الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

عصور الجلة والطلمبة

لا تعتريك الدهشة من مجرد قطع التيار الكهربي ولا حتى المياه عن البيوت والمصانع لساعات تزيد عن فترات ونوبات كاملة..

لكن الدهشة تأتيك من هؤلاء المعارضين الثوريين وكبار رموزهم، فضلا عن النفيخة والهتيفة الذين يسيرون ورائهم، ولا يجددون غضاضة في العيش في ظل عصور ما قبل الجلة والطلمبة معا..

يبررون تزلفهم، وربما كرههم للآخرين، بأنها ليست المرة الأولى التي تنقطع فيها الكهرباء ولا الماء...

ويدعون أن مصر ليست وحدها التي تعاني هذه المأساة التي تعكس ارتفاع مستواهم المعيشي على اعتبار أن كل الناس بات عندهم مراوح ومكيفات ويدخلون حماماتهم بكثرة...

وإن وجدت أحدا يبدي امتعاضه أو يظهر اعتراضا، فأقصى ما يتشدق به هو اتهام الحكومة، وليس الدولة ولا القيادة الملهمة، بالإهمال وأنها تقوم بممارسات "قلة أدب" بحق شعبها..

هل هذا هو أقصى ما يمكن أن يعبر به هؤلاء عن واقعهم المزري..
صحيح، إذا لم يثيرهم قتل ولا ملاحقة ولا رصد المخالفين معهم..
ولم يحرك فيهم عمليات تأديب غيرهم الممنهجة ولا فتح جيوبهم المخرومة..
فكيف يثيرهم مجرد إعادتهم لعصور الجردل والطشت وباجور الجاز...