ومن قال أصلا أن المتحرشين غير ثوريين..
ففعل التحرش في ذاته فعل ثوري بامتياز، كما يقول الإخوة المتفيهقون، وإن كان الهدف ليس الدولة ولا النظام ولا أجهزة الردع والقوة، وإنما المُتحرش به أو بها، ذكرا كان أم أنثى، صبيا كان أم بالغا..
الجميع يتحدث عن حاجة البلد إلى "دكر"، وأفضل النماذج المعبرة عن هذا "الدكر"، هو المتحرش نفسه..
أليس ما يقوم به تعبيرا فاضحا عن "ذكوريته" الناطحة، وتجسيدا واقعا لثوريته الفاقعة التي لم يكفيها الخروج إلى الميدان، ولم يقنعها الهتاف بأعلى الأصوات التي يملكها، ولم يرضيها حتى التشابك بالعصي والأيدي وربما الخرطوش مع المختلفين معه..
لماذا إذا نبدي امتعاضنا عندما نسمع عن فعل ثوري تحرشي بالميدان..
في ظل الحالة "الراقصة، الأصح الرقاصة" التي توجد عليها البلد الآن، لا يمكن إلا أن تجد عينا "لاقطة خبيثة" ترصد "المهتزات" بما أفاء الله عليهن، ما يدفع المتحرشين الثوريين إلى التعاطف معهن في حفلتهم الراقصة الماجنة...
أينما تولوا وجوهكم، فثمة من يرقص، ولا تتجه يمنة أو يسرا إلا وتجد من يرقص على أنغام المتحرشين بالأغيار..
الجميع يرقص، وله الحق في التعبير عن مشاعره المهتزة، وكأننا جئنا بما لم يجئ به الأولون ولا الآخرون..
بالله عليكم ألا تدفع مثل هذه الطقوس الراقصة المبتذلة المثيرة للسخرية في الميادين وعلى شاشات الفضائيات بعض المتحرشين الثوريين للمشاركة بها..
أليس من حقهم التدافع والالتصاق وربما يصلون لمرحلة الانعتاق، الاندماج، الكامل مع المتحرشين بهم، وذلك على غرار بعض طقوس الصوفية في الموالد ومواسم الأعياد وحفلات الزار والطهور الشعبية..
إنهم يحتفون جميعا بفرح أم ترتر ـ ويمكن الرجوع إليها لمن لا يعرفها في تدوينة سابقة ـ بل ولم تتورع أمهات محترمات، وربما ناشطات ثوريات منقلبات، عن الرقص تعبيرا وتجسيدا عن حالة الفرحة العارمة التي "ألمت" بهن بعد عملية جراحية مستعصية لـ"كحت" الدم الفاسد أبان الانتخابات وعند التنصيب..
المعروف أن سوء الأخلاق، وربما التربية أيضا، وضعف الوازع الديني، وغياب الرادع القانوني، لم يعدم منه أي أحد في بلادنا، إلا ما رحم ربي بالطبع، إذ شمل الجميع في الحقيقة، صغيرا كان أو كبيرا، رجلا كان أم امرأة..
وربما ذلك يبرر ويفسر لجوء الجميع لممارسة "فعلة" التحرش الخاصة بها انطلاقا من المبدأ المصري المعروف "اشمعنى هم"، خاصة أن كل ما يحيط بنا كمصريين يدفع إلى ذلك، بداية من قنوات الرقص التي يأمها ويديرها ويرعاها ويقودها راقصون وراقصات مؤهلون، وانتهاء بالراقصون على كل الأحبال كالأراجوزات في مؤسسات الإعلام والسياسة وغيرها، إذ يكفي التلويح بمكرمة أو عقاب حتى تتغير المواقف، ولا تتغير الوشوش..
لماذا نعترض إذا ما وجدنا فتى أو فتاة أحاط بهما اليأس من كل جانب، ولا يستطيعون ممارسة حقهم الطبيعي في التحرش الثوري..
لماذا نقف أمامهم وهم يمارسون حقا لم ينالوه وربما لم يجربوه، مثلما يفعل المتزوجون وغيرهم ممن يستطيعون إتيان فعل التحرش إذا ما أرادوا دون خوف من عقاب أو لوم حتى لو اُتهموا بأنهم يمارسون العنف اللفظي والمادي "التحرش الثوري" ضد نسائهم..
المتابع لحالة الميدان، والواقف في هذا البحر المتلاطم من الأجسام الدافئة، والدارس لنظريات الحشد والجماهير، يستطيع أن يدرك أن التحرش الثوري فعل لا إرادي قد يضطر إليه المتحرشون بفعل العديد من الظروف..
ربما من يقوم بهذا الفعل من هذا الفصيل أو ذاك بدافع سياسي أو "جنسي"، خاصة أن كل طرف من أطراف الساحة المهترئة يتهم الآخر بأنه وراء مثل هذه الأفعال الدنيئة..
وربما ينتاب المتورطون المتحرشون هواجس بالليل والنهار لأنهم لم يجدوا سبيلا آخر للتعبير عن ذاتهم غير التحرش..
وربما تدفعهم غريزة الانتقام من المُتحرَشين بهم وأشياء أخرى، لأنهم لم يراعوا احتياجاتهم المادية والنفسية والجسدية التي لم ولن يستطيعوا الوفاء بها إلا بعد عمر مديد..
لكن الحقيقة أن فعل التحرش الثوري نتيجة، وليس سببا، لأفعال وممارسات التحرش التي يعيشها المصريون ليل نهار..
ففعل التحرش في ذاته فعل ثوري بامتياز، كما يقول الإخوة المتفيهقون، وإن كان الهدف ليس الدولة ولا النظام ولا أجهزة الردع والقوة، وإنما المُتحرش به أو بها، ذكرا كان أم أنثى، صبيا كان أم بالغا..
الجميع يتحدث عن حاجة البلد إلى "دكر"، وأفضل النماذج المعبرة عن هذا "الدكر"، هو المتحرش نفسه..
أليس ما يقوم به تعبيرا فاضحا عن "ذكوريته" الناطحة، وتجسيدا واقعا لثوريته الفاقعة التي لم يكفيها الخروج إلى الميدان، ولم يقنعها الهتاف بأعلى الأصوات التي يملكها، ولم يرضيها حتى التشابك بالعصي والأيدي وربما الخرطوش مع المختلفين معه..
لماذا إذا نبدي امتعاضنا عندما نسمع عن فعل ثوري تحرشي بالميدان..
في ظل الحالة "الراقصة، الأصح الرقاصة" التي توجد عليها البلد الآن، لا يمكن إلا أن تجد عينا "لاقطة خبيثة" ترصد "المهتزات" بما أفاء الله عليهن، ما يدفع المتحرشين الثوريين إلى التعاطف معهن في حفلتهم الراقصة الماجنة...
أينما تولوا وجوهكم، فثمة من يرقص، ولا تتجه يمنة أو يسرا إلا وتجد من يرقص على أنغام المتحرشين بالأغيار..
الجميع يرقص، وله الحق في التعبير عن مشاعره المهتزة، وكأننا جئنا بما لم يجئ به الأولون ولا الآخرون..
بالله عليكم ألا تدفع مثل هذه الطقوس الراقصة المبتذلة المثيرة للسخرية في الميادين وعلى شاشات الفضائيات بعض المتحرشين الثوريين للمشاركة بها..
أليس من حقهم التدافع والالتصاق وربما يصلون لمرحلة الانعتاق، الاندماج، الكامل مع المتحرشين بهم، وذلك على غرار بعض طقوس الصوفية في الموالد ومواسم الأعياد وحفلات الزار والطهور الشعبية..
إنهم يحتفون جميعا بفرح أم ترتر ـ ويمكن الرجوع إليها لمن لا يعرفها في تدوينة سابقة ـ بل ولم تتورع أمهات محترمات، وربما ناشطات ثوريات منقلبات، عن الرقص تعبيرا وتجسيدا عن حالة الفرحة العارمة التي "ألمت" بهن بعد عملية جراحية مستعصية لـ"كحت" الدم الفاسد أبان الانتخابات وعند التنصيب..
المعروف أن سوء الأخلاق، وربما التربية أيضا، وضعف الوازع الديني، وغياب الرادع القانوني، لم يعدم منه أي أحد في بلادنا، إلا ما رحم ربي بالطبع، إذ شمل الجميع في الحقيقة، صغيرا كان أو كبيرا، رجلا كان أم امرأة..
وربما ذلك يبرر ويفسر لجوء الجميع لممارسة "فعلة" التحرش الخاصة بها انطلاقا من المبدأ المصري المعروف "اشمعنى هم"، خاصة أن كل ما يحيط بنا كمصريين يدفع إلى ذلك، بداية من قنوات الرقص التي يأمها ويديرها ويرعاها ويقودها راقصون وراقصات مؤهلون، وانتهاء بالراقصون على كل الأحبال كالأراجوزات في مؤسسات الإعلام والسياسة وغيرها، إذ يكفي التلويح بمكرمة أو عقاب حتى تتغير المواقف، ولا تتغير الوشوش..
لماذا نعترض إذا ما وجدنا فتى أو فتاة أحاط بهما اليأس من كل جانب، ولا يستطيعون ممارسة حقهم الطبيعي في التحرش الثوري..
لماذا نقف أمامهم وهم يمارسون حقا لم ينالوه وربما لم يجربوه، مثلما يفعل المتزوجون وغيرهم ممن يستطيعون إتيان فعل التحرش إذا ما أرادوا دون خوف من عقاب أو لوم حتى لو اُتهموا بأنهم يمارسون العنف اللفظي والمادي "التحرش الثوري" ضد نسائهم..
المتابع لحالة الميدان، والواقف في هذا البحر المتلاطم من الأجسام الدافئة، والدارس لنظريات الحشد والجماهير، يستطيع أن يدرك أن التحرش الثوري فعل لا إرادي قد يضطر إليه المتحرشون بفعل العديد من الظروف..
ربما من يقوم بهذا الفعل من هذا الفصيل أو ذاك بدافع سياسي أو "جنسي"، خاصة أن كل طرف من أطراف الساحة المهترئة يتهم الآخر بأنه وراء مثل هذه الأفعال الدنيئة..
وربما ينتاب المتورطون المتحرشون هواجس بالليل والنهار لأنهم لم يجدوا سبيلا آخر للتعبير عن ذاتهم غير التحرش..
وربما تدفعهم غريزة الانتقام من المُتحرَشين بهم وأشياء أخرى، لأنهم لم يراعوا احتياجاتهم المادية والنفسية والجسدية التي لم ولن يستطيعوا الوفاء بها إلا بعد عمر مديد..
لكن الحقيقة أن فعل التحرش الثوري نتيجة، وليس سببا، لأفعال وممارسات التحرش التي يعيشها المصريون ليل نهار..