الخميس، 10 أبريل 2014

رموز المجتمع المصري " المرهونة والحبيسة"

الصعود السريع وربما المريع لجوقة الصحفيين إلى منصة الإعلام المرئي المصري ممن ملأوا الشاشات وصدعونا بضجيجهم اليومي يثير الانتباه لأشياء كثيرة، فإضافة إلى أنه يعبر عن نمو طبقة تقتات على سيئات الغير، فإنهم مثلوا نموذجا جديدا للرموز التي يمكن أن تعبر عن مجتمع بأسره..

لم يكن هؤلاء وحدهم الذين صعدوا ليجسدوا كل سيئات مجتمعنا المنهوب المسلوب، فقد صعد بجوارهم مقدمو البرامج الرياضية وشيوخ الفضائيات وخبراء السياسة والأمن والإستراتيجية والعسكرة بالطبع..

أُضيف كل هؤلاء لرموز سابقة للمجتمع الحبيس أفرزه عبر مراحل تطوره المختلفة، أخص بالذكر منهم لاعبو الكرة والراقصون والراقصات الذين يقدمون فنون غرف النوم في "الأوضاع" المختلفة، فضلا عن الأراجوزات الذين يأكلون على كل الموائد، ويلعبون مع الجميع لعبة الاستغماية، أو الظهور والاختفاء حسب الظروف والمرحلة والأوضاع..

الإخوان كغيرهم صعدوا ليمثلوا بدورهم رمزا "جديدا قديما" من رموز المجتمع المصري، شأنا ذلك أم أبينا، ولا يعني ذلك مدحا أو ذما، وإنما تقرير واقع وتشخيص حالة...

كذلك، فإن مرتضى وعكاشة وسما المصري وصافينار وسكر وغيرهم ممن تبوأوا أعلى المشاهدات في قنوات العري جسدوا هم أيضا رموزا للمجتمع المصري بغض النظر إذا كنا راضين عن ذلك من عدمه..

المهم هنا أن كل هؤلاء لا يعكسون إلا صورة أنفسهم القبيحة، مع اختلاف الفارق بالطبع بين سوءات رمز وأوزاره وسيئات رموز أخرى، إذ لا يمكن أن نساوي بين خطيئة لاعبي كرة القدم ومقدمي برامج التوك شو وبين ما تقوم به قنوات الدجل والشعوذة والرقص من خطايا، والذين لا يعبرون بحال عن حقيقة المجتمع المصري الذي يواجه آلة فرم ضخمة تمنع الرموز الحقيقية التي ينبغي أن تكون مثلا لنا ولأولادنا في العلم والعمل والجهد من الظهور وليس الصعود...

ما السبب في جعل مجتمعنا "يُخرج" أقبح ما فيه ليمثلنا، ويتجاهل أصحاب القيم السامية في الأخلاق والعلم والعمل، أهو الفقر النفسي وليس المادي والخواء الروحي الذي يضطرنا إلى اللجوء لكل الوسائل حتى لو كانت غير أخلاقية للصعود، أم بفعل النافذين الذين جثموا على صدورنا وفعلوا فينا الأفاعيل لكي يستغلوا عورات النفس البشرية لكي يصعدوا على أكتاف الآخرين ممن رهنوا انفسهم لهم حتى يحصلوا فقط على الشاي والوهبة والإكرامية..