‏إظهار الرسائل ذات التسميات جوانتاناموا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات جوانتاناموا. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 11 ديسمبر 2014

مهام قذرة هدفها البقاء

كالعادة، يحتفون بما لا يجب أن يحتفى به، وكأن حدثا جللا أو خطوة جبارة ستلي ذلك، وتمنع من تكراره ثانية أو ثالثة أو رابعة...
يتحدثون عن تقرير أمريكي وردود فعل ساخطة عليه بخصوص تعذيب البشر، بطبيعة الحال، ليس كل البشر، وإنما فئة بعينها يشتبه بقيامها أو تورطت في عمليات إرهاب، تحت مسمى كبير عنوانه: لماذا يكرهوننا..

يروجون لهذا الموضوع كالعادة وردود الفعل الخايبة عليه، وكأن الناس لا تعلم أن الولايات المتحدة راعية حقوق الإنسان في العالم، حاملة لواء الدفاع عن المنتهكة حوقهم، القادرة دوما على الضغط وابتزاز الغير بقضايا الحقوق، غارقة لأذنيها في سلب الحقوق، وواقعة في مستنقع آسن من عمليات التعذيب، ومنخرطة بكامل مسؤوليها وأجهزتها وجسدها المترهل في قضايا الانتهاكات بدعوى المصالح الحيوية والاستراتيجية، المنتشرة والمتنوعة، لها في العالم..

الغريب أنهم يتناسون ما ذكر لمرات ولمرات، وقبل سنوات، وليس من جراء التقرير اليوم، عن النقاط السوداء، كتلك التي ستبتلع العالم، كما يقول الفيزيائيون، والسجون الطائرة، وتوظيف دول معروفة بالاسم لاستقبال مشبوهين، واستخلاص المعلومات منهم بالطرق المعروفة بدء بضرب "القفا" ومرورا بالانتهاك الجسدي وحتى الإغراق بالماء، ناهيك عن أقبية وتوابيت الموتى، باعتبار أن أهل المنطقة أدرى بشعابها وناسها، الذين لا يستأهلون غير ذاك، ولا ينفع معهم سوى ذاك، وأنهم لا يريدون تلويث أيديهم بمثل هذا العبث، وأن المهام القذرة لا يقوم بها غير قذرة أمثالهم..

لا جديد يمكن أن يقدمه التقرير الأخير حول التعذيب الأمريكي للناس، إلا إذا اعتبرنا أن هناك من الوسائل والآليات القبيحة، الجديدة، التي يمكن استخدامها وتحصيل المعلومات بها من الغير، وأن الغاية تبرر الوسيلة، ما دام التعذيب والانتهاك النفسي والجسدي قد يوقف إرهابا، فلا مانع من اللجوء إليه واستخدامه..

كما لا جديد في أن تجد من يبرر لهذه الوسائل باعتبارها الوحيدة التي يمكن أن تنقذ أوطانا وأفرادا من مجموعة من البشر لا يستحقون غير ذلك للوقوف أمامهم والتصدي لأفعالهم، هكذا يظنون أو يتوهمون..

ولعل الإنذارات والتحذيرات التي صدرت مؤخرا في بعض الدول بخصوص استهداف رعايا غربيين عامة، وأمريكيين خاصة، وإغلاق مقار سفارات وبعثات في دول المنطقة، تؤكد أن ما تجنيه يداك هو من زرعك وفعلك، وما يعتقده الغرب بأنه مواجهة شرعية ومبررة مع هذا الشبح لن تزيده إلا توحشا وتعطشا للدماء...

ويبدو أن هذا هو الهدف الرئيسي، المهم ألا يقترب هذا الشبح المصنوع بدقة وعناية من حدودنا ـ أقصد ـ حدودهم واراضيهم، على أن يقتصر بأذرعه الممتدة على الدول التابعة، التي لم تعد تعرف أين أولها من آخرها، واي شيء يمكن أن تهتم به أولا، أهو الإرهاب، أم الثورات، أم المشكلات اليومية العادية...

الخميس، 11 سبتمبر 2014

إزإز، وفي رواية: إسإس، تستثير العالم

ما الذي يدفع العالم، غربه وشرقه، إلى هذه الحماسة في مواجهة مثل هكذا تنظيم ليست له أية ملامح مادية ولا حتى فكرية معروفة، خاصة أنه لم يوجد أحد إلى الآن يعرفنا من هي داعش وبداية ظهورها وأفكارها وعناصرها ومصادر تمويلها، اللهم إلا مجموعة مشتتة من المعلومات والأخبار والممارسات التي ظهرت هنا وهناك واستاثرت الكثير منا ومن غيرنا...

هل داعش بكل هذه القوة والرهبة والجبروت لتجعل الشرق والغرب يخشاها لهذه الدرجة وتدفعه لتدشين استراتجيات وتحالفات لمحاربتها، خاصة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة خطتها في المواجهة أمس على لسان رئيسها المذعور المطالب برد بعد ذبح اثنين من مواطنيه على يد داعش، وشكلت دول في المنطقة وخارجها تحالفا لا ندري ماهية بنوده لتعقب وتدمير هذا التنظيم الهلامي الذي لا شكل له...

ما الجدوى من وراء كل ذلك، وهل ستجدي نفعا خطة أوباما ذات العناصر الأربعة في ملاحقة التنظيم، حيث تشهد التجربة أنه لم يتمكن الغرب ولا العالم إلى الآن من مواجهة الإرهاب واستئصال شأفته، أيا كان شكله وتوصيفه، ولم يستطع حتى تاريخه القضاء على القاعدة ولا طالبان رغم تصفية بن لادن وإلقاء جثته في غياهب المحيط، مثلما قيل، وأقصى ما تحقق هو منع وصول الإرهاب والإرهابيين للدول الغربية دون غيرها وحصره في منطقتنا العربية الإسلامية...

هل كل هذه الموبقات التي ارتكبها أفراد هذا التنظيم الشبح وترددت هنا وهناك تصلح أن تقدم تفسيرا لكل هذه التحركات والخطط والإستراتيجيات التي يمكن أن تجابه بها داعش، أم أن الحرب ضد الإرهاب انتهت أيامها، ومواجهة القاعدة باتت موضة قديمة، ويتم الآن البحث عن بديل آخر لإخافة الناس وإلهاء الإعلام وحشد الصفوف واستقطاب الدول واستجلاب مواردهم واستعادة دور سياسي مفقود في مواجهة رافضين له ساخطين عليه...

هل هناك علاقة ما بين هذه التحركات واستصدار الاستراتيجية في اليوم ذاته الذي يحتفل فيه بالذكرى الـ13 لهجمات سبتمبر التي تلتها ضربات لافغانستان والسودان واعلان الحرب ضد الارهاب وتداعياتها التي صاحبتها بخصوص حقوق الانسان وسيادات الدول ولماذا يكرهوننا والعدو الاخضر وثقافة تفريخ الارهاب الواجب تنقيحها والنقاط السوداء وجوانتناموا ونقل المشتبه بهم لمنطقتنا وسجوننا لاستخلاص المعلومات منهم...

انظروا للعناصر الأربعة المكونة منها خطة رئيس مجلس إدارة العالم، وقيموا تداعياتها جيدا، إذ يلاحظ:
ـ أنها بالأساس موجهة للمنطقة العربية المنكوبة دون غيرها، وجعلها تحت المنظار والتدقيق والتقييم دائما..
ـ تعيد صياغة أو عفوا تكريس الوجود الأمريكي فيها، وفي العراق وسوريا تحديدا..
ـ عقود مستشارين عسكريين للعراق، صفقات وفلوس وربما مرتزقة ومقاولين وشركات أمن خاصة..
ـ موارد إضافية لتسليح المعارضة السورية وحل سياسي للأزمة هناك، ولا أدري كيف يجتمع هذا بذاك، وما الذي يميز معارضة معتدلة سيتم إمداداها بالسلاح عن غيرها...
ـ إجراءات استباقية لمواجهة داعش أينما توجد حتى لو وصل الأمر لضربات جوية دون طيار وملاحقة المشتبه بهم، ما يعيد الحديث عما جرى في أفغانستان واليمن والصومال وليبيا الآن..
ـ الشركاء العرب مسؤولون عن أمنهم، ولن يحل الغرب محلهم في مواجهة داعش، ما يعني إن لم تستطع ادفع في مقابل حمايتك..
ـ ضربات جوية أمريكية غربية أينما توجد داعش بالتعاون مع شركاء على الأرض، ما يبرر لها فعل أي شيء وبغطاء شرعي من الشركاء المعروفين وغير المعروفين..
ـ حرب طويلة قد تستمر عقودا مثلما ااستمرت الحرب ضد الإرهاب وطالبان والقاعدة وغيرها...
ـ حماية مواطنينا والبعثات الإنسانية لتسويغ أي تصرف أو سلوك قد يثير الحنق مستقبلا ولتأكيد الامتياز الذي يتمتع به هؤلاء مقارنة بغيرهم..