السبت، 23 أغسطس 2014

النظم الحليقة.. التي تحلق لشعوبها

قالوا لنا إنه ربيع عربي لابد من إطلاقه وتدشينه ومعرفة تبعاته وتقدير تداعياته حتى لو اضطررنا إلى تفكيك المنطقة وإعادة تركيبها من جديد وبلفظ الدكاترة السباكين البناء على نضيف...

مع ذلك، وعند أول منعطف بدا فيه هذا الربيع ملبدا بالغيوم بفعل ظروف كثيرة منها عدم النضج السياسي الكافي والعقبات التي وضعت في طريقه من الجميع، لا تجدهم يدافعون عنه ولا يحمونه...

بل وألقوا وما زالوا يلقون بأصحاب هذا الربيع المأزوم في أتون محرقة السياسة والمصالح الاستراتيجية العليا والأمن العالمي التي لها الأولوية على كل ما عداها من شعارات وفي مقدمتها الديمقراطية وحقوق الإنسان...

الحديث عن غرب مسيطر لا يعنيه في كثير أو قليل إلا أولوية مصالحه حتى لو كان ذلك على حساب شعوب تواقة للتحرر من التبعية له وتواقة للانعتاق من الخضوع لنظم ضعيفة مهزومة أمامه..

على صخرة الاستقرار الإقليمي ومصالح الحلفاء كإسرائيل ودعم النظم الصديقة والحليقة، التي تحلق لشعوبها، تتحطم كل الادعاءات التي قيلت بشأن الربيع العربي بدعوى أنه مؤامرة وصناعة للفوضى حيكت في الغرب وخضع لها المغرر بهم ممن وصفوا كنشطاء واتهموا بأنهم ممولون من الخارج ولهم أجندة أجنبية...

الدولة الوطنية وضرورة الحفاظ عليها وحماية سيادتها وحدودها الإقليمية، فضلا عن ضمان الإبقاء على مؤسساتها الركينة،وفي مقدمتها الجيش، هي الحجة البديلة التي رفعت لتثبيت وتكريس الوضع القائم بكل مساوئه، واللي مش عاجبه يكتب له كلمتين في التيس توك ويكفيه وصفه بأنه ناشت انترتيتي_ هههه...

لم تعدم النظم الذليلة لأسيادها في العالم المتقدم المستأسدة فقط على شعوبها وسيلة في تأكيد تورط الغرب نفسه في هذه المؤامرة المزعومة عن هذا الربيع العربي الذي استحال إلى شيء اخر غير المأمول له بفعل الغرب ذاته وأذنابه هنا وهناك...