‏إظهار الرسائل ذات التسميات صدام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات صدام. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

الحنين إلى صدام ومبارك والأسد والقذافي

أشخاص لا يتحركون إلا و"الكرباج" فوق ظهورهم..
بل وهناك من يتلذذ ويستمتع ـ من المرضى بالتأكيد ـ بمن يقسو عليه ويعذبه عذابا  لا يقوى عليه غير الأشداء الجلداء..

لكن أن توجد شعوب بكاملها لا تستطيع العيش والتفاهم فيما بين أفرادها، ولا القدرة على السيطرة على نزعاتهم الإنسانية "الشيطانية" ـ والشيطان منهم بريء في الحقيقة ـ ولا يملكون حتى الإرادة لإدارة خلافاتهم المتعددة والشاملة إلا بالقتل والتدمير والملاحقة والتعقب على الهوية، سيما في المنطقة العربية والإسلامية، فهو أمر يستحق من كل ذي شأن جل اهتمامه وبحثه ودراسته..

هل كان صدام وحده من يملك القدرة على وأد الخلافات والاختلافات التي ظهرت في العراق طوال العقد الماضي من بعد عام 2003 تحديدا، والمستمرة حتى الآن، خاصة بعد ظهور داعش، وسيطرتها على بعض المدن العراقية وتحركها ناحية بغداد، وتجييش العالم ضدها الآن لمواجهتها..

ماذا عن مبارك، هل كان وحده الأقدر على معرفة نفسيات المصريين ومكنونات شخصياتهم المعذبة، وربما المريضة، وإدارة شؤونهم التافهة بعيدا عما عاشوه من فوضى وتوتر وعنف خلال السنوات الثلاثة الماضية، سيما من بعد عام 2011 وحتى هذه اللحظة، وربما اللحظات التي ستتلوها أيضا..

لماذا يعيد السوريون تجديد مآسيهم، والعيش في كدر من جديد بعد أن انتخبوا النموذج المصغر لمعذبهم ومفجرهم الأول والأوحد طوال العقود الأربعة الماضية الرئيس المفدى الأسد، وهل هي رسالة لمن يسمونهم التكفيريين أم اعتراضا على ما اُعتبر ربيعا وتحول إثر ذلك إلى خريفا شتويا مظلما..

وعلى هذا، كان القذافي على صواب فيما كان يقوم به ضد شعبه بدافع من رغباته ونزعاته المرضية، فهو أدرى بهم وأفضى إلى ما قدم، ولذلك استعبدهم وسخرهم عقود وعقود، أم هي الرغبة في توزيع المغانم في ليبيا النفطية الكبرى التي انتشر فيها القتل والتدمير، ولم تعرف هدوءا بعد في ظل استمرار المشاورة العنيفة بين السياسة والحرب، بين القبيلة والدولة، بين المسيطرون والساعون للسيطرة، أيا كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم..

ماذا عن حقيقة أن الواقع المؤلم الذي تعيشه الشعوب والأوطان العربية، وربما الإسلامية أيضا، وربما غالبية الشعوب الفقيرة في العالم الثالث، يستدعي هؤلاء من جديد ليخرجوا من قبورهم ومن مشافيهم ومن صناديق اقتراعهم ليحكموا بلادهم وشعوبهم(المنسوبة لهم) من جديد، وكأنه مكتوب عليهم إلا أن يحكموا بمثل هؤلاء وفي ظل هكذا ظروف..

هل هي مشكلة الحديد والنار التي يحكم بها هؤلاء الأباطرة القساه لدول وشعوب المنطقة..

أم أنها مشكلة ثقافة الشعوب ذاتها التي تأبى العيش إلا في مهانة وذلا وخنوعا بدعوى "اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش"..

أم أنها ممارسات الدول الكبرى والنافذين المحليين المرتبطين بالمصالح العالمية التي لا تتورع عن القيام بأي شيء لضمان تحقيق مصالحها واستمرار تدفقها حتى لو أدى ذلك لإشاعة الفوضى والعنف "فيها لا اخفيها"..

أهي مشكلة عدم النضج الديمقراطي والاستبداد الشرقي ومدى صلاحيتنا واستحقاقنا وتأهيلنا ووعينا بالديمقراطية وأصولها التي تحدث عنها الجميع قديما وحديثا..

أم أنها عملية بث وزرع القيم التي تشربتها الشعوب طوال عقود واستمرت بإفرازاتها السلبية حتى أيامنا هذه دون محاولة للتغيير..

أم إنها مشكلة الاتجاه الديني في ذاته عموما، والإسلامي خاصة باعتباره المفجر وأساس الخلافات في كل النماذج السابقة..

هل القضية محاولة لإقصاء تيار ما يحاول التواجد واللعب في الساحة كغيره، والحصول على قدر من الكعكة، وتقف كل العقبات الداخلية والخارجية في مواجهته بدعوى أخطائه، وهي حقيقية، وممارساته العنيفة المتطرفة تارة، واستغلاله للدين وتجييشه للناس تارة ثانية، ورفضه وربما إقصائه هو أيضا للمعارضين له والمخالفين معه تارة أخرى..

إنها كل هذه العوامل، التي تفسر في مجموعها باختلاف درجة التأثير بالطبع، الحنين للماضي الأليم بكل عذاباته ومآسيه، وتبرر المقولات التي تتردد ربما على استحياء حتى الآن، وفحواها: "فين أيامك يا ؟؟" وعليك أن تضع ما تريده بدلا من علامات الاستفهام تلك..