‏إظهار الرسائل ذات التسميات حرية الإعلام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حرية الإعلام. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

لماذا نقرأ

فقط لأننا نريد أن نجد أحدا يصدقنا..
ويؤمن بقناعاتنا..

دون ذلك..

يصم الجميع آذانهم..
ويغلقون أعينهم..
ويسبون ويلعنون من يخالفهم الرأي..
ويجاهر به..

الأحد، 3 أغسطس 2014

الحرية مسؤولية

لم أجد فيما عرض من أفلام سينمائية، أمريكية تحديدا، وهو قليل، إلا ما يراد له أن يروج، خاصة في عالمنا النامي الثالث المتخلف، أيا كانت تسميته، وهو الرفاهة والنعيم والحرية، فضلا عن القوة الأمريكية بكل مظاهرها..

ولم تتعرض الأفلام المتداولة لمشاكل حقيقية يعاني منها المجتمع الأمريكي مثل غيره من المجتمعات الغريبة منها والشرقية على السواء...

والواضح أن النغمة ذاتها السائدة في مصر تسود هناك، الجمهور عاوز كدة، أو تحديدا أن صناع السينما وأصحاب الفلوس ـ حتى لو كانوا جزارين أمريكيين ـ عايزين كدة، حجتهم في ذلك أن السينما ذاتها صناعة لابد أن تدر ربحا، وأن الناس مش ناقصة نكد لأنها عايشاه وتمكنت منه مثلما تمكن منها، وربما هناك توجيهات ضمنية عليا بعدم الكشف أو التركيز على عيوب المجتمع والدولة والنظام...

لكن لا يعني ذلك أنه لا توجد سينما حقيقية بمفهومي كمشاهد، غير أنها محدودة إلى درجة كبيرة جدا، خاصة تلك التي يشاهدها جمهور المنطقة، ومصر تحديدا، وتكشف الكثير عن مواطن الخلل التي يحاولون تجميلها أو مواراتها عن الأنظار بدوافع مختلفة...

قد يكون من بين هذه الدوافع التي تركز على نوعية معينة من افلام السينما دون غيرها: طبيعة المصدر الذي يروج لهذه الأفلام أو الوسيط، خاصة المحطات الفضائية المصرية والعربية أو غيرها..

ربما الدوافع تسويقية بحتة، لأن نسبة المشاهدة لأفلام الأكشن، خاصة تلك التي تروج لفكرة البطل الامريكي السوبر الخالد الذي لا يغلبه غالب، والرعب، وتبادل الصديقات، والتحرر من القيود، ورفاهة العيش، إضافة إلى أنها تعالج نقصا نفسيا مصريا عربيا، فإنها تحظي بنسبة مشاهدة أكبر مقارنة بغيرها تلك التي تتناول مشاكل المهمشين والأقليات والفضائح السياسية والقلق المسيطر على قطاع كبير من المجتمع الأمريكي بسبب اللهاث وراء التطور المادي، فضلا عن الانعزال عن مجمل الشؤون السياسية، والخوف من الغد أو المستقبل بمرضه وموته وما إلى ذلك...

الإشكالية هنا، ليست في كل ما سبق فحسب، سيما أنها تمس عمق مجتمعاتنا، معتقداتنا، ثقافتنا، أمراضنا النفسية والاجتماعية..

وإنما فيما تحتويه الأفلام الأمريكية من رموز وقيم يحاولون ـ الغرب وأتباعه المروجين له  من بني جلدتنا ـ تعميمها كـ: قيمة القوة بكل مظاهرها، والتي لا يجب أن يقف أمامها شيء حتى لو كان شرعي ومشروع...

الاستهلاك البذخي الذي بات سمة من سمات مجتمعاتنا، ولا ترى أجنبي ننظر له بتطلع وشغف إلا وبُخل الدنيا فيه، وينتظر منك أنت أن تتفضل عليه بعزومة أو كادو بسيط، وفي العادة لا يردها....

أوالتقدير المبالغ فيه الذي يناله الرمز في الأفلام الغربية سواء كان سياسي أو ديني، وهي قيمة تنافي فكرة النقد ذاتها، ويقاس هذا بما يحدث في أفلامنا، حيث تتوه هذه القيمة، ويروج دائما لها باعتبارها من غير المقدسات ولا الثوابت الواجب احترامها وإضفاء التبجيل اللازم عليها..

انظر مثلا للصورة التي تحملها أفلامنا لرجال الدين أو لرجال الأعمال، فهم إما شهوانيون أو نصابون، ويتم الترويج لصورة مضللة مشوهة عنهم وبالذات لرجال الدين، من الشيوخ تحديدا بالطبع، وهو ما لم ير في غالبية الأفلام الأمريكية، في العادة، إذ ربما يحاولون صياغة الصورة السيئة للبعض دون أن يعمموها، فهي لفرد واحد فقط، وليس لرمز يعبر عن مجموعة أو مؤسسة أو كيان، في حين أن الصورة عندنا للمجموع، فكلهم بتوع نسوان أو بتوع بطنهم أو حرامية...

يبدو أن السبب في ذلك يرجع إلي القيود المجتمعية المفروضة على وسائل الميديا المختلفة في الغرب بالمقارنة بنا، فهم يخشون مقاطعة مكونات معينة في مجتمعاتهم...

كما أن أطقم الخبراء والمستشارين الفنيين والقانونيين يحددون للمؤلف أو المبدع النطاق الذي يعمل فيه ولا يجب أن يتجاوزه، في حين أننا نعيش وفق مدرسة تعتمد الإثارة منهجا، فالخبر لدينا ألا يعض الكلب شخصا، وإنما أن يعض هذا الشخص الكلب، القاعدة عندنا هي الاستثناء الذي يجب تعميمه بالمقارنة بالغرب الذي يمنع مستشاروه المبدعين من التطرق للقضايا والصور التي يمكن أن تحسب عليهم، أو يمكن أن تتسبب في ملاحقتهم قانونيا أو قضائيا أو اعلاميا ومجتمعيا...

الرموز في ميديا الغرب حقوقهم مصانة مقارنة بالشخوص، ولم أجد - فيما أعرف - من يتطرق إلى الاتهامات التي وجهت لقساوسة بالتحرش أو الاعتداء على أطفال، وكذلك اليهود والإسرائيليون لا يمكن الاقتراب منهم إلا تعريضا سواء في قداس ديني من خلال القلنصوه أو عمل استخباراتي يمجد من عناصرهم...

وهكذا تأتي المحاذير الأخرى الواجب الالتزام بها من قبل الميديا الغربية في السياسة والتجارة والأعمال والثقافة والفنون وغيرها...

التساؤل الذي يطرح نفسه هنا: لماذا نهدر نحن قيمنا وتراثنا ورموزنا؟ لماذا لا توجد جهة ما تمنع أحدهم في فيلم أو برنامج أو مادة ما من تعميم النماذج السيئة على فئات وشرائح بعينها من مجتمعاتنا؟

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

الأمل يحدونا ألا تتراجع وتتمسك بموقفها المرفوض

كلنا أمل ـ رغم أنه أمل في غير محله، ولا يناسب الموقف مطلقا ـ أن تتمسك القاهرة بموقفها بشأن الأحكام التي صدرت بحق الموظفين "الأجانب" فقط دون غيرهم، الذين يعملون لحساب قناة الجزيرة القطرية، وتم الحكم عليهم قبل سويعات بمدد تتراوح بين السبع والعشر سنوات..

هذا الأمل المخادع في التمسك بموقف خاطئ، يعود لأننا نخشى أن يتمخض الجبل فَيلِدُ فأرا، وتتراجع القاهرة المحروسة عن هذه الأحكام تحت دعاوى شتى إما بدعوى تعميق العلاقات الجيدة مع استراليا وكندا..
وتارة ثانية باسم العفو الرئاسي في ظل العهد الميمون الذي نشد على يديه بعد أن تنازل عن نصف راتبه ونصف ثروته لصالح البلد..
وتارة ثالثة لدعاوى مرضية والحالة الصحية للمحكوم عليهم..
وتارة أخرى باسم حرية الرأي والتعبير وتقدير الحكومة له بدلالة القبض على المتظاهرين ووقف البرامج وحظر الأفلام ومنع عرض المسلسلات والتضييق على أصحابها لأنهم من المغضوب عليهم والضالين..

نأمل ألا تخضع القاهرة لتلك الضغوط التي تتوالى عليها الآن من كل حدب وصوب نتيجة التمسك بأحكام القضاء الشامخ، ورفض التدخل في شؤونه، وأن تقف وقفة رجل واحد في مواجهة تلك الحملة الشرسة التي تنال من سمعة نظامها الجديد الذي يخشى "شوية عيال" يعملون في فضائية ذات توجه معارض مغرض، أيا كان..

صحفيون لم يرتكبوا جريرة سوى أنهم حاولوا أن يؤدوا واجبهم، وما تفرضه عليهم متطلبات العمل في فضائية مختلفة ـ بغض النظر عن صحة ومهنية ذلك من عدمه ـ فقط لأنهم حاولوا عرض وجهة النظر الأخرى للخبر والحدث الإعلامي الذي يغطونه، ولأنهم مشبوهين بـ "تهمة" التعاون مع الإخوان، ذلك العدو الشبح الجديد، وربما التخابر معهم لا ندري..

يحدونا الأمل ألا تخاف القاهرة، ولا تخشى من مغبة هذه الأحكام في وجه الاعتراضات والانتقادات الدولية التي تواجهها حاليا من دول كبرى، وتصر على موقفها الرافض الإفراج أو إعادة محاكمة أناس لا ذنب لهم سوى أنهم خالفوا "النغمة" التي لا ينبغي إلا أن تسير في اتجاه واحد دون غيره، ولأنهم تعاطوا مع صوت آخر مختلف في وقت توحدت فيه سيمفونية المعركة القادمة والحرب ضد الإرهاب والإرهابيين..

بطبيعة الحال، فإن التمسك برفض التراجع عن الأحكام، ورغم أنه في غير موطنه، لكنه يعكس ثباتا ورسوخا وقدرة على مواجهة أعتى الملمات والتحديات التي يمكن أن تفرضها دول غربية على الدولة المصرية القديمة المتجددة، ويؤكد أن مصر بصدد بناء دولة مختلفة بإمكانها التصدي للضغوط التي يمكن أن تمارس ضدها، حتى لو كانت هذه الضغوط تسيء لها وتشوه صورتها في الخارج تحت شعار محاكمة الصحفيين..

لم تكن الدولة المصرية بحاجة إلى أكثر من مثل هذه الأحكام "القوية" التي لا استئناف عليها حتى تؤكد للجميع بأنها تعيد بناء مقومات قوتها وصورتها في الداخل والخارج على السواء، وأنها لن تثنيها عن الخطوات "التعميقية" ـ إن صح هذا التعبير المشتق من من الدولة العميقة ـ  التي قامت وتقوم بها منذ ما قبل عام إلا "الشديد القوي" الذي يمكن أن يعيد الحق لأصحابه، ويحد من "غطرسة القوة" التي تمارسها، و"اللي آخرها وحش"، كما يقول المصريون الشعبويون..

جملة اعتراضية طويلة كان من المفترض أن توضع في الفقرة الأولى من هذه التدوينة: للعاملين المصريين في الجزيرة القطرية الذين يحملون "الجنسية المصرية"، باعتبارهم درجة ثانية، لهم المولى عز وجل..
إذ لن يدافع عنهم أحد، فهم عبيد إحساناتنا، شأنهم شأن العاملين في حقل الإعلام المعارض عامة للدولة القديمة المتجددة، الذين لا يسايرون الجو، ويتعرضون بحكم مخالفتهم للنظام والآداب العامة للأذى والتضييق والملاحقة..
فهؤلاء لا صاحب لهم يقدرهم ويهتم بهم ويحميهم مثلهم مثل المصريين "المحظوظين" الذين يحملون جنسيات دول أخرى تقدر وتهتم وتدافع عن مواطنيها حتى لو كانوا من ذوي أصول أجنبية..