‏إظهار الرسائل ذات التسميات ليبيا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ليبيا. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 18 سبتمبر 2014

الولع بمصر.. ملفات من الصومعة

يحار المرء عندما يرى هذا الولع بمصر لتكون ضمن الفريق العامل أوالمختص بمحاربة داعش...

وكأن هذه المواجهة مع هذا الكيان الشبح، التي يراها كثيرون مفتعلة ولا تستوجب حتى النظر إليها والاهتمام بها، لا يمكن لها أن تدور رحاها، ولا أن تتم، ولا أن تنجح دون مشاركة القاهرة باعتبارها الدولة الرائدة في مكافحة الإرهاب والإرهابيين...

تزداد هذه الحيرة لتصبح ارتباكا عندما نسمع أن مسؤولين موريتانيين يلتقون بنظرائهم في القاهرة لبحث أوجه العلاقات الثنائية المشتركة، هذا بالرغم من أننا لم نسمع منذ سنوات عن مباحثات يمكن أن تجمع في هذا التوقيت بالذات بين مسؤولين مصريين وموريتانيين..

يضاف لذلك أن القاهرة غابت عن أفريقيا طويلا، ولا تملك حتى الرغبة في "عدم التخلي" عن "فك" ارتباطها بالقارة السوداء، مع انتمائها الأصيل لها، فكيف هو الحال عندما تتباحث مع مسؤولين موريتانيين أفريقيين...

يصل الارتباك إلى ذروته ليصير قلقا وخوفا بعد أن تردد على استحياء نبأ الاتفاق الأمني الذي أبرمته القاهرة مع نظام مهدد بالسقوط بجوارها بالنظر لحالة الاحتراب الداخلي التي تعم الساحة الليبية الآن، ويقف فيها النظام هناك موقف العاجز الذي ينتظر مد يد العون له، وهو على شفا الانهيار من داعش وأخواتها...

يأتي كذلك قرار الإفراج عن أحد النشطاء دون غيره، ثم في مرحلة لاحقة حدى الناشطات، ما يثير الدهشة والتساؤل معا، بعد الحيرة والارتباك، حول تطورات المشهد المصري الحالي، وماذا يُرتب له في ظل حالة الاستنفار القائمة لزيارة الرجل لرئيسة مجلس إدارة العالم:

ـ لماذا تم إطلاق سراح هذين الشخصين دون غيرهما من المحكوم عليهم بالتهم ذاتها، وهي التظاهر رغم أنف قانون غير دستوري تصر الدولة على عدم تغييره، ورغم أنف المضربين على سلم نقابة الصحفيين، الذين تذكروا أخيرا أنه يُفعل بهم الآن أكثر مما فُعل بهم في أوقات سابقة...

ـ هل هناك ارتباط ما بين إضراب هذا الناشط وغيره عن الطعام احتجاجا على القانون ومن ثم إطلاق سراحه من جهة، وزيارة وزير الخارجية الأميركي للقاهرة مؤخرا ولقائه كبار المسؤولين هناك لحشد الدعم المصري وراء التحالف الدولي ضد الإرهاب من جهة ثانية، حيث نعود ثانية لما بدأنا به هذه التدوينة التي يصاحبها دخا أزرق صاعد من رؤؤسنا...

ثم أخيرا، وليس آخر، تجيء زيارة صاحبنا المفاجئة لوحدات التدخل السريع، التي قيل أنه أنشأها قبل توليه منصبه، وكأن مثل هذه الوحدات لم تكن موجودة من قبل، أو على الأقل نواة لها، ما يدعو للتفكير حول:

ـ أسباب مثل هذه الزيارة التي تتم فجرا، باعتباره كائنا نهاريا، وليس ليليا، ويتم الإعلان عنها لأول مرة في محاولة للاحتفاء بها..

ـ هل لذلك علاقة بأدوار يمكن أن تقوم بها هذه الوحدات مستقبلا بالنظر إلى حالة الولع بمصر وبدورها في محاربة الداعوشيين في المنطقة، وبالأخص في الجوار الليبي...

ـ هل يمكن أن تكون علامة تحية وتقدير وتهنئة بعمليات سابقة قامت بها هذه الوحدات، ولا يعرف المصريون عنها شيئا، أم إنها إيذان للرأي العام بوجود محتمل لها على الخارطة في الفترة القادمة سواء في الداخل أو في الخارج..

أحداث ومستجدات تفرض أسئلة قد لا تجد لها إجابات شافية، ولا نملك غير مجرد رصدها لندع الأيام تجيب عنها، وربما يساعد الجمع بين الأضداد في فهم شيء ربما حدث أو سيحدث في قابل الأيام..

تساؤلات تجعل أمخاخ المتشككين ـ دوما من أمثالنا ـ تسبح في فضاء الخيالات والربط بين أشياء ربما لا يوجد بينها رابط ولا معنى غير في أذهاننا الحافلة بضلالات ووساوس الكائنات الفضائية المقيمة بجوارنا، والمؤمنة أيضا ـ أي هذه الأذهان ـ إيمانا لا يتزعزع بنظريات المؤامرة علينا وعلى مصائرنا...

الخميس، 19 يونيو 2014

داعش على حدود بغداد والحر بالقرب من دمشق والحوثيون بجانب صنعاء والنصرة على مشارف بنغازي وصولا لطرابلس والإخوان في طريقهم للقاهرة

عنوان طويل جدا.. نعم، يخالف كل قواعد العمل المهني.. ولما لا، قد يغضب البعض منا، خاصة بالنسبة للقاهرة، لأن الإخوان لم ولن يقتربوا منها.. صحيح وما المشكلة في ذلك، لكن القافية حكمت..

تثير الأحداث في المنطقة الكثير والكثير من الهواجس سواء بالنسبة للحكومات في الشرق الأوسط والعالم، أو بالنسبة لقاطنيها من الشعوب الذين لا يستطيعون التعرف وحتى الآن كيف تدار الأمم وتساس، ويُستغلون بطريقة أو بأخرى، وربما طواعية وبرغبة منهم، في حملات التعتيم والتضليل والغسيل التي يتعرضون لها في كل لحظة وبشكل يومي..

للقضية اليوم جانبين مهمين أحدهما خاص بالشأن الإقليمي، وفي القلب منه مصر وما يحدث فيها، وارتباطاته العالمية، إذ لا يمكنك وأنت المتابع العتيد إلا أن تقذف بنفسك صريعا من أعلى شرف هار حتى ترتاح من مواجهة هذه الفوضى العارمة التي تُدار فيها النزاعات والصراعات والحروب بالوكالة بين أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية على أراضي المنطقة الموعودة دوما بذلك، أو على الأقل طوال تاريخها الحديث والمعاصر المعروف، التي يبدو أن فكرة الرجل المريض لن تتخلص منها لا في ربيع ولا خريف ولا حتى شتاء أو صيف وستظل تلاحقها إلى أبد الآبدين..

داعش بمقاتليها العرب والأجانب تتحرك نحو بغداد لتسقط حكومة طائفية، وهي تمارس الطائفية بدورها كي تبرر ما تقوم به، وتتلقى دعما وتمويلا من دول تنفي عن نفسها طائفيتها، وهي تمارس الطائفية في أجلَّ صورها عندما تقصي المخالفين معها، وتدعم أنظمة دول أخرى تأبى إلا أن تكون وحدها على الساحة دون أن تشاركها الكعكة أية قوى أو فصائل أخرى، وهذه الأخيرة لا تتورع عن القيام بأي شيء حتى لو كان غير شرعي ولا مشروع ولا أخلاقي ولا ديني ما دام ذلك سيضمن لها تحقيق قدر من مصالحها الذاتية الآنية المباشرة، والغريب ان هذه القوى التي في غالبيتها اسلامية سلفية سنية تواجه رفضا لا تواجهه نظيرتها الموجودة في العراق وسوريا، وهو ما يلاحظ في الموقف العربي من هذه القوى التي تحارب الانظمة في مصر وليبيا..

جملة اعتراضية: لخبطة مش كدة، الاكثر لخبطة كالسياسة ما يحدث ردا على ما سبق، وهو كالتالي..

بدورها لا تجد دول أخرى بدا من التدخل حماية لمصالحها ومناطق نفوذها ومريديها في مواجهة الدول الأولى، وهي لا تعدم وسيلة أو حجة إلا واستخدمتها وأطلقتها سواء في العراق أو في سوريا أو اليمن أو حتى مصر وليبيا للضغط على من تعتبرهم أعوانا للشيطان، وهي أقرب منهم له، إذ بالرغم من انها تدعي محاربة هذا الشيطان تجأر إليه بالشكوى عبر أعوانها كي يتدخل وينقذها من خطر داعش المتحرك والممتد، ولا تتورع عن الإتيان بأفعالها الخبيثة لزرع الفتنة والانقسام في بلاد منقسمة أصلا عبر أذرعها وأياديها وقواتها المناظرة ممثلة في المليشيات التي تعلن استعدادها لحماية العتبات المقدسة من ايدي من تسميهم العابثين من التكفيريين الارهابيين..

لذلك نجد حزب الله في سوريا والذي اعاد به الاسد التوازن في مواجهته للسوريين، وحرسا ثوريا وميليشيات في العراق تحارب بجانب المالكي منعا لإسقاطه، وحوثيين تريد ان تسقط حكومة يمنية معروف انها مدعومة من السعودية، والتي تعرضت قبل فترة لمحاولة لاختراق حدودها من جانب هؤلاء الحوثيين الذين يتحركون طائفيا، ويتردد بقوة انهم مدعومون ايرانيا، واخوانا وجهاديين ـ كما ذكرنا سلفا ـ تحارب الانظمة المدعومة عربيا في كل من مصر وليبيا..

وللحديث بقية...