن نكته.. دمه خفيف.. مضحكاتي.. لماح يلتقط التايهة ويحولها بقدرته العجيبة إلى شيء ناطق يدعو للضحك.. يهزأ من كل شيء وأي شيء.. قادر على السخرية حتى من وعلى أوضاعه المأساوية التي يعيشها يوميا، أراجوز يعني...

وهم في قولهم ذلك الذي يتغنون به يتناسون بل ويتجاهلون ويغضون الطرف عمدا عن عدة حقائق مهمة:

إحداها: أن تسفيه الواقع بمشاكله اليومية الكثيرة والتقليل منه والسخرية مما يحدث فيه، يضع المصري الفصيح في موضع وكأنه لا يبالي بما يتعرض له ويعرفه ويعيشه من واقع مؤلم يوميا، رغم أن هذا الواقع يفرض عليه تغييره، والعمل على تحسينه بشتى السبل الممكنة...

ثانيها: أن الاستهزاء بالواقع المزري يمنعك من العمل وبذل الجهد من أجل التغيير بدعوى أنك قادر على التكيف والتعايش مع هذه المزريات بدليل سخريتك منها، وهو بالتالي ليس دليل عافية بقدر ما هو دليل تنطع ورغبة في السكون والصمت والخنوع لأشياء وشخوص لا يمكن القبول بها إذا كنت آدميا بحق..

ثالثها: أن قضية تكبير الدماغ، البلد بلدهم، اللي عاوزين يعملوه يعملوه، وما تقدرش تعمل معاهم حاجة، التهديد والوعيد بالبهدلة والملاحقة وقطع الأرزاق وربما التشريد والتوقيف والقتل، وهي جميعا مشتقات أو من تبعات موقف النقد اللاذع الجارح الساخر الذي يتبناه المصريون من مآسيهم،  كل ذلك يعد سببا رئيسيا في تمادي الطاغي في طغيانه واستمرار الظالم في ظلمه...

رابعها: أن السخرية من أوضاعنا والاستهزاء بما يحدث لنا، و"التريأة" على ظالمينا بما لذ وطاب من قفشات وفيديوهات ورسومات، تجعل منا أمثولة للآخرين، وكأن الإخوة المصريين ليسوا أكثر من مشخصاتية أراجوزات قادرين على إضحاك الآخرين إلى درجة البكاء وإدماع العين..

وعندما تأتي لتسأل: ماذا بعد سياسة الإضحاك علينا وعلى شؤوننا البائسة وملفاتنا وقضايانا الضائعة التائهة، ماذا سيستفيد المصري من نكتة أو كاريكاتير أو فيديو ساخر من وعن هذا الظالم..

عند البحث، لا تجد إجابة شافية عن هذا السؤال المحوري بقدر ما تجد استمرارا للعته والجنون وشغل "الحبشتكنات" الذي يُمنَّي به المصريون أنفسهم حتى يزدادوا صبرا ـ أو قل تنطعا ـ على قاتليهم، قائلين لأنفسهم: "اصبر على جارك السو.. يا يرحل، يا تيجي بلوة تاخده"، وفي العادة لا يرحل ولا مصيبة تقع عليه لتأخذه..

ومن ثم، فلا عجب أن تجد الفاسدين يتمتعون بالجرأة الكافية على الإقدام على أفعال وممارسات وسلوكيات لم يفعلها أحد لا في الأولين والآخرين..

موقنين في قرارة أنفسهم ـ ليس فقط بأنهم مُعفون من العقاب، ومطمئنون بأنهم لن يلاحقوا ـ وإنما أيضا مُدعون للتمادي في غيهم ومواصلة استعراضهم في البغي والبطش...

ومقتنعين بأن أقصى ما قد يفعله المصريون ناحيتهم، إن فعلوا شيئا أصلا، هو السخرية من ظالميهم، وربما إطلاق النكات بكل صورها وأشكالها القديمة والمستحدثة تجاههم، ومن المحتمل أن يسبونهم ويلعنونهم بأقذع الألفاظ التي يضمها قاموس الحرافيش الشوارعية في مصر المهروسة الممصوصة المصفاه لآخر قطرة...

لن يتجاوز الأمر أكثر من مجرد كلمات ـ وربما صور تتردد وتُتداول هنا وهناك ـ كلمات وصور لن تنال من هؤلاء الظلمة المفترين بقدر ما تشجعهم وتحثهم على استمرارعملية النهب المنظم والتفريغ الحرفي والإخلاء العمدي لكل قدرات المصريين ومواردهم، المعنوية منها قبل المادية..

نعم السخرية من الواقع، التي يعتبرها المصريون دليل نضجهم ووعيهم وتساميهم على مصائبهم، رسالة خاطئة للفاحشين للتمادي في وحشيتهم وتفحشهم..




الاثنين، 25 أغسطس 2014

دخان أزرق.. يوميات من الصومعة



المبرشم والارهابي هل يجتمعان!

نوع من الأخبار المفخخة للربط الذهني من جهة ولبيان فكرة الاستغلال الديني بالطبع للمبرشمين من جهة أخرى...

وهما ضدان أبدا لا يلتقيان حتى الحشاشين من الإسماعيلية كانت لهم ظروفهم وجواباتهم..

الاول ضائع تائه يحاول ان يغيب عن الواقع، ولا يؤمن بمبدأ ولا قضية..

والثاني كاره رافض لهذا الواقع واع به موقن بالفعل والحركة لإحداث التغيير فيه بغض النظر عن طريقة التغيير ومشروعيته...

لا نظن أن لدى هذا النوع الأخير نزعة الهروب النفسي والركون لمحض الخيال لتعويض أمر ما كالأول...

المهم هنا: كيف يطمئن الإرهابي لتعاون واحد مبرشم مسطول مدهول معه، أقل شيء، ألا يثير ذلك الشبهات ناحيته، وربما يتسبب في خسارة قضيته بغض النظر أيضا عن اخلاقيتها وشرعيتها..

الخميس، 21 أغسطس 2014

داعوش تحارب الداعوشية

ما الفرق بين ما تقوم به داعش وبين ما تقوم به كل من إسرائيل ضد الغزاويين خاصة والفلسطينيين عامة، وما تقوم به امريكا ناحية من تسميهم بـ "الإرهابيين"، وما يقوم به نظام دمشق البعثي أو العلوي، أيا كان، ناحية بقية السوريين، وما تقوم به مصر القديمة الجديدة ناحية المخالفين معها سواء من الإخوان أو من غيرهم....  

السؤال المحوري: أيهما أكثر عنفا وتشددا وقسوة، الجماعات والحركات الدينية، أيا كانت تلويناتها وتصنيفاتها ومسمياتها وحتى مواقعها وأماكن تمركزها، وفي مقدمتها داعش وأخواتها بالطبع، وما تقوم به الأنظمة الحاكمة وأجهزتها البوليسية..

لماذا يمكن أن نقبل بعض ممارسات الدول، وهي أشد قسوة وقتامة، بدعوى السيادة وحماية التراب والوحدة الوطنية والنسي المجتمعي، في حين لا نقبل ممارسات أو سلوكيات تنظيمات أو جماعات، هي بالطبع مرفوضة...

دعك من هذا، ألا يمكن تفسير ما تقدم عليه داعش أو غيرها ـ بغض النظر عن شرعية ومشروعية وأخلاقية ودموية ما تقوم به، خاصة بعد نحر الصحفي الأمريكي، وهو مثل أخير لا أكثر، حيث تضم القائمة المسيحيين والإيزيديين وغيرهم ـ بأنه رد فعل لما تقوم به الأنظمة تجاه مثل هذه الجماعات والتنظيمات..

صحيح أنه ليس مبررا لهذه الجماعات لما تقوم به من ممارسات دموية عنيفة لا تخيف ولا ترعب الناس فحسب، وإنما تشوه أديان وعقائد وبشر يؤمنون بها، لكن ألا يمكن ان نعتبر سلوكياتها أشبه برد فعل لسلوكيات سيئة ضدها، أقلها رفض استيعابها واحتوائها والتعامل مع مطالبها...

الخطير تلك المحاولات المستميتة التي تربط بين مثل هذه الجماعات الداعشية ومناطق ودول بعينها، لا سيما بالطبع المنطقة العربية والإسلامية..

والأخطر الربط بينها وبين مناطق جغرافية محددة داخل دول بعينها، مثل هذا التقرير الذي أوردته صحيفة الشروق يوم 21 اغسطس الجاري، وربط فيه محرره ورئيس تحريره وممول الجريدة، ربما، بين مناطق ناهيا وكرداسة وغيرها ومثلث الإرهاب في مصر...

هو أحد التقارير الصحفية التي تضرب الأسافين وتثير الفرقة أكثر مما تثير الوعي والفهم، تقرير يربط بطريق مباشر وصريح بين ساكني مناطق بعينها باعتبارها ظهيرا لمثلث الإرهابيين في مصر، وهو تقرير يفضح الفكر الملتوي بين الفقر والعشوائية وغياب المرافق والخدمات وربما الدولة وضياع الدين وتوظيفه بشكل سلبي لأغراض معينة

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

سهرة ليلية بنفسجية دون كهربا

بدا كالشبح أمامه عندما انقطع نور الكهرباء للمرة الثالثة على التوالي في غضون السويعات الأولى من مساء هذا اليوم المشأوم الذي وصفوه بأنه عبور جديد كعبور العاشر من رمضان الذي لا يعلم أحد عنه شيئا، وشكك فيه الكثيرون، أو على الأقل قللوا منه، وسفهوه باعتباره لم يكن شيئا مذكورا...

لم يكن هناك بد من أن يسبه ويلعنه بأقذع الألفاظ التي عرفها المصريون في تاريخ حرافيشهم وبلطجيتهم وصعاليكهم المجيد التليد، لأنه فوت عليه قضاء سهرة ليلية بنفسجية اعتاد عليها دائما في مثل هذه المناسبات التي يشد غالبية المصريين المأشفرين الرحال إليها بعد العاشرة مساءا...

لم يقل له أكثر من: لقد انقلب نهارك ليلا، وليلك إلى نهار، الأمر الذي يفسر إقدام صاحبنا على لعن صاحبه مرات ومرات، ليس فقط لأنه اصطدم به في الظلمات التي ليس بخارج منها بقية الليل بحكم الانقطاع التأديبي والمنتظم للكهرباء، ولكن لأنه أخافه وألبسه عفريتا يخشى أن يربطه منذ أن فكر في مشروع للزواج لم يكتمل، وربما أغاظه لأنه أضاع ما كان سيقدم عليه، وهو في أبهى زينته..

لقد كان صاحبنا يستعد لقضاء بقية ليله سائرا هائما على وجهه في طرقات بلدته المخنوقة ـ التي لا يمكن تحديد ملامحها ولا إيجادها على الخريطة الذهنية لعامة المصريين ـ وذلك بعيدا عن خناقات العيال ووشوش النسوان الخشب وجلساتهن العريضة أمام البيوت يتطلعن بشغف للشرفات والخارجين والداخلين من البيوت المجاورة...

على القهوة التي في أول الشارع، والتي يخرج إليها يوميا غالبية سكان حارته بدلا من زنقة الغرف والبيوت المشبعة برائحة الحمامات ومياه الغسيل العطنة بأردأ أنواع الملابس المتسخة ومساحيق الغسيل المصنعة تحت بير السلم من مواد حارقة كاوية يمكن أن تستخدم في تصنيع المتفجرات محلية الصنع التي تهدد الدولة الآن في الرايحة والجاية...

على هذه القهوة، اضطر آسفا في هذا التوقيت بعد أن انقطع نور الكهرباء وخرج رغما عنه مصاحبا لكشاف صيني محمول، اضطر للجلوس هنيهة على القهوة المليئة بكل أنواع البشر عدا منها مهدودي الحال والدخل، لكن امتدت به الجلسة بعد أن استمر الانقطاع لأكثر من ساعة واحدة في أعلى رقم قياسي يمكن أن يسجله انقطاع واحد للكهرباء في بلدته الممصوصة..

تداول الجالسون الأسباب التي تجعل من الدولة المصرية بجلالة قدرها تتسول الوقود والمازوت والأسفلت لتضمن تحريك ماكينات محطات الكهرباء رغم أنها عاشت عقودا تحاكي وتباهي المصريين بالبنية الأساسية التي لا تقارن فعليا الآن بأقل دولة أفريقية محترمة من حيث التدهور والانهيار بالطبع..

أحدهم أرجع الوضع إلى أن البلد في ظل ثوبها الجديد تعلم المصريين الأدب بعد أن صالوا وجالوا بدعوى الثورة ومشتقاتها الثانوية والفرعية من تمرد وتظاهر واعتصام وغير ذلك، ما يحتم عليها اتخاذ إجراءات لإزالة هذه الأفكار الطوباوية السوداوية التي عششت في أدمغتهم منذ نحو ثلاثة سنوات...

أشار إلى أن انقطاع الكهرباء لا يدفع الناس للتحرك، بل ويقعدهم ويمنعهم حتى من التفكير في الخروج من منازلهم..
هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن الانقطاع يشجع الغدارين الغاشمين الخائنين على التحرك بدورهم، إذ سيسهل وقتها أن يُعمل هؤلاء ـ  وهم كثر بداية من الأجهزة والبلطجية ومن على شاكلتهم ـ يُعملوا أياديهم في أي شخص أو جماعة أو حتى منطقة بأسرها في ظل انقطاع الكهرباء، وسيكون لديهم الحجة الجاهزة بأنها مواجهات بين الأهالي ومحسوبين على الإرهابيين، أيا كانت تسمياتهم أو تصنيفاتهم...

أحد المدعين من الذين يعتقدون في أنفسهم أنهم من المتابعين القراء للغث والسمين يقول إن الدولة تحاول توفير الطاقة، ليس من أجلها، بل من أجل الناس حتى لا يتكبدوا دفع فواتير باهظة، مؤكدا أن انقطاع الكهرباء يعني بالضرورة والتبعية أنك لن تقوم بتشغيل مواتير المياه الرافعة حتى لو كنت في عليين من علبة الكبريت التي تسكن فيها ولا حتى المكيفات ولا السخانات ولا المكانس، كما أن الانقطاع سيعود المصري الحديث على التقشف والعودة لحياته الأولى عندما كان يلتحف السماء ويفترش الغبراء مثلما كان يقول "محمد افندي الحمار"...

يرغد ويزبد هذا المدعي، ويقول مضيفا أن انقطاع الكهرباء يمكن المصري الجديد من الانعتاق من التكنولوجيا الحديثة بكل أشكالها ومسمياتها، ومن ثم من تكاليفها المغالى فيها، ويضيف موجها أسئلته للملتفين حوله المنتبهين له:
ألا يعني انقطاع الكهرباء عدم تشغيل الأجهزة ومن ثم الراحة الأبدية من العمل وأعبائه..
ألا يعني ذلك التواصل مع الأهل والعشيرة مباشرة بدلا من النت ووسائل الهمبكة الاجتماعية...
ألا يعني ذلك تخليص الناس من حياتهم المملة الرتيبة، خاصة في المستشفيات التي تعتمد الأجهزة وغرف العمليات بها على الكهرباء، خاصة أجهزة غسل الكلى والإنعاش وغيرها ...
ألا يعني ذلك عدم التوجه للبنوك وصرافاتها حتى توفر نقودك القليلة فيما لا يفيد ولا تنفقها في شيء لا طائل من ورائه..

يربط ثالث أكثر إدراكا للمسائل، كما يعتقد في نفسه، مفسرا أسباب الانقطاع بين مشروعات العبور الجديدة في السويس أم شرق التفريعة، لا يدري، والتي تُستخدم فيها آليات حفر ونقل بكثافة متناهية وغريبة في الوقت نفسه، وبين نقص الوقود في محطات التموين والكهرباء، مؤكدا أن عودة طوابير شح الوقود أمام محطات التموين لا يعني سوى أن الوقود تم تهريبه أو تصديره أو شحنه، أيا كان، إلى المشروع الجديد بالسويس حتى تتمكن الدولة من العبور على أكتاف صحة المصريين ورفاهيتهم، مثلما حدث من قبل، وسيحدث بعد..

يدلل هذا الثالث على رؤيته بالقول أن هناك مؤشرات على هذا الربط، منها: أن وزير البترول نفسه ينفي عدم توجيه وقود محطات الكهرباء إلى مشروع السويس الجديد، والنفي في السياسة إثبات بديهي...

ومنها: أن وزير الكهرباء يعد الناس ويبشرهم بأن الكهرباء لن تنقطع أبدا بعد أربع سنوات قادمة، يعني موت يا حمار، ويستمر الانقطاع مرات ومرات دون حتى أن تبدي امتعاضك أو استيائك، وذلك حتى تتحمل وتظهر قوتك على الجلد والأذى و"تصبر على جارك السو يا يرحل أو تجيله بلوى ترحله"...

ومنها: كثرة الانقطاعات بشكل ملاحظ فيه هذه الأيام الأخيرة رغم أن كثيرا من المصريين الآن في المصايف، وهي حجة تم التحجج بها إثر أيام العيد ورمضان، الذي لم يشهد أكثر من ساعة انقطاع يوميا، فضلا عن أن طبيعة الجو لا تستدعي تشغيل المكيفات عمال على بطال، فالدنيا شبه ربيع والجو شبه بديع، ومن ثم لا داعي لتخفيف الأحمال..

يأتي رابع "متفذلك متحذلق" ليذكرنا بأن المصريين قادرين على التعايش في أي ظروف وأوضاع، ومهما قامت الحكومة ناحيته بإجراءات ـ عمدا أو مضطرة إليها ـ لن تعنيه شيئا، ولن تنال منه أو تؤثر فيه، كما لن تفت في عضده، ههههه...

يبرر هذا الأخير قائلا أن أزمة الانقطاعات دفعت المصريين إلى شراء مولدات كهربية خاصة بطاقات مختلفة، حتى لا يقعوا تحت رحمة محطات الحكومة المستهلكة، والتي يبدو أنها على شفا الانهيار إذا ما استمرت في دورة العمل والتشغيل القائمة دون صيانة وقطع غيار، وليس دون طاقة...

يشير مجددا إلى أن هذه المولدات الخاصة، إضافة إلى أنها زادت العبء على محطات الوقود، وزادت من طوابير الواقفين فيها، ومن ثم زادت من النقص الحاد في الوقود المتوفر والمفترض توجيهه لمحطات الكهرباء، فإنها كرست من أزمة تهريب الطاقة المعروفة بمصر، والتي يستخدمها الكبار سواء لتنمية مشروعاتهم الخاصة، المصانع والمزارع كثيفة الطاقة، أو في الإثراء غير المشروع لثرواتهم المكتنزة، حيث الاحتكار والبيع بالسوق السوداء بأسعار مبالغ فيها، وعلى الرغم من هذا وذاك.. يتعايش المصريون مع الوضع..

يضيف ربما كانت مصر باعتبارها من الدول المصدرة للطاقة الكهربية، و"مربوطة" بشبكات إقليمية معينة، ربما تصدر طاقتها ووقودها للمحيطين بها من ذوي الحاجات، مثلما تصدر غازها وتستورده ثانية من إسرائيل، وذلك حتى تجلب عملة صعبة بحاجة إليها..

وقضية التصدير من أجل العملة الصعبة كان قد أُشير لها من قبل، بدعوى إمداد غزة بالكهرباء، وإعطاء فائض محطاتها الكهربية للأردن أو غير ذلك من قضايا التصدير التي تُعطى فيها الأولوية للأجنبي على المواطن المصري "القبيح" الذي لا يستطيع حيلة ولا صرفا ولا إنفاقا، وليس لديه دولارات...

أزمة مستعصية لن تحل، ربما، وزاد عليها الحديث الذي يتداول الآن عن تخريب متعمد لمحطات توليد الطاقة، وإحراق أبراج للضغط العالي أو فائقة الجهد، والمتهم فيها فلول الإخوان والمتعاطفين معهم من موظفي قطاع الكهرباء نفسه، والتي اضطرت مسؤولا في الكهرباء بتهديد هؤلاء وفصلهم إن ثبت تورطهم في ذلك..