‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشخصية المصرية، الانتهازية، سلوك مجتمعي، ثقافة العبيد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشخصية المصرية، الانتهازية، سلوك مجتمعي، ثقافة العبيد. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 25 سبتمبر 2014

وساخة بطن

أعرب الفاهمون عن دهشتهم من قرار إحدى الجامعات بوضع معايير معينة لاختيار عدد من أبنائهم الطلاب النابهين المرشحين لأعلى المناصب مستقبلا ممن يمكنهم التعاون مع الجهات النظامية، الأمنية لمن لا يريد أن يعرف، وذلك للإبلاغ عن زملائهم المشاغبين قبيل انطلاق الدراسة، والهدف منع مثل هؤلاء المغرضين من تسييس العمل بمحارب العلم أو تعطيل الدراسة أو إحداث الفتنة بين أبناء الحركة الطلابية التي قتلت بحثا ويحاولون تدجينها الآن...

وقد يظن ظان أن مثل هذه الاجراءات جديدة، وهي ليست كذلك في الواقع، إذ لم تكن الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة التي تستهدف العصافير، حيث إنها مجرد تقنين لما هو قائم بالفعل، وإن شئت الدقة فهو إخراج الإجراء القائم على الأرض من إطاره السري، إن كان ذلك صحيحا ولا أحد يعرف، إلى إطار العلن والإشهار، وذلك في سياق عملية التحدي المعروفة والمتبعة حاليا من جانب متشددي الدولة، واللي مش عاجبة ما يكلمش..

المهم هنا ليس في إشهار الإجراء وإخراجه للعلن في اطار عمليات وممارسات التخويف والتوجس وإثارة الشك والانقسام بين المصريين وبعضهم، وإنما لأن الإجراء يظهر أحد أكبر عيوبنا التي يحركها البعض فينا مستغلا فقر أنفسنا وخواء روحنا، فضلا عن حاجتنا، لبيع أقرب الأقربين لنا في مقابل حفنة من الجنيهات أو وعد بمنصب أو عمل أو حتى لمجرد القرب من مواطن الشرف والعفة، أقصد مراكز القوة والنفوذ...

لا يعدم المصري، القديم والحديث، واحدا من هؤلاء العصافير، الذين التقى بهم وتواجد معهم وعايشهم في مرحلة من مراحل حياته، والذين بدوا كأنهم جيش الخلاص على غرار جيوش البلطجية والمرتزقة من الأفاقين في معركة التحرير والمشروعات القومية الكبرى...

لا يجب أن تحذر مثل هؤلاء، ولا يخيفك كونهم يعملون وفق أحدث ما توصلت إليه التطورات التكنولوجية في الرصد والنقل، وما عليك سوى أن تدعهم يسترزقون من ورائك، فهم كثر كالغربان، ولا يضيرك عصفورة واحدة منهم...