السبت، 9 أغسطس 2014

من جديد

عادت  له الهواجس من جديد لتقول له يكفيك ذاك..
ألم تنتظر طوال أشهر بل سنوات دون حدوث تغيير يذكر..

يجب أن تعتد بنفسك وتوفيها حقها وتعتمد عليها وتقوم بما هو مطلوب منك بدلا من أن يستغلك أحد، ويعطيك الفتات في النهاية، ويستمرأ في أن يضع عليك عبئا فوق عبء باعتبارك حمار شغل أو مصري خائفا من غد رزقه في السماء ولن تتعلم منه شيئا دون أن تخطئ فيه..

لماذا لا تقنع نفسك بأن ما تقوم به من هذه الأعمال الروتينية لن يفيدك بقدر ما يضرك، يسيء إلى من حولك، الساكت عن الحق شيطان أخرس..

بيان الخطأ ونقد ما يستحق النقد واجب عليك مطالب به أبد الدهر بدل مما هو حاصل الآن، حيث اللف في فلك الأراجوزات الراقصين على السلالم، والدوران في طاحونة لا نهاية لها تظل تنفخ وتروج حتى تتورم أوداجك عاملا في الخفاء لا أحد يعرف عنك شيئا...

رد عليه عفريته قائلا له إلى أين، ماذا ستفعل، من أين ستقضي متطلبات حياتك واحتياجات أهلك، هل لك دخل إضافي، مكان تأوي إليه حتى تقول إنك تنتمي لهذا المكان ولو كان بسوء الوطن الذي تعيش فيه، هل تتوقع النجاح إذا ما انفصلت عنه؟ هل لديك القدرة على مناطحة الذئاب، ماذا إذا ما استنفد رصيدك وضاع رأس مالك، المعنوي والروحي قبل المادي والمالي، ماذا عن دوشة العمل الميداني والحركي، عمل الشارع إذا ما اضطررت للنزول إليه، والتجربة بكل سيئاتها أمامك، أين نشطائك وثوارك...

تساؤلات قاتلة، يقف أمامها المصري الجديد عاجزا، لا يستطيع حيالها فعل أي شيء، لكنها الحقيقة المرة..
بين الرغبة في الفعل والعجز عن القيام به..
الرغبة في التطور في تحقيق الطموح وكأن قيدا يمنعه من التحرك ويأبى إلا أن يركن بجواره..
يفكر جوهريا في انتقالة.. قفزة.. ويقول لنفسه إلى أين يذهب...
يفكر في الاستمرار وعدم الانعتاق من هذا الوضع رغم سوءه وتأثيره واستنزافه نهارا وليلا..
أأعددت العدة لهذه المرحلة، وماذا عن هذا الإحباط النفسي والادعاء بأن الظروف المحيطة تعجزك...

لا يستطيع المصري الجديد أن يجد لنفسه الطريق.. ماذا تفعل لو كنت مكانه..