بعيدا عن الدلالات الفقهية والدينية والتاريخية، والشعبية كذلك، للمصطلحين القريبين في الشبه على الأقل من ناحية البناء...
فإن التطهير لفظة ترددت على استحياء أبان عهد الرئيس المعزول لتقنعه، أو تدفعه ربما، لاتخاذ إجراءات أكثر حسما وقسوة تجاه من سموهم وقتها المناوئين للثورة وقيمها من عناصر الحزب الحاكم ومن شايعهم ولف لفهم في مؤسسات الدولة المختلفة والمتمركزين في مفاصلها وجحورها، أو اختصارا الفلول، الذين بدا أن قطاعا كبيرا منا يحمل خصالهم النجيبة في الانتهازية والاستغلال، وكان لهم جزء من الفضل في إسقاط الرجل الذي لم يهنأ بانتخاب الناس له رئيسا لهم...
المفارقة أن هؤلاء الأخيرين المتمصلحين النافذين ومن يدور في فلكهم ويجري مجراهم، علاوة على المتحولين الأفاقين من ذوي الشأن، ومن كان وما زال بحاجة للظهور والصعود ولو على أكتاف غيرهم، تجد كل هؤلاء الآن وهم جميعا يعيدون ركوب المصطلح الذي لم يستخدم فعليا ضدهم، وبالرغم من ذلك تراهم حاليا يحجون ويلجأون إليه ويطالبون عن بكرة أبيهم بتطهير أجهزة الدولة من هؤلاء الخونة الذين تمكنوا من اختراق أبنيتها وأسهموا في أخونتها، أيا كان موقفك من ذلك، فضلا عن المتعاطفين معهم...
الغريب أن حملة التطهير الجديدة لم تقتصر على المؤسسات العادية كالإعلام والكهرباء وغير ذلك، بل طالت الوزارات الكبرى التي يتهم روسائها حاليا بالتخاذل أمام هذه الخلايا الناعسة من المتأسلمين، الذين يمثلون في ذواتهم مشروعات محتملة لإرهابيين كبار وتحمل جيناتهم موروثات هذه الثقافة التي لا تفرخ سوى الدواعيش بدرجاتهم المتفاوتة...
فعلى كل من يحمل هذه الجينات التخلص منها والمسارعة فورا في إجراء اختبار الحمض النووي خاصته، حتى لا يجر مستقبلا لعنبر من عنابر التطهير، ولا يتعرض ظلما وزورا لخازوق تطهيري يخرج من دماغه...