‏إظهار الرسائل ذات التسميات الفساد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الفساد. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 8 يونيو 2015

لم ينضج بعد

مقولة قيلت بحق أصحابنا، وترددت بتلويناتها وتخريجاتها المتعددة منذ القدم، وتضمن جميعها السيطرة على القطيع من الغنم والبقر والبشر بدعوى السمع والطاعة تارة، الحزم والربط تارة ثانية، الإلزام المؤسسي والالتزام القيمي تارة أخرى..

وتستند هذه المقولة لمرجعيات فكرية أكبر بداية من الاستبداد الشرقي، وثقافة القيم الأبوية الرعوية، والعقائد المفرخة للمتشددين الذين لا يقبلون بالآخر..
وانتهاء بالطبع بسوء مستوى صلاحيتهم وعدم أهليتهم لانطباق الديمقراطية عليهم..
ومرورا بأنهم لم ينضجوا بعد، ولن يتجاوزوا سني عمرهم الأولى..

ذلك العمر الذي سيبقون فيه عهدة ورعاية وكفالة "أباهم الذي في الأرض" حتى يتوفاهم الموت أو يُجعل لهم سبيلا..

مقولة قيلت لتسويغ الاستغلال، وتبرير التصرف برعونة وعنجهية بالنيابة عن وضد الآخرين، ولمواصلة السير في طريق استنزاف موارد الشعوب ومقدراتها، وضمان التبعية والتحكم الكامل في مصائر الأفراد والمجتمعات، مع الاستمرار في خطى تكريس وتعميق سطوتي الهيمنة والنفوذ التي يحوزها النافذون ضد هؤلاء وأولئك الأتباع الذين لا يملكونها..

المهم هنا أن هذه المقولة الأعجوبة الملعوب بها باقتدارتتأكد صحتها يوما بعد يوم بحق أصحابنا، ولم يعد يساور أحد الشك في أنها ستظل باقية بقاء هذا الموروث المقزز الذي يحض دوما على ضرورة التقيد بـ"كلام الكبير يصير" حتى لو كان غثاء..

خطورة المقولة أنها تجعل من الجميع أشبه بعالة، صغارا لا يكبرون، لا يستطيعون تحمل مسؤولية، ولا التصدي لتبعاتها، وبحاجة دائما لـ"عبد المعين" الذي بحاجة للإعانة، ينتظرون منه أن يقيل عثرتهم، وينقذهم من سقطاتهم..

ويبدو أن انتظار أصحابنا لهذا المنقذ "الطبيب" حامل راية النهضة والرقي والتقدم سيطول..

وذلك لأن "مبعوث العناية الشيطانية" هذا الذي يعولون عليه لم يكبر هو الآخر بعد..

وسيبقى مصيره معلقا بأيدي "كبيره الأكبر" الذي يأمره وينهاه، وعليه أن يطيعه ويقتاد له..

وإلا البحث عن عفريت مناسب له  يمكن أن يقوم بالمهمة بدلا منه..

الاثنين، 1 يونيو 2015

الحاج شيكو رمز الجوزة

يستعد الحاج شيكو المتمرس في خوض غمار المعارك السياسية الشعبية، وفي مقدمتها الانتخابات، لاقتحام الساحة مجددا بعد أن أفلت بأعجوبة من أزمة كادت تودي بحياته المعمرة في لحظة لم يكن لأحد أن يتخيل حدوثها، ولو في الأفلام..

وأعلن في بيان مقتضب حرصه على ضرورة مشاركة أصحابه من "البرجوازية البروليتارية" حلمهم الوطني الذي حاولت قلة "مندثة" السطو عليه والقفز فوقه، مؤكدا أنه لن يتأخر عن رد الجميل للجماهير الوفية التي حملته على الأعناق، ولن يتوانى عن بذل كل جهد يسهم في رفع اسم "المنطأة"عاليا خفاقا..

ورفض السيد شيكو العكش، والذي يتخذ من "الجوزة" رمز دائما له، اتهامه بأنه من رواد "التطنيش" أو الصمت على الموبقات التي ترتكب بحق أبناء جلدته، أو أنه ينتمي لأهل"الأناملية"، أو عشيرة "مليش دعوة" عند بيع ناسه وانتهاك آدميتهم وحرمة بيوتهم وخصوصيتهم..

معتبرا في البيان الذي سُرِب "عنوة"، وتم الحصول على "هارد كوبي" منه، أن كل هذه الاتهامات محاولة خبيثة لـ "وضع العصا في العجلة"، ولن تجره لمهاترات مع "الذعران"، ولود "القديمة" الذين يضمرون الشر لأولياء نعمته..

وأكد في الفيديو المرفق ببيانه ووزع على قنوات التواصل الاجتماعي، ومن خلال تعبير"صوتي" شهير، وعبر أداء "حركي" مميز، ، كتلك التي يطلقها الشعبويون عند "ملاطفة" بعضهم بعضا قبل اللجوء لـ "السنج والمطاوي" لإنهاء ملاسناتهم الحادة..

أكد أنه كان وسيظل حريصا على بذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن حياض أراض "طرح النهر ووضع اليد والأوقاف" التي سطا عليه في غفلة من الزمن وبالتعاون مع "الكوبرات" الذين يؤكلهم..

وأنه سيظل على العهد به دائما خسيسا ذليلا حتى لو اضطره ذلك إلى استرخاص حياة "الأغيار"، وإزهاق أرواحهم، أو إراقة دمائهم..


الثلاثاء، 26 مايو 2015

خرابيط دموية

حتى يبقى هؤلاء..
أقوياء في مقاعدهم..

أوفياء أذلاء..
لمواطن نفوذهم..
وربائب نعمتهم..

ما عليهم سوى إثارة المزيد..
من الحقد والضغائن في النفوس..
وصب ماء الكراهية على الجروح..

ليس أكثر من مجرد..

إشاعة نوازع الخلاف والتمايز..
خلق "الشعور" بالترصد والتعقب..
زرع الاعتقاد بالملاحقة والاستهداف..

تعميق "الإحساس" بالاضطهاد..
تفجير مكامن الوعي بالظلم الواقع..
ولو بارتكاب الجريمة والعنف..
بحق الآخر المختلف..

ما عليهم سوى النفخ..
في رماد الخلافات الملتهبة..
حتى تتعمق الانقسامات..
ويزداد أوار الفتن اشتعالا..

ما عليهم سوى بث..
صورالشكوى والمعاناة..
وصدى أصوات النحيب..
والعويل..

وعند هذه النقطة..
التي لا رجعة فيها..
تأخذ الأمور مسارها..
الطبيعي المحدد لها..

صراع لا ينهيه غير دم..
يراق من الكل..
وضد الكل..

الأحد، 24 مايو 2015

العدالة والانتقام

هل يمكن أن يؤدي أحدهما إلى الآخر..
هل المفهومان بمعنى واحد..
ولو في لحظة ما..

هل يستطيع طالب العدالة..
اللجوء للانتقام..
تجنبا لظلم..
وقع أو سيقع به..

من يملك وقف سيف الانتقام..
عن التمادي في تشفيه..

هل بمقدور أحد الصبر..
في مواجهة عدالة غير ناجزة..
وانتقام غير محقق..


الخميس، 21 مايو 2015

وفي النهاية

موتى يودعون موتى..
قتلى يشيعون قتلى..
لا فرق بين أحد..

خبثاء يضرمون النار..
ليشعلوا حربا شعواء..

منتفعون متورطون..
يرمون لزيادة أوارها..

مطحونون مغلوبون..
يكتوون بلهيبها..

إما موتا كمدا..
أو قتلا حكما..

الأربعاء، 13 مايو 2015

عزبة الصراصير وأولاد البيضا

انبرى كل هؤلاء..
الطبقيين أولاد "البيضا"..
لانتقاد صاحبنا إلى درجة..
دفعته لترك منصب لا..
يصل له سوى القلة..

"عدم الأهلية"..
الاجتماعية والطبقية..

عرف سائد وملزم عند..
التجنيد للوظائف العامة..

وأكثر إلزاما وتشددا..
داخل مؤسسات "السيادة"..
وربيبتها "العميقة"..

حتى ولو لم يخرج للعلن..

هل لا يعلم هؤلاء ذلك..
ولا يدركون هذه القاعدة..

أم لا "يعملون" بها..
ولا يتخذونها نبراسا..
هاديا لهم..

"فيلم" رديء المستوى..
في سينما "ترسو"..
تغط بالمراهقين..
والسُطل..

صاحبنا لم يقر جديدا..
وسيظل يُعمل به..
شاء من شاء..
وأبى من أبى..

وكله خاضع لـ "التسعيرة"..

محاولة هؤلاء إبراء الذمة..
والتعبير عن الامتعاض..
و"الاشمئناط"..

لا محل لها من الإعراب..

فالمستور أسوأ وأكثر..
مما كُشف عنه الحجاب..
وأُعلن عنه بكل صفاقة..
و"بجاحة"..

ربما قصد "خروف" الفداء..
من "زلة لسانه"..
التي يعترف بها..
ويصر عليها..
إيمانا واقتناعا..
وواقعا حيا..

ربما قصد..
أولئك غير القادرين..
على دفع "المعلوم"..
من المجتمع بالضرورة..

لشراء الوظيفة والمقعد..
بجوار "كوبرات" البلد..

في "سلك" من الأسلاك..
الموصلة لـ"أماكن الراحة"..
ورغد العيش وفرض النفوذ..

لو كان أبناء الفلاحين..
المعدمين والحلاقين..
والبوابين وعمال النظافة..
ومن على شاكلتهم..

يملكون "الرافعة" البشرية..
والمالية المطوبة..
و"التوصية" الممهورة..
بخاتم توقيع..

لكان خيرا لهم..
وأشد تثبيتا..
عند الصعود..
والتقدم لوظيفة ما..

حتى لو كانت أصولهم..
تعود لعتاد المجرمين..
ولصوص المال والعرق..
والعلم..

لم تكن هذه الحالة..
الأولى..
ولن تكون الأخيرة..

"استحمار" الناس..
قيمة عليا يجب الإقرار بها..
واحترامها تقديرا ووفاء..
لأصول الصنعة..
داخل "العزبة"..

والخبر ليس في..
الإقالة ـ الاستقالة..

فكلاهما واحد..
على خلفية..
واقع متبع..
خرج للعامة..

ولا في هجوم على رجل..
لم يدل بجديد ولا يعرف..
السياسة التي تقبل باللف..
والدوران وبيع الكلام..

ولا في الترحيب المبالغ فيه..
بقرار تركه عمله..
طوعا أو كرها..

وإنما في "عزبة الصراصير"..
التي تعتقد إثر هذا القرار..

أن لأبنائهم الحق..
مستقبلا في التقدم لـ"سلك"..
من الأسلاك..
"اللي يقرب منها يكهرب"..

فالمناصب تتوفر فقط..
لمن يقدر على تحمل تبعاتها..
قبل..
وأثناء..
وبعد..
الالتحاق بها..

الأحد، 10 مايو 2015

المطلوب إثباته

من الأفضل..
دائما..

أن تكون "ساذجا"..
لا تعرف شيئا..
ولا تسعى له..

عازما على ألا..
يصيبك داء..
الفكر..
أو "التنفيس"..
 له..

متحليا دوما بنوط..
الواجب و"العبط"..

ليس فقط..
حتى يرضى عنك..
أهل الحظوة..

ويمنعوا عنك أذاهم..
ويضموك لزمرتهم..

وربما يفيضوا عليك..
بما أُفيض عليهم..

ولا لكي تأمن على نفسك..
وأهلك غدر تقلب الأيام..

التي لا تترك أحدا..
إلا و"دعكته"..

بمن فيهم..
لاعبي الكرة..

بل لكي تحيا قرير البال..
هانئا بالعيش مع السوائم..

كأحد أهم مسوغات..
التعيين..

في "دهر"..
العز والشقاء.. 

الخميس، 5 فبراير 2015

الركون لطرف خاسر

هل يمكن أن يتخلوا عنه..
الصحيح: متى يمكن التخلي عنه..

هذه بديهية في لعبة السياسة القذرة..
فلا علاقات أبدا، وإنما مصالح دائما..

قوى العالم الكبرى وتابعيها الإقليميين..
لا يمكن أن تركن لطرف خاسر..
خاصة إذا كان يشكل عبئا عليها..
ويكلفها ما لا طاقة لها به..
ويستنزف مواردها دون طائل..
ويكشف كل يوم عن سوء أداء..
وضعف مستوى ومنطق مأفون..

مع التغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم..
صعود الكيانات العابرة للحدود، المسلحة منها..
بروز القدرات اللاتناظرية لقوى وأطراف..
ظهور الشارع في الساحة والميدان..
زيادة وقْع تأثيره على الأرض..
دخول الموت الطبيعي والسياسي..
على قائمة المتغيرات الباعثة على التأمل..

لكن، ماذا عن شبكة تحالفات الداخل..
علاقات النفوذ والمال والفساد..
العمق الإستراتيجي، القاعدة..
التي تنطلق منها وتدافع عنها..
أشباه الدول والنظم الفاسدة..

هل آن أوانها هي الأخرى..
لتعيد التفكير في التخلي عنه..
كغيرها، قبل فوات الأوان..


السبت، 3 يناير 2015

المثأفون المُسأسأون

لم تعد الحيرة تصيب الناس من مثل هؤلاء..
فقد يسرت لنا الأحداث إدراك خيباتهم وترديهم..
بعد أن فقدوا كل قيمة لدى مريديهم وغير مريديهم..
ولم يعد يهتم كثير منا لا بكتابتهم ولا مواقفهم..
ولا حتى بمتابعتهم.. 

وثبت لنا أنهم أفاقون انتهازيون..
دون مبادئ ولا قيم ولا دين..
شغلوا الناس بشعارات رنانة..
هم أبعد ما يكونون منها..

وأنهم لا يتورعون عن بيع الزيف..
وبث السموم وغسل الأدمغة..
مقابل سبوبة هنا وحتاية هناك..

الجمعة، 2 يناير 2015

حليمة بعيدة المنال

استطاعت المرأة المصرية تحقيق العديد من النجاحات..
ولم يعد يكفها أن تنجح في بيتها ومع أولادها وفي عملها الخاص..

وتطالب الآن عبر بعض الألسنة بأن تجند تجنيدا في السلك العسكري..
رغم أنها تستخدم بالفعل في أعماله الإدارية والمكتبية وربما المهنية..

ولا ندري إن كان بمقدورها أن تتحمل عبء مثل هذا العمل..
خاصة وسط الميادين وعبر الصحراء وعلى امتداد جبهات القتال..

وهل تقبل بما يقبل به الذكور حاليا..
حيث التصنيف والتمييز وأشياء أخرى..

وكيف سيكون موقفها من اللغة السائدة بين المشتغلين في الحقل..
وهل تتحمل أن تربط مصيرها بشهادة تبين موقفها من التجنيد...

هل يمكن أن نسمع مستقبلا محاولات لهروبها..
مثلما نسمع عمن يقطعون أصابعهم..

أو يفرون بأنفسهم من سخرة مقننة..
حتى لو هربا عبر مياه البحر...

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

مشهد ليلي ساخن

زيارة رئيس جهاز عميق لدول.. 
إقالة هذا الرئيس..
مصالحة بوساطة..
إغلاق فضائية..
فتح معبر..
ثم إغلاقه..
تسليم اباتشي..
ثم النفي..
تفجير أنبوب..

إطلاق سراح محبوسين..
تسليم مجرمين، بلاش، متهمين..
أو على الأقل التضييق عليهم..
حديث عن ضغوط..
توقعات بالمزيد..
صفقات محتملة..

سيناريو لمشهد لم يكتمل..



الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

الأحد، 7 ديسمبر 2014

الاتنين حرامية

هذه حقيقة لا مراء فيها، فكل طرف منهما يحمل الآخر مسؤولية تردي أوضاع البلد، ويبدو أن لكل منهما أجندته الخاصة، والأهم أن الطرفين لا يعملون لحساب الناس، الغلابة منهم تحديدا، ولا لحساب البلد التي يتشدقون بها، ولا يعنيهم في كثير ولا قليل إلا مصالحهم ومصالح الجماعات والقوى التي ينتمون لها والقواعد الشعبية التي يدعون بأنهم يمثلونها..

الحقيقة المرة إنها حرب مصالح ونفوذ بين حيتان وهوامير مصر، ولأي منهما ستكون له الغلبة في صراع النخب الحاصل حاليا في البلاد بين الأضداد وأعوانهم ومريديهم والتابعين لهم من كلا الجانبين..

ألا يعني كل ما حدث ويحدث أن الطرفين حرامية، ويحاولون الاستئثار وحدهم ودون غيرهم بالكعكة المصرية؟

هل يهمهم شأن الناس، وسعوا لإجراءات مادية فعلية للتخفيف عنهم، كله كلام ووعود، بل العكس هو ما حدث، وإن الإجراءات المتخذة سواء كانت من هذا أو من ذاك كانت جبائية أكثر منها استرضائية وتوزيعية؟

ملحوظة: نشرت هذه التدوينة في مايو 2014 الماضي تحت نفس العنوان ـ مع التصرف...

كله بيسجل لكله.. ومن زمااااااااااااااااااان...

الاثنين، 1 ديسمبر 2014

واهمون

عادتنا ولن نشتريها..
دائما وأبدا نحمل أحدا أو جهة ما المسؤولية عن كل ما يحدث..
فهي وسيلة تعويضية تؤمن لنا الهدوء والاستقرار النفسي..
وسط زحمة ما نلقاه يوميا من مآس، شخصية وغير ذلك..

لفترة قلنا الفلول، وأتبعناهم بالطرف الثالث..
ثم تلا ذلك الإخوان خاصة والإسلاميين عامة..
وما زال هؤلاء يتلقون ما لم يكونوا يحتسبون..
وها نحن الآن نحمل مريدي حزب الكنبة..
ما نتعرض له من ويلات ومصائب..

لكننا في الحقيقة، نظلم كثيرا مريدي حزب الكنبة..
مثلما ظلمنا ونظلم غيرهم..
ونحملهم وحدهم ما لا طاقة لهم به..
وهم بجانب ذلك يرفضون أن يكونوا كبش فداء كغيرهم..

ورغم أن قطاعا كبيرا منا ينتمون لهذا الحزب..
الوديع المسالم..

لكن من الخطأ الظن أن هؤلاء وحدهم..
من يأنسون الوداعة ويتلذذون طعم الراحة..
قانعون بالسلامة قابعون في المؤخرة..
هانئون بالمشي بجانب الحيط أو بداخله..
لن تفرق كثيرا، فهم على هامش الوعي..
وربما يبعدون عنه أميال وأميال..
آمنون في سربهم عندهم قوت شهرهم..

وإنما هناك غيرهم أيضا يسلكون المسلك ذاته..
ممن يزعمون أنهم من المهتمين والمتابعين..
ويدعون أنهم من قادة الرأي والكلمة..
ولو على مستوى الأقران..
وشلل، يجوز الكسر والفتح، الضعفاء..

هؤلاء يرون ما لا يراه غيرهم..
ويعتقدون أنهم أبرأوا ذممهم..
وخلصوا ضمائرهم بما يقومون وما لا يقومون به..
أو بما يسطرونه ويعبرون عنه..
وفوق ذلك يؤمنون..
بأنهم أدوا بما يفترض أن يؤدوه..
ولا يطالبهم أحد بأكثر من ذلك..

وأن الغير يتحمل مسؤولية ما نقع فيه جميعا..
مطمئنين واثقين أن الدائرة لن تدور عليهم..
وهم في ذلك واهمون..


الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

الشاطر و"جمعية المنتفعين"

"الشاطر" أراد أن يحول مصر بجلالة قدرها إلى "سوبر ماركت" للبضائع التركية..
هكذا قالوا، وربما برروا وفسروا وقدموا براهين وأدلة تثبت مقولاتهم..

هذا بالرغم من عدم وجود إحصاء رسمي موثق يشير لذلك، حسب علمنا...
وبالرغم من أننا لم نجد فيما نعرف ما يضير البلاد من ذلك..
فمصر تستورد كل شيء وأي شيء تقريبا..
إلا إذا كانوا لا يعرفون ذلك..

كما لا يوجد بها ما لا يخُشى عليه...
فالصناعات الحقيقية لا تتوفر في بلدنا، اللهم إلا "التجميع"...
والجميع يدرك مستوى هذا "التجميع" ذاته...

انظر فقط لكم الأجهزة التي قمت بالاستغناء عنها مؤخرا..
وقمت ببيعها لـ "بتاع الروبابكيا"...
أو أعطيتها لـ "العيال يتلهوا فيها"..
أو تخلصت منها في "الزبالة"...

ولا مانع مطلقا ـ فيما نظن ـ إذا ما فتحت مصر باب الاستيراد لدول أخرى..
فالارتكان والارتهان لمافيات الاستيراد المعروفة...
التي استطاعت تكوين أرباح تفوق بكثير المتوقع...
إضافة إلى أنه أوقع البلاد في شبكة عنكبوتية من الفساد المقنن..
فإنه ينجيها ومواطنيها، أولاد البطة السودا، من بضائع فاسدة منتهية الصلاحية ومحملة بالأمراض...

لن نلتفت لكل ذلك، مع تأكيد حق الناس في معرفة الجانب الآخر من الحقيقة...
والإجابة على التساؤلات والمعلومات المطروحة...
ومواجهة الحجج بالحجج، تركيا مقابل غيرها..
ومعرفة مافيات القمح والدواء في مقابل المافيا التركية..
التي أرادت تحويل البلد لماركت لبضائعها...

في ضوء ذلك: 
ماذا عمن حوَل مصر إلى سوق نفايات وزبالة لمصانع، عفوا، ورش دول العالم..
ماذا عن كثير من الحرف اليدوية ومصادر رزق الكثيرين التي وُئدت تحت وطأة الاستيراد غير الرشيد...

ماذا عن تحول البلاد لمكب نفايات لأسوأ صناعات العالم تلوثا، والتي يرفض الغرب إقامتها بدوله كالسيراميك والأسمنت، وغيرها...

ماذا عن المشروع الجديد للبلاد الذي يعفيها من هذا المستنقع..
ويمنعها من الوقوع في براثن شبكات فساد لا تراعي فينا إلا ولا ذمة...
ويضع لها خطة عمل واضحة تحد ـ على الأقل ـ من التبعية والانكشاف أمام دول الاستيراد وحشاكيلهم ببلدنا...

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

الوشوش الأليفة المألوفة

في فترة سابقة، لم تتجاوز سنوات...
كنا قد استبشرنا خيرا على أمل واحد فقط...

فالبلد يمكن أن ترى "خلقا" آخرين، أناسا من "عجينة" مختلفة...
غير تلك التي اعتدناها، وفُرضت علينا طوال عمرنا القصير...
أمل خادع بأن لدينا "بشرا" يمكن التغيير والتبديل فيما بينهم...

ذهبت هذه المبشرات أدراج الرياح كغيرها...
راح كل شيء دون أن يترك أثرا في نفوسنا..

إذا أردت رجل دين، فها هو "المفوه" صاعد كل المنابر..
إذا بحثت عن رجل دولة، ستجده حاضرا متأهبا لرئاسة المجلس...
أما إذا كنت تريد إعلاميا، فكلهم مشتاقون لك مستعدون لأي شيء..

في غفلة من الزمن، بل منا..
عُدنا نجتر الوشوش ذاتها...
نردد ما تلوك به ألسنتهم..

عند سؤالك عن محلل سياسي أو خبير عسكري...
فهم على القائمة جاهزون لما تريد نفثه..
رجال الأعمال في خلفية المشهد بارزون داعمون..

السراب الذي يحسبه الظمآن ماء...
عاد يطل بوجهه من جديد..
بعد أن كنا نأمل زواله..

المبدعون الذين بلغت شهرتهم الآفاق، كذبا، يفلسفون ويبررون..
الأراجوزات الراقصون أمامنا يصفقون، يهللون، ولا ينتهون..
الأساتذة الجامعيون المتطلعون في الصفوف ينتظرون..

هم من الملهم رهن إشارة وتوجيه..
بانتظار تكليف وربما أمر..
وشوش غابت لبرهة ثم تجلت وأشرقت..
أتقنت الكبر وأبدعت في العناد وفجرت في الخصومة..

الجعبة مليئة بأشباه هؤلاء..
فالبلد غنية بالكثيرين من أمثالهم...
"مرميون" هنا وهناك..
فـ "مصر ولادة"، كما يقولون..




الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

لم يكن أمامها غير ذاك

لم يكن أمامها غير أن تضع مولودها "مستقبل البلد الساخط" خارج أبواب المستشفى..

هي حالة ضمن حالات عديدة لا تكشف فحسب عن تردي مستوى الأداء في المستشفيات الحكومية، ومن المؤكد غيرها من الأجهزة...

وإنما تعكس التحول السيء في أخلاقنا نحن المصريين، سيما الذين يملكون حق المنح والمنع في المواقع المختلفة، وليس فقط أولئك المهنيون من رسل وملائكة الرحمة، الأطباء والممرضات...

لن تستطيع أن تجري عملية جراحية، حتى لو كان لديك تأمين صحي يغطي التكلفة، دون أن تلف "كعب داير" على المعارف والمكاتب والأطباء حتى يرق قلبهم لحالتك ويضعوك على قائمة الانتظار ويخصصوا لك سريرا ويفتحوا لك غرفة العمليات...

وبعد أن تقوم بكل ذلك...
وبافتراض أنك ما زلت حيا ترزق، يضحك على نفسه، ويدعي أنه حي، لكنه الموت البطيء...
ولم يستدن أهلك من هذا وذاك ليوفروا لك تكاليف العملية الجراحية حتى تذهب لما يمكن تسميته مستشفى خاص، ربما يكون غير مؤهل، وهو ليس كذلك بالفعل....
يتعين عليك أن "تتبرع" إما أنت أو أحد من أفراد أهلك البؤساء الذين يعانون فقر الدم أصلا، ورغما عنهم، بالدم...

ليس هذا فحسب، بل عليك، وبعد أن تمر بنجاح على كل هذه المراحل، بتوفير مستلزمات عمليتك الجراحية حتى لو كانت مجرد فتق، من قطن وشاش ومطهرات وأدوية وغير ذلك، ولا تنتظر أن يوفرها أحد لك...

ألم يكفك أنهم فتحوا لك المستشفى ووفروا لك سريرا وغرفة العمليات بالمجان، ويجروا العملية لك دون مقابل، كما يدعون...

بطبيعة الحال لا يضمن لك أحد بعد ذلك أن تعيش وتحيا وتأمل في غد أكثر صحة وعافية دون أن تشكو ألما أو وجعا، فهذا أمر في علم الغيب...

عليك فقط أن ترجو أن يكونوا رحماء بك بعد أن يفرغوا من تدريب الأطباء والممرضين، أن يسلموا جثتك لأهلك كاملة دون أن يقتطعوا منها أي عضو ـ عين قلب كلوة ـ يباع في سوق النخاسة بالشيء الفلاني...