الخميس، 19 يونيو 2014

داعش على حدود بغداد والحر بالقرب من دمشق والحوثيون بجانب صنعاء والنصرة على مشارف بنغازي وصولا لطرابلس والإخوان في طريقهم للقاهرة

عنوان طويل جدا.. نعم، يخالف كل قواعد العمل المهني.. ولما لا، قد يغضب البعض منا، خاصة بالنسبة للقاهرة، لأن الإخوان لم ولن يقتربوا منها.. صحيح وما المشكلة في ذلك، لكن القافية حكمت..

تثير الأحداث في المنطقة الكثير والكثير من الهواجس سواء بالنسبة للحكومات في الشرق الأوسط والعالم، أو بالنسبة لقاطنيها من الشعوب الذين لا يستطيعون التعرف وحتى الآن كيف تدار الأمم وتساس، ويُستغلون بطريقة أو بأخرى، وربما طواعية وبرغبة منهم، في حملات التعتيم والتضليل والغسيل التي يتعرضون لها في كل لحظة وبشكل يومي..

للقضية اليوم جانبين مهمين أحدهما خاص بالشأن الإقليمي، وفي القلب منه مصر وما يحدث فيها، وارتباطاته العالمية، إذ لا يمكنك وأنت المتابع العتيد إلا أن تقذف بنفسك صريعا من أعلى شرف هار حتى ترتاح من مواجهة هذه الفوضى العارمة التي تُدار فيها النزاعات والصراعات والحروب بالوكالة بين أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية على أراضي المنطقة الموعودة دوما بذلك، أو على الأقل طوال تاريخها الحديث والمعاصر المعروف، التي يبدو أن فكرة الرجل المريض لن تتخلص منها لا في ربيع ولا خريف ولا حتى شتاء أو صيف وستظل تلاحقها إلى أبد الآبدين..

داعش بمقاتليها العرب والأجانب تتحرك نحو بغداد لتسقط حكومة طائفية، وهي تمارس الطائفية بدورها كي تبرر ما تقوم به، وتتلقى دعما وتمويلا من دول تنفي عن نفسها طائفيتها، وهي تمارس الطائفية في أجلَّ صورها عندما تقصي المخالفين معها، وتدعم أنظمة دول أخرى تأبى إلا أن تكون وحدها على الساحة دون أن تشاركها الكعكة أية قوى أو فصائل أخرى، وهذه الأخيرة لا تتورع عن القيام بأي شيء حتى لو كان غير شرعي ولا مشروع ولا أخلاقي ولا ديني ما دام ذلك سيضمن لها تحقيق قدر من مصالحها الذاتية الآنية المباشرة، والغريب ان هذه القوى التي في غالبيتها اسلامية سلفية سنية تواجه رفضا لا تواجهه نظيرتها الموجودة في العراق وسوريا، وهو ما يلاحظ في الموقف العربي من هذه القوى التي تحارب الانظمة في مصر وليبيا..

جملة اعتراضية: لخبطة مش كدة، الاكثر لخبطة كالسياسة ما يحدث ردا على ما سبق، وهو كالتالي..

بدورها لا تجد دول أخرى بدا من التدخل حماية لمصالحها ومناطق نفوذها ومريديها في مواجهة الدول الأولى، وهي لا تعدم وسيلة أو حجة إلا واستخدمتها وأطلقتها سواء في العراق أو في سوريا أو اليمن أو حتى مصر وليبيا للضغط على من تعتبرهم أعوانا للشيطان، وهي أقرب منهم له، إذ بالرغم من انها تدعي محاربة هذا الشيطان تجأر إليه بالشكوى عبر أعوانها كي يتدخل وينقذها من خطر داعش المتحرك والممتد، ولا تتورع عن الإتيان بأفعالها الخبيثة لزرع الفتنة والانقسام في بلاد منقسمة أصلا عبر أذرعها وأياديها وقواتها المناظرة ممثلة في المليشيات التي تعلن استعدادها لحماية العتبات المقدسة من ايدي من تسميهم العابثين من التكفيريين الارهابيين..

لذلك نجد حزب الله في سوريا والذي اعاد به الاسد التوازن في مواجهته للسوريين، وحرسا ثوريا وميليشيات في العراق تحارب بجانب المالكي منعا لإسقاطه، وحوثيين تريد ان تسقط حكومة يمنية معروف انها مدعومة من السعودية، والتي تعرضت قبل فترة لمحاولة لاختراق حدودها من جانب هؤلاء الحوثيين الذين يتحركون طائفيا، ويتردد بقوة انهم مدعومون ايرانيا، واخوانا وجهاديين ـ كما ذكرنا سلفا ـ تحارب الانظمة المدعومة عربيا في كل من مصر وليبيا..

وللحديث بقية...