‏إظهار الرسائل ذات التسميات مصر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مصر. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 19 أكتوبر 2014

ترفيه أكتوبر

كان صاحبي المتعوس بعد ما علقوا في "سيرته" فانوس، الساخط دوما على الأوضاع رائدا للحركة التقدمية في منطقتنا التي لا ترى غير النصف الفارغ من الكوب، والذي يتهمنا دوما بالتفاؤل رغم عدم وجود ما يستدعي ذلك..

... كان يأمل أن تصيبه نفحة من نفحات "ترفيه" أكتوبر، ولو حتى طقم كوبايات سريعة التكسر، التي تساقطت على عموم المصريين كالسيل نهار الاحتفال بأعياد هذه الحرب المنسية والمستمرة إلى الآن بعد أكثر من أربعين "قهرا" من العمر، أي جيل كامل ويزيد..

ودائما ما كان يردد أنه لو تعرض لإحدى هذه النفحات، وسقطت عليه ولو نفحة واحدة، لكان غير رأيه بشأن الكثير من الملفات والموضوعات والقضايا، سيما في عصر قائدنا الملهم الهمام "سنقر الكلبي" ومعاونيه "كعبورة" و"أبو شفتورة" وولده "جلجل"...

لكنه وبعد ما كان يمني نفسه بأماني عراض، متأهبا لإعادة النظر في مواقفه، وأن هناك ما يدعو للتفاؤل بالفعل شريطة أن يحصل شيئا في المقابل كعادتنا نحن الانتهازيين، وجد أنه سيظل دائما وأبدا منحوس، ولن يغير حظه هذا سوى تغيير الحالة برمتها وليس مجرد تغيير الواجهة...

انتظر صاحبنا الكثير، وتخير مكانا محددا لن تخطأه طائرات "الأباتشي" وغيرها التي تتولى مهمة "إسقاط" الهدايا على رؤوس المصريين، وبالفعل وفي المكان المحدد، انهالت على رأسه ورأس الذين لم ينتظروا شيئا رايات النصر المظفرة مبشرة إياهم بمستقبل كله فخر ورقي وازدهار...

سأله أحدهم مستنكرا ماذا وجدت في "الكيس الأسود" الذي التقطته يداك قبل رأسك، رد عليه متأففا: أنت بتستهبل ياروح أمك، ما أنت عارف إنه "عَلَمْ"...






الأحد، 29 يونيو 2014

الرشوة عنوانا

لا يعنينا هنا ما تردد قبل يومين في الصحف الإسرائيلية، ولم تنقله ولا صحيفة مصرية حسب متابعة البعض، ويبدو أنه وصل أخيرا وبعد عناء، بشأن استدعاء وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بنيامين آليعازر للتحقيقات لاتهامه بتلقي أموال شهرية من الرئيس المصري المخلوع لقاء تسهيلات وأطراف ثالثة وما إلى ذلك..

ما يعنينا ـ إن صحت هذه الاتهامات ـ ليس موقف مبارك ولا جماعته ولا أصحابه ومريديه من جوقة "آسفين يا ريس"، ولا حتى موقف الإسرائيليين الذين لن يتورعوا عن جر من يرتأونه متورطا في هذه القضية بدلالة قضية رئيس الحكومة السابق أولمرت التي تم تداولها لسنوات في المحاكم، وحكم عليه فيها مؤخرا لخمس سنوات، وإنما موقف الحكومة المصرية الحالية من تداعيات مثل هذه القضية..

إذ إن السؤال الذي سيطرح نفسه وقتها والآن في الحقيقة، من أين كان يدفع مبارك هذه الأموال، التي تردد أنها راتب شهري بلغ 25 الف دولار، وفي أي مقابل كانت تدفع بالإشارة إلى الخدمات التي تقدم لرجال أعمال إسرئيليون يعملون في القاهرة بواجهات مختلفة، ربما يكون منها لسياسيين ونافذين مرتبطين بسياسيين، وفي قطاعات شتى..

لن نتحدث عن علاقة مبارك ببن آليعازر، فهي حميمية ومعروفة للجميع، ويمكن الإطلاع عليها من المواقع والمصادر المختلفة، كما لن نتحدث عن علاقة القاهرة بتل أبيب، إذ لا يحكمها فقط اتفاقات ومعاهدات إستراتيجية، ترعاها دول كبرى، وكذلك لن نتحدث أيضا عن دعم إسرائيل المتواصل للحكم بالقاهرة وموقفها من النظام الإخواني بالمقارنة بالنظام القديم المتجدد الحالي..

وإنما يمكن أن نتحدث عن وشائج القربى التي تربط النافذين المصريين بنظرائهم الإسرائيليين، والتي دفعت البعض للتصريح علنا بأن أمن إسرائيل من أمن مصر، والعكس بالعكس، وتعلمون بالطبع ماهية هذا الأمن، إذ لا يعني مقومات الأمن المتعارف عليها، ولكن أمن الحكومات والنظم دون غيرها، وملعون أي شيء آخر..

السؤال الأخطر يتعلق بنهج الحكومة المصرية في التعاطي مع أعدائها الخارجيين، إذ يتردد على نطاق واسع أنها تستخدم الرشوة أداة لدعم مواقفها لدى بعض الحكومات الأجنبية، سيما منها الأفريقية، قضايا المياه نموذجا، وقد لا يكون ذلك نقيصة في ذاته، إذ إنها آلية معروفة في العلاقات بين الدول ما دامت ستضمن تحقيق مصلحة حيوية إستراتيجية عليا لا يختلف عليها..

لكن الخطورة في المسكوت عنه في مثل هذه القضايا وغيرها:
فبن آليعازر قيل أنه كان يتقاضى المبلغ المذكور مقابل عمله مستشارا للرئيس المخلوع، وكأن البلد ناقصة مستشارين..
ودلالات هذه الاستشارات المقدمة من وزير دفاع أو "حرب" دولة حاربت القاهرة معها مرات، وبينهما أو على الأقل بين شعبيهما عداء كامن ينتظر الفرصة لانفجاره..
ناهيك عن نجاح أو فشل مثل هذه السياسات، وهو ما قد يعكس عدم وجود سياسة حقيقية تضمن لك حقا وتثبت لك موقفا دون أن تدفع في مقابله شيئا..
وأشياء كثيرة أخرى..

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

الأمل يحدونا ألا تتراجع وتتمسك بموقفها المرفوض

كلنا أمل ـ رغم أنه أمل في غير محله، ولا يناسب الموقف مطلقا ـ أن تتمسك القاهرة بموقفها بشأن الأحكام التي صدرت بحق الموظفين "الأجانب" فقط دون غيرهم، الذين يعملون لحساب قناة الجزيرة القطرية، وتم الحكم عليهم قبل سويعات بمدد تتراوح بين السبع والعشر سنوات..

هذا الأمل المخادع في التمسك بموقف خاطئ، يعود لأننا نخشى أن يتمخض الجبل فَيلِدُ فأرا، وتتراجع القاهرة المحروسة عن هذه الأحكام تحت دعاوى شتى إما بدعوى تعميق العلاقات الجيدة مع استراليا وكندا..
وتارة ثانية باسم العفو الرئاسي في ظل العهد الميمون الذي نشد على يديه بعد أن تنازل عن نصف راتبه ونصف ثروته لصالح البلد..
وتارة ثالثة لدعاوى مرضية والحالة الصحية للمحكوم عليهم..
وتارة أخرى باسم حرية الرأي والتعبير وتقدير الحكومة له بدلالة القبض على المتظاهرين ووقف البرامج وحظر الأفلام ومنع عرض المسلسلات والتضييق على أصحابها لأنهم من المغضوب عليهم والضالين..

نأمل ألا تخضع القاهرة لتلك الضغوط التي تتوالى عليها الآن من كل حدب وصوب نتيجة التمسك بأحكام القضاء الشامخ، ورفض التدخل في شؤونه، وأن تقف وقفة رجل واحد في مواجهة تلك الحملة الشرسة التي تنال من سمعة نظامها الجديد الذي يخشى "شوية عيال" يعملون في فضائية ذات توجه معارض مغرض، أيا كان..

صحفيون لم يرتكبوا جريرة سوى أنهم حاولوا أن يؤدوا واجبهم، وما تفرضه عليهم متطلبات العمل في فضائية مختلفة ـ بغض النظر عن صحة ومهنية ذلك من عدمه ـ فقط لأنهم حاولوا عرض وجهة النظر الأخرى للخبر والحدث الإعلامي الذي يغطونه، ولأنهم مشبوهين بـ "تهمة" التعاون مع الإخوان، ذلك العدو الشبح الجديد، وربما التخابر معهم لا ندري..

يحدونا الأمل ألا تخاف القاهرة، ولا تخشى من مغبة هذه الأحكام في وجه الاعتراضات والانتقادات الدولية التي تواجهها حاليا من دول كبرى، وتصر على موقفها الرافض الإفراج أو إعادة محاكمة أناس لا ذنب لهم سوى أنهم خالفوا "النغمة" التي لا ينبغي إلا أن تسير في اتجاه واحد دون غيره، ولأنهم تعاطوا مع صوت آخر مختلف في وقت توحدت فيه سيمفونية المعركة القادمة والحرب ضد الإرهاب والإرهابيين..

بطبيعة الحال، فإن التمسك برفض التراجع عن الأحكام، ورغم أنه في غير موطنه، لكنه يعكس ثباتا ورسوخا وقدرة على مواجهة أعتى الملمات والتحديات التي يمكن أن تفرضها دول غربية على الدولة المصرية القديمة المتجددة، ويؤكد أن مصر بصدد بناء دولة مختلفة بإمكانها التصدي للضغوط التي يمكن أن تمارس ضدها، حتى لو كانت هذه الضغوط تسيء لها وتشوه صورتها في الخارج تحت شعار محاكمة الصحفيين..

لم تكن الدولة المصرية بحاجة إلى أكثر من مثل هذه الأحكام "القوية" التي لا استئناف عليها حتى تؤكد للجميع بأنها تعيد بناء مقومات قوتها وصورتها في الداخل والخارج على السواء، وأنها لن تثنيها عن الخطوات "التعميقية" ـ إن صح هذا التعبير المشتق من من الدولة العميقة ـ  التي قامت وتقوم بها منذ ما قبل عام إلا "الشديد القوي" الذي يمكن أن يعيد الحق لأصحابه، ويحد من "غطرسة القوة" التي تمارسها، و"اللي آخرها وحش"، كما يقول المصريون الشعبويون..

جملة اعتراضية طويلة كان من المفترض أن توضع في الفقرة الأولى من هذه التدوينة: للعاملين المصريين في الجزيرة القطرية الذين يحملون "الجنسية المصرية"، باعتبارهم درجة ثانية، لهم المولى عز وجل..
إذ لن يدافع عنهم أحد، فهم عبيد إحساناتنا، شأنهم شأن العاملين في حقل الإعلام المعارض عامة للدولة القديمة المتجددة، الذين لا يسايرون الجو، ويتعرضون بحكم مخالفتهم للنظام والآداب العامة للأذى والتضييق والملاحقة..
فهؤلاء لا صاحب لهم يقدرهم ويهتم بهم ويحميهم مثلهم مثل المصريين "المحظوظين" الذين يحملون جنسيات دول أخرى تقدر وتهتم وتدافع عن مواطنيها حتى لو كانوا من ذوي أصول أجنبية..

الأحد، 22 يونيو 2014

دول "عالة" على شعوبها

القضية الأخرى خاصة بالشأن الداخلي لكل تلك الدول التي ذُكرت سلفا في التدوينة المشأومة السابقة، والتي "كَبَسَت على مراوحنا" لأيام حتى نفهمها، إذ أشهد أنني لم استوعبها إلا بعد عناء، فعذرا لقارئ لم يحط بها كاملة..

وهذه الدول المكلومة بأوضاعها الداخلية كانت وما زالت وستظل تعاني منذ أن أوجدتها وأنشأتها دول الاستعمار الكبرى حماية لإقطاعياتها التقليدية والطبقات التابعة لها فيها..

وهي حقيقة لا مراء فيها، فلم يكن لهذه الدول المقطعة أوصالها أن تظهر، أو أن توجد أو حتى أن تبقى وتستمر بعد أن انتهت وانهارت فعليا الدول الشبيهة لها حتى في أعماق أفريقيا وجمهوريات الموز دون مساعدة ودعم من الدول الكبرى الراعية لأنظمتها التابعة  لها..

ولا يخفى بالطبع أن هذه الدول "الأبوية" ما تزال تتفضل علينا نحن الذين لم نبلغ سن الرشد بعد أكثر من ستة أو سبعة عقود مما يسمى بـ "الاستقلال" بتوجيهنا وإسباغ الحماية علينا حتى باتت دولنا ـ أو دولهم في الحقيقة ـ تمثل عبئا عليها الآن، في حين أنها تمنع عنها أي تطور قد يؤثر على "استقرار" مصالحها أو "تدفق" نفوذها..

المهم، وكما هو ملاحظ، أن أوضاع الدول الداخلية في المنطقة المأزومة تجعل من الصعب التكهن بما سيحدث في قابل الأيام في ظل التطورات والمستجدات الهائلة التي تحدث على الساحة اليوم، حيث:

زيادة هوة الانقسام والتشرذم بين الناس..
وبزوغ نزعات الإقصاء والتشدد والتطرف والعنف، ليس فقط لدى الاتجاهات الدينية..
وزيادة وتيرة التداخل بين المحلي والإقليمي والعالمي مع التداعيات المصاحبة لذلك..
وتعرض سيادات الدول وحدودها للاختراق والضعف والوهن وربما الانكسار والتحلل..
وتصاعد وتيرة التجرؤ على الدولة ككيان تقليدي وأجهزتها وسلطاتها وأنظمتها..
وغياب الدولة العمدي عن القيام بأدوارها المطلوبة منها ناحية شعوبها، سيما التوزيعية منها..
واتجاه الأنظمة والحكومات لتغليب مصالح المنتفعين بها وعلى حساب العامة والبسطاء..
وغير ذلك الكثير..

صحيح أن تلك الأوضاع هي قائمة منذ أمد، وتم التعتيم والسيطرة عليها والتحكم بها قسرا، لكنها زادت بروزا وقسوة وقتامة خلال السنوات الثلاث الماضية إلى درجة أنها جعلت الدول تلك الكيانات السائدة، فضلا عن أنظمتها التقليدية المعروفة وتابعيهم من شلة "الحشاكيل" المنتفعين الانتهازيين، والشعوب بالتبعية، عرضة لخيارين أحلاهما مر:

أحدهما: إبقاء الوضع على ما هو عليه، حيث تستمر الدول في غطرستها والأنظمة والحكومات في تحديها دون اعتراف بأحقية الشعوب في أن يكون لها رأي مقدر ومحترم ونصيب من كعكة المصالح والنفوذ التي يستأثر بها فئة واحدة فقط دون بقية الناس حتى لو كان ذلك مخالفا للأعراف والتقاليد والآراء السائدة للغالبية المسيطرة..

الخيار الآخر يتعلق بنزوع الناس، أو بعضها على الأقل، إلى البحث عن وسيلة أخرى يستطيعون بها التعبير عن مكنونات أنفسهم ورغبتهم في أن يروا وضعا وحياة ودول وحكومات مختلفة وتكريس رفضها لممارسات أقل ما توصف بأنها غير إنسانية يتعرضون لها يوميا وفي كل لحظة من لحظات حياتهم وسواء داخل بيوتهم أو فور خروجهم منها للبحث عن لقمة عيش يقتاتون بها وعيالهم..

والواضح أن كلا الخيارين تعيشهما شعوب ودول المنطقة حاليا مع اختلاف الدرجة والمستوى، خاصة تلك التي قيل أنها عاشت جزءا من الربيع العربي ثم استحال إلى صيف قائظ الحرارة..

وهنا تجد دولا وحكومات فاشية، تزداد قساوتها مع المختلفين معها المعارضين لها، ولا تعدم وسيلة إلا وتردعهم بها حتى لا يتجاوزوا الخطوط الحمر التي رُسمت لهم..

بينما تحاول شعوب، أو بعضها على الأقل، مواجهة تلك الفاشية، والتأكيد بأنها لا ترغب سوى أن تكون ضمن القافلة شرط أن يتغير ربانها وكلابها، وهي مدركة تماما أن هذا التغيير قد لا يضمن لها التحسن، ولكن مجرد أن ترى رؤساء وحكومات وسياسات مختلفة عن تلك التي عهدتها طوال عقود وربما قرون إذا ما عدت بالتاريخ إلى الوراء..

تجتمع في المنطقة الآن كل أسباب التغير المفاجئ، وربما العنيف والدموي، ومصر ليست بعيدة عن ذلك، فإنك قد تملك القدرة الآن على إقرار الأوضاع التي تريدها، لكنك لا تملك على المدى الطويل الأسباب والبواعث التي تضمن لك هذا الاستقرار..


الخميس، 19 يونيو 2014

داعش على حدود بغداد والحر بالقرب من دمشق والحوثيون بجانب صنعاء والنصرة على مشارف بنغازي وصولا لطرابلس والإخوان في طريقهم للقاهرة

عنوان طويل جدا.. نعم، يخالف كل قواعد العمل المهني.. ولما لا، قد يغضب البعض منا، خاصة بالنسبة للقاهرة، لأن الإخوان لم ولن يقتربوا منها.. صحيح وما المشكلة في ذلك، لكن القافية حكمت..

تثير الأحداث في المنطقة الكثير والكثير من الهواجس سواء بالنسبة للحكومات في الشرق الأوسط والعالم، أو بالنسبة لقاطنيها من الشعوب الذين لا يستطيعون التعرف وحتى الآن كيف تدار الأمم وتساس، ويُستغلون بطريقة أو بأخرى، وربما طواعية وبرغبة منهم، في حملات التعتيم والتضليل والغسيل التي يتعرضون لها في كل لحظة وبشكل يومي..

للقضية اليوم جانبين مهمين أحدهما خاص بالشأن الإقليمي، وفي القلب منه مصر وما يحدث فيها، وارتباطاته العالمية، إذ لا يمكنك وأنت المتابع العتيد إلا أن تقذف بنفسك صريعا من أعلى شرف هار حتى ترتاح من مواجهة هذه الفوضى العارمة التي تُدار فيها النزاعات والصراعات والحروب بالوكالة بين أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية على أراضي المنطقة الموعودة دوما بذلك، أو على الأقل طوال تاريخها الحديث والمعاصر المعروف، التي يبدو أن فكرة الرجل المريض لن تتخلص منها لا في ربيع ولا خريف ولا حتى شتاء أو صيف وستظل تلاحقها إلى أبد الآبدين..

داعش بمقاتليها العرب والأجانب تتحرك نحو بغداد لتسقط حكومة طائفية، وهي تمارس الطائفية بدورها كي تبرر ما تقوم به، وتتلقى دعما وتمويلا من دول تنفي عن نفسها طائفيتها، وهي تمارس الطائفية في أجلَّ صورها عندما تقصي المخالفين معها، وتدعم أنظمة دول أخرى تأبى إلا أن تكون وحدها على الساحة دون أن تشاركها الكعكة أية قوى أو فصائل أخرى، وهذه الأخيرة لا تتورع عن القيام بأي شيء حتى لو كان غير شرعي ولا مشروع ولا أخلاقي ولا ديني ما دام ذلك سيضمن لها تحقيق قدر من مصالحها الذاتية الآنية المباشرة، والغريب ان هذه القوى التي في غالبيتها اسلامية سلفية سنية تواجه رفضا لا تواجهه نظيرتها الموجودة في العراق وسوريا، وهو ما يلاحظ في الموقف العربي من هذه القوى التي تحارب الانظمة في مصر وليبيا..

جملة اعتراضية: لخبطة مش كدة، الاكثر لخبطة كالسياسة ما يحدث ردا على ما سبق، وهو كالتالي..

بدورها لا تجد دول أخرى بدا من التدخل حماية لمصالحها ومناطق نفوذها ومريديها في مواجهة الدول الأولى، وهي لا تعدم وسيلة أو حجة إلا واستخدمتها وأطلقتها سواء في العراق أو في سوريا أو اليمن أو حتى مصر وليبيا للضغط على من تعتبرهم أعوانا للشيطان، وهي أقرب منهم له، إذ بالرغم من انها تدعي محاربة هذا الشيطان تجأر إليه بالشكوى عبر أعوانها كي يتدخل وينقذها من خطر داعش المتحرك والممتد، ولا تتورع عن الإتيان بأفعالها الخبيثة لزرع الفتنة والانقسام في بلاد منقسمة أصلا عبر أذرعها وأياديها وقواتها المناظرة ممثلة في المليشيات التي تعلن استعدادها لحماية العتبات المقدسة من ايدي من تسميهم العابثين من التكفيريين الارهابيين..

لذلك نجد حزب الله في سوريا والذي اعاد به الاسد التوازن في مواجهته للسوريين، وحرسا ثوريا وميليشيات في العراق تحارب بجانب المالكي منعا لإسقاطه، وحوثيين تريد ان تسقط حكومة يمنية معروف انها مدعومة من السعودية، والتي تعرضت قبل فترة لمحاولة لاختراق حدودها من جانب هؤلاء الحوثيين الذين يتحركون طائفيا، ويتردد بقوة انهم مدعومون ايرانيا، واخوانا وجهاديين ـ كما ذكرنا سلفا ـ تحارب الانظمة المدعومة عربيا في كل من مصر وليبيا..

وللحديث بقية...