الخميس، 8 يناير 2015

اسمع واترك

إلقاء محاضرة أو عظة، تحديدا، يستلزم أمورا..
ليس من بينها امتلاك ناصية العلم المتخصص..
ولا ثقة في نفس وجرأة على اقتحام الآخرين..
أو النطاعة والبرود كما يطيب لي أن أسميها...

وإنما بحاجة إلى أكثر من مجرد طلاقة لسان..
ولباقة صاحبه من حيث مظهره وحضوره..

حيث تتطلب إيمان راسخ لا يتزعزع بما يقال..
إيمان يصدقه الواقع العملي ويراه الناس ويتلمسونه..

رغبة أكيدة للاستماع والإنصات تعكس الانتباه والاهتمام..
إصرار على التعلم مما قيل وتطبيقه على الأرض..

تواضع يملؤه يقين ثابت في القلب بالتواصل مع الآخر..
وبعدم الكبر أو التطاول على خلق الله..
خاصة بين المتحدث والمتحدث إليهم..

كثير من المتحدثين اللبقين ذوي الحضور..
لا يحظون بأي ثقة عند مستمعيهم..
ولا يتمتعون بذرة من إيمان بما يلوكونه بألسنتهم..
ولدى الناس قناعة مطلقة بأنهم منتفعون بما  ينضحون به..

وكثير من المتحدث إليهم مضطرون للحضور والاستماع..
لا عن قناعة ورغبة في الاستفادة والتغير..
وإنما استجابة لروتين دوري يقومون به..
التزام رسمي وربما عرفي بالتواجد المادي..
مجرد الحضور وإشغال الحيز المكاني المخصصص..
غافلون عن حقيقة ما قيل أو يقال..

قادرون على تجسيد المثل الشعبي الفصيح..
ودن من طين..
وأخرى من عجين..