ما الفرق بين ما تقوم به داعش وبين ما تقوم به كل من إسرائيل ضد الغزاويين خاصة والفلسطينيين عامة، وما تقوم به امريكا ناحية من تسميهم بـ "الإرهابيين"، وما يقوم به نظام دمشق البعثي أو العلوي، أيا كان، ناحية بقية السوريين، وما تقوم به مصر القديمة الجديدة ناحية المخالفين معها سواء من الإخوان أو من غيرهم....
السؤال المحوري: أيهما أكثر عنفا وتشددا وقسوة، الجماعات والحركات الدينية، أيا كانت تلويناتها وتصنيفاتها ومسمياتها وحتى مواقعها وأماكن تمركزها، وفي مقدمتها داعش وأخواتها بالطبع، وما تقوم به الأنظمة الحاكمة وأجهزتها البوليسية..
لماذا يمكن أن نقبل بعض ممارسات الدول، وهي أشد قسوة وقتامة، بدعوى السيادة وحماية التراب والوحدة الوطنية والنسي المجتمعي، في حين لا نقبل ممارسات أو سلوكيات تنظيمات أو جماعات، هي بالطبع مرفوضة...
دعك من هذا، ألا يمكن تفسير ما تقدم عليه داعش أو غيرها ـ بغض النظر عن شرعية ومشروعية وأخلاقية ودموية ما تقوم به، خاصة بعد نحر الصحفي الأمريكي، وهو مثل أخير لا أكثر، حيث تضم القائمة المسيحيين والإيزيديين وغيرهم ـ بأنه رد فعل لما تقوم به الأنظمة تجاه مثل هذه الجماعات والتنظيمات..
صحيح أنه ليس مبررا لهذه الجماعات لما تقوم به من ممارسات دموية عنيفة لا تخيف ولا ترعب الناس فحسب، وإنما تشوه أديان وعقائد وبشر يؤمنون بها، لكن ألا يمكن ان نعتبر سلوكياتها أشبه برد فعل لسلوكيات سيئة ضدها، أقلها رفض استيعابها واحتوائها والتعامل مع مطالبها...
الخطير تلك المحاولات المستميتة التي تربط بين مثل هذه الجماعات الداعشية ومناطق ودول بعينها، لا سيما بالطبع المنطقة العربية والإسلامية..
والأخطر الربط بينها وبين مناطق جغرافية محددة داخل دول بعينها، مثل هذا التقرير الذي أوردته صحيفة الشروق يوم 21 اغسطس الجاري، وربط فيه محرره ورئيس تحريره وممول الجريدة، ربما، بين مناطق ناهيا وكرداسة وغيرها ومثلث الإرهاب في مصر...
هو أحد التقارير الصحفية التي تضرب الأسافين وتثير الفرقة أكثر مما تثير الوعي والفهم، تقرير يربط بطريق مباشر وصريح بين ساكني مناطق بعينها باعتبارها ظهيرا لمثلث الإرهابيين في مصر، وهو تقرير يفضح الفكر الملتوي بين الفقر والعشوائية وغياب المرافق والخدمات وربما الدولة وضياع الدين وتوظيفه بشكل سلبي لأغراض معينة