الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

مخروس شوفير مجددا

باعتبارهما من نجوم الأخبار والسياسة الآن، وحتى تكتمل الدائرة النارية الجهنمية، لابد من تذكر أن مخروس كان من نجوم معركة "الجحش"، "الجمل" في لفظة أخرى..

أي أنه يعد واحدا من رواد حزب المخلوع الذي تجتمع فصائله من جديد الآن على خلفية المشهد السياسي المصري الحالي، وكان قد هدد جماهير ناديه المتمترسة بالاستئصال إذا ما حاولوا مهاجمة مقر النادي أو حضورهم غير المرغوب فيه لمباريات فريقهم، متهما إياهم بمحاولة تصفيته أو اغتياله حسبما يرى(انظر تدوينة سابقة)...

بل وتوعد، مؤخرا، صراحة أحد اللاعبين بقطع رزقه وعدم اللعب مجددا والشطب في حال انضمامه لتجمعات الوايت نايتس...

وها هو الآن يُمنع باعتباره نجما إعلاميا، أي مخروس، بأمر قضائي من الظهور على أي قناة رسمية أو خاصة بالبلد بعد دعوى قضائية رفعها محامي الوايت نايتس الذي اتهمه بسبه وقذفه.. لعبة المحامين المعتادة، ويصف الأولتراس بأنهم جماعة إرهابية...

بينما شوفير يمثل تلك القفزة الهائلة التي يأمل كثيرون منا تحقيقها مثلما حققها صاحبنا للصعود إلى عالم السياسة والنفوذ الذي لا يأمه إلا الكبار المرضي عنهم، هذا بالرغم من سيطرته على برامج تلفزيونية انفتحت على مصراعيها وبكثافة قلما تجدها في أي مكان آخر لأحاديث اللت والعجن والشرح المبتذل الذي لا طائل منه ولا فائدة له ولا يحوي رياضة ولا أي قيمة ولا يحزنون..

يجسد الرجل في الحقيقة نموذجا ودليلا حيا على مدى ما يمكن أن تفعله السياسة في البشر، حيث ساعدته على التحول من مجرد لاعب كرة يملك الشهرة والمال ـ اللذين على ما يبدو لم يكفيانه ـ إلى نائب برلماني يمثل حزب المخلوع أيضا، على غرار الأول، ورب صدفة خير من ألف ميعاد...

صاحبنا الأخير ممثل الحزب المفكوك رسميا، المربوط عضويا، عن دائرة سكنه بإحدى محافظات الدلتا، وظف نيابته على مايبدو ـ حسب علمنا أن كرسي البرلمان جاءه بعد اقتحام مجال التلفزيون والتعليق على المباريات ـ ليصبح نجما إعلاميا ومقدما للبرامج الرياضية ذات الصيت الكبير، متنقلا بين الفضائيات التي تدفع أكثر، يضرب هنا وهناك بلسانه الطلق ووجهه التلفزيوني البريء...


ولمجرد التذكير، فإن فوشير كان قد قاد بنفسه في فترة سابقة حملة جماهيرية مصطحبا ورائه جماهير كرة القدم، بدعوى مسيرة للرياضيين، قد يكون من بينها ألتراس الأهلي ووايت نايتس الزمالك..

ورفع وقتها شعاره الأثير: إعادة نشاط كرة القدم الذي توقف فترة، وإعادة جماهير الكرة لساحات الملاعب بصفتهم وقود المباريات الذي يشعل اللاعبين وبالتأكيد الفضائيات حماسا، ومن ثم استوديوهات وبرامج الهواء القادرة وحدها على إدرار الإعلانات ذات المداخيل العالية إدرارا...

المهم هنا، أن الرجل سلط بنجوميته من جديد الأضواء عليه بعد أن ألقى تصريحا زاد من أوار الحرب المشتعلة حوله وربما ضده، في رأينا على الأقل، حيث ورط في هذا التصريح أحمد عز امبراطور الحديد والسياسة المفرج عنه مؤخرا، الذي عكست صورته الأخيرة عبء سنين الضنا في السجن التي حملها فوق كاهله..

زعم صاحبنا أن "عز"، الذي تولى دور كمال الشاذلي في أمانته لحزب المخلوع أيضا، وهو الحزب الجامع المانع لمخروس وشوفير، عرض عليه المصالحة بينه وبين أولتراس نادي الأهلي، مدعيا رفضه لهذه المصالحة، في إشارة صريحة، مثلما أكد، إلى أن هذه الجماهير قد تم استغلال بعضها لأغراض معينة من قبل سياسيين في أوقات سابقة، وربما لاحقة أيضا..

وهو ما يضاف إلى تحريضه الأخير العلني السافر ضد الأولتراس ومجلس إدارة النادي ودعوته للتدخل السريع من جانب الداخلية، بدعوى أنهم حملوا في إحدى المباريات الأخيرة لافتة بعنوان "من الغناء لا مفر .. ستصرخ ثم تنازع ثم تموت"، مدعيا أنها موجهة ضد الداخلية.. وتهديد لها بالموت، ولا نعلم صحة ذلك...

ما الذي يجمع كل هؤلاء معا، ما المشترك بين صاحبينا لحمل كل مظاهر العداء تلك إزاء تجمعات جماهير الناديين، تلك المظاهر الكثيرة والمتعددة، هل لأنهما من كبار سياسيي الحزب المفكوك المربوط، أم لأنهما المتوليان أعماله القذرة، خاصة عند تحريك الجماهير أو البلطجية، أيا كانت تسميتهم..

لقد بدا أن لكل منهما مصادر قوته التي يتباهى بها "أنت ما تعرفش أنا ممكن أعمل أيه"، وأسلوبه في التخويف والإرهاب، وقدرته على استخدام الإعلام "المبرمج" في توجيه رسائله التهديدية للمخالفين المعارضين..

وبدا أن مصادر القوة التي يملكها كل منهما تدفعهما لخوض معارك وهمية بالأصالة عن نفسيهما وبالنيابة عن آخرين، أو لأغراض محسوبة بدقة لحساب الغير، الذين لا نعلمهم، أو ربما نعلم القليل عنهم، ومنهم أحمد عز نفسه الذي يعاديه شوفير رغم أنه ومخروس كانا يتحركان بأمره، ويأتمران بإشارة من أصبع قدمه الصغير، خاصة إذا ما لزم الأمر تحشيد المؤيدين والمناصرين...

نعتقد أن الإجابة واضاحة عن التساؤلات السابقة، أسأل عن المستفيد، الجهة التي يعملون لحسابها، الأدوار التي يقومون بها، وإلا بماذا نفسر إقدام الرجلين بين الفينة والأخرى لشحذ كل منهما أسلحته الإعلامية ضد الآخر أو ضد أشياء يكنان لها العداء، كجماهير الكرة، أو من أجل تفاهات بعيدة عن آلام الناس وأوجاعهم الحقيقية...

أخيرا، وليس آخر، لا يمكن أن ننسى التعليقات التي كانت قد ترددت قبل فترة حول توسط الراس الكبيرة في صلح تم بين الرجلين، حيث الصورة التي جمعتهم الثلاثة، وتضم هذه المدونة إحداها، وربما هذا يفسر في النهاية أسباب توافقهما على معاداة أولتراس النادي الأحمر ووايت نايتس النادي الأبيض...