الجمعة، 1 أغسطس 2014

حيرة المتردد

ماذا يفعل؟ 

أيكمل انتظاره لشيء قد لا يجيء أم يخوض المغامرة، وهو ورزقه، كما يقول إخوانه المصريون..

تساؤل لابد من طرحة الآن بعد أن ضاعت سنوات وسنوات انتظارا لما لا يأتي، وحلت تطورات جديدة قد تغير المسار بأكمله، وهي فرصة قد لا يحظى بها ثانية، ولن يتبقى له إلا لحظات قادمة لا يدري ماذا سيحدث بها..

أنه لا يسأل ولا يحاول أن يفهم، وكأن مانعا يمنعه من السؤال والذهاب لهذا وذاك للاستفسار والفهم حتى يتجنب هذا الخلط والتشويه المتعمد للقضايا والمعلومات التي يتعرض لها يوميا، منهمك بلقمة العيش ومنشغل بالأولاد والمدارس والبيت والتي بحاجة جميعها للمتابعة وربما التفرغ التام...

إنه الخوف الذي يعوقه منذ زمن، ويهدد به دوما، ويستغله الآخرون ضده لتدجينه..

لقد تسرب الإحباط لديه بشأن المستقبل وإمكانية تغييره للأحسن، ومع شعوره العميق بمرور العمر سريعا دون أن يفعل شيئا بالمقارنة بغيره، ناهيك عن إحساسه الأصيل بدنو أجله، فقد القدرة على الرؤية السليمة واتخاذ القرار المناسب...

هو في حيرة من أمره ينتظر ما يوعد به من ربيع طال انتظاره ورغم أن نسبة التيقن من كل الخيارات المتاحة والمحتملة جميعها غير مؤكدة...

ماذا تفعل لو كنت مكانه؟

أيترك الجمل بما حمل، ويدع الأمور تسير في أعنتها، أم يتمسك بأهداب هذا الأمل الواهي المزعوم بأن الغد قريب قادم يحمل معه البشرى..

أيها المصري، الكثيرون يعولون عليك، ينتظرون منك الكثير، وأنت بهذا اليأس، دع عنك كل هذا، وقم بدورك قدر إمكانك، إنك لها، ولن يقوم بها غيرك...